لوسي بارسخيان

وضع لبنان الدراماتيكي لم يعد يسمح بإستضافتهم

غراندي: لعودة اللاجئين إلى بلادهم

16 تشرين الأول 2021

02 : 00

من زيارة إلى مخيّم للنازحين في منطقة الفيضة في زحلة

"اللاجئون (سوريون وفلسطينيون)، باتوا عبئاً ثقيلاً على لبنان ومسؤولية كبيرة في هذا المنعطف الصعب الذي يمر به لبنان"، الكلام للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الذي إختتم زيارة رسمية للبنان بزيارة مخيم للاجئين في منطقة زحلة، توجه على إثرها مباشرة الى سوريا كما أعلن، كاشفاً عن مباحثات سيجريها مع السلطات السورية، للبحث في كيفية إزالة العقبات لتأمين عودة آمنة ومستدامة للنازحين.

غراندي أعرب عن قناعته بأهمية لبنان بالنسبة للمفوضية كونه إستقبل أكبر عدد من السوريين في العالم، لافتاً الى أن زيارته السنوية لهذا البلد، جاءت هذه المرة في ظرف صعب جداً، نتيجة لتدهور الأوضاع المالية والإقتصادية والسياسية.

وأضاف: "كنت في بيروت خلال الاحداث التي وقعت بالامس، حيث فقد عدد من الأشخاص حياتهم، وبالتالي أنا مدرك أن إستضافة مئات آلاف اللاجئين السوريين والفلسطينيين في المنعطف الصعب الذي يمر به لبنان حمل ثقيل ومسؤولية كبيرة".

وكشف أنه في محادثاته مع الرؤساء الثلاثة ومع الوزراء المعنيين، ناقش إيجاد الحلول لمشكلة اللاجئين، معتبراً أن "الحل الافضل هو بعودتهم الى بيوتهم في سوريا بطريقة آمنة ومستدامة، وسنتابع العمل مع الحكومة السورية بشكل مواز، لتذليل العقبات تدريجياً".

غراندي الذي قال انه سيتوجه الى سوريا من البقاع مباشرة، ناشد المجتمعات المانحة أن تقدم المساعدات لهؤلاء في مناطق عودتهم بالداخل السوري، ولأن "يبذلوا المزيد من الجهد لدعم لبنان، ولدعم الشعب اللبناني، الذي أصبح جزء كبير منه في حالة من الفاقة، وأن يدعموا اللاجئين الذين لا يزالون يستضيفونهم"، معتبراً "أن الدعم المقدم ليس كافياً في الأوضاع الدراماتيكية التي يمر بها لبنان".

وأضاف: "إنظروا الى هذا المخيم العشوائي حولنا، هذا مخيم للاجئين قيل لي أن أطفالاً فتياناً لا يمكنهم الذهاب للمدرسة لانهم بحاجة الى العمل لدعم عائلاتهم، وأنه عندما يكون الأطفال مرضى لا يمكن لعائلاتهم شراء الدواء الا لمن حالته أكثر سوءاً، وعائلات لبنانية كثيرة تعيش أيضاً الواقع نفسه، لذلك أناشد مرة اخرى العالم كله لمساندة لبنان، ودعوتي للقيادات اللبنانية الى التعالي عن خلافاتهم السياسية وقيادة البلاد نحو مستقبل أكثر أمناً وإزدهاراً وإستقراراً".

ورداً على سؤال أعرب غراندي عن إعتقاده بأن معظم اللاجئين يرغبون بالعودة، ولكنه كشف عن نوعين من المخاوف التي لا تزال تؤرق الراغبين بالعودة. الأول يتعلق بالواقع الأمني وبسلامتهم، وأحياناً هناك مشكلات قانونية مرتبطة ببيوتهم وممتلكاتهم، "نعمل مع الحكومة السورية لإزالة هذه العقبات وسنواصل ببذل الجهود. وهناك مخاوف تتعلق بعدم وجود المدارس والمستشفيات والبيوت التي تهدمت، فيما المساعدة التي يمكن أن نقدمها في سوريا محدودة جداً، لأن مساعداتنا إنسانية حصراً، ونأمل في أن نتمكن من توسيع نطاق مساعدتنا حتى يتخلص الناس من المخاوف ويقرروا العودة".

ولكن غراندي شدد بالمقابل على أهمية إحترام قرار اللاجئين بالعودة، معتبراً انه إذا قرر اللاجئون العودة تحت الضغط، فلن تكون مستدامة، وسيعودون مجدداً الى بلدان لجوئهم.

وعما إذا كان ذلك سيتطلب تعاون السلطات السورية أيضاً، قال "ان هناك خمسة ملايين ونصف سوري لا يزالون لاجئين في المحيط، وعودتهم هي مسؤولية الجميع، مسؤولية الحكومة السورية العمل على إزالة العقبات للعودة، وهي مسؤولية المجتمع المانح ليدعم هذه العودة، ومسؤولية السلطات اللبنانية والأردنية والتركية والمصرية والعراقية المستضيفة. نقول دائماً في منظمتي ان أمور اللاجئين لا تحلّ الا بتضافر الجهود وتعاون الجميع. الأمر ليس سهلاً عندما تكون الأمور السياسية معقدة، ولكن مناشدتي إنسانية".


MISS 3