بولي فيرنون

شارون ستون...أسطورة لم ينطفئ نجمها

16 تشرين الأول 2021

المصدر: FAIRLADY

02 : 00

أيقونة السينما شارون ستون لا تزال تُحدِث ضجة في محيطها بعد ثلاثة عقود على أشهر دور في مسيرتها... أجرت معنا النجمة شارون ستون مقابلة عبر تطبيق "زوم"، فبدت مدهشة ومبتهجة على نحو غير مألوف، ثم ضحكت وتأثّرت وغضبت... إنه عيدها الثالث والستون، وهي تحتفل به من منزلها في لوس أنجليس وتتلقى مجموعة من الفيديوات الظريفة في هذه المناسبة فتقول: "طغى فيروس كورونا على هذه السنة، لذا لم يتسنَ لنا أن نقابل أصدقاءنا. من المدهش إذاً أن أكتشف، بعد استيقاظي في وقت متأخر، هذا العدد من الفيديوات المضحكة. رحتُ أضحك لدرجة البكاء. أنا أتلقى كماً هائلاً من الحب!".

ما هو وضع شارون ستون اليوم؟ اشتهرت هذه النجمة السينمائية بجمالها وجاذبيتها وتعرّف اليها الجمهور العالمي للمرة الأولى بأكثر الطرق استفزازاً في العام 1992، حين لعبت دور "كاثرين تراميل" في فيلم Basic Instinct (الغريزة الأساسية)، فجسّدت شخصية طبيبة نفسية سابقة تتحوّل إلى قاتلة متسلسلة وتغري المحقق الذي يلاحقها "نيك كوران" (مايكل دوغلاس).

رفضت 12 ممثلة هذا الدور قبل أن يتنازل دوغلاس ويسمح لشارون ستون بتقديم تجربة أداء. تتذكر الممثلة الجميلة تلك الفترة قائلة: "هو لم يرغب في مشاركتي في البداية لكنني كنتُ شابة مجهولة مقارنةً به واعتُبِر ذلك الفيلم محفوفاً بالمخاطر أصلاً". نجحت شارون لاحقاً في إثبات نفسها كممثلة موهوبة جداً، فترشّحت لجوائز مختلفة 41 مرة وفازت بعشرٍ منها، بما في ذلك جائزة "غولدن غلوب" عن أدائها في فيلم Casino. لكن مشاركتها في Basic Instinct أدت إلى ترسيخ نظرة معينة عنها وسط الناس. بعد مرور ثلاثين سنة تقريباً على ذلك العمل، ها نحن اليوم أمام امرأة لم تشتهر بجمالها الخارق فحسب، بل بجاذبيتها الجنسية الفائقة، وسرعان ما انعكس أداؤها اللافت في ذلك الفيلم على جزء من ثقافة السينما عموماً.

في مذكرات شارون الجديدة، The Beauty of Living Twice (جمال العيش مرتَين)، تروي الممثلة بكل صدق تفاصيل الحياة الفقيرة التي عاشتها في بلدة صغيرة في بنسلفانيا، ثم تحوّلها إلى عارضة أزياء في نيويورك خلال الثمانينات وتنقّلها بين تجارب الأداء، وصولاً إلى المرحلة التي أصبحت فيها امرأة قادرة على إبهار هوليوود وزعزعتها.

هذا الكتاب هو محور هذه المقابلة. تبدأ أحداثه حين تكون شارون مستلقية على سرير أحد المستشفيات، في العام 2011، حين كانت تبلغ 43 عاماً، ويبلغها الطبيب بأنها مصابة بنزيف دماغي. كانت تشعر بألم هائل وأوشكت على الموت واجتاحتها مشاعر الخوف والوحدة... لكنها غضبت أيضاً لأن الطبيب كان وسيماً ولا يسمح لها وضعها بمغازلته!

انطلاقاً من هذه الحادثة، تبدأ شارون باستعراض تاريخها العائلي. كانت جدتها من جهة والدها امرأة أنيقة وثرية لكنها خسرت جميع أموالها حين توفي زوجها، أي جدّ شارون، وترك وراءه ثروة لا تستطيع أن تَرِثها جدّتها لأنها امرأة. في المقابل، كان جدّها من جهة والدتها متوحشاً وعنيفاً وقد هربت منه أم شارون، دوت، عبر الزواج بوالدها جو حين كانت في عمر السادسة عشرة، لكنه عاد وأساء معاملة شقيقة شارون الصغرى، كيلي، أمام أنظارها حين كانت شارون في عمر الثامنة وكيلي في عمر الخامسة. في المدرسة، كانت شارون لامعة وغريبة في آن.

قادتها مسابقات ملكات الجمال في سن المراهقة إلى عالم عرض الأزياء، لكن لم يحصل ذلك إلا بعد سجن شقيقها الأكبر، مايكل، بتهمة تجارة المخدرات. هذا ما دفع والدَي شارون إلى تفضيل انتقال ابنتهما إلى نيويورك كي تصبح بأمان. سرعان ما فازت بدورٍ في أحد أفلام وودي آلن واقتحمت عالم هوليوود ثم تعرّضت لجلطة دماغية كادت تودي بحياتها...

كتبت شارون هذا الكتاب بنفسها. إنه أمر مفاجئ لأن المشاهير عموماً يطلبون من كتّاب مجهولين إعداد مذكراتهم. لكن يسهل التأكد من أسلوب شارون في الكتابة لأن المحتوى يحمل طابعاً شخصياً واضحاً.

إلى أي حد تشعر شارون بالتوتر من ردود الفعل على أسلوبها المباشر في كتابها؟ هي تُعبّر بكل صدق عن نفسها وعن الآخرين أيضاً (بقدر ما يسمح لها محاميها)، فتتطرق إلى المشاهير والناس في قطاع السينما وعائلتها الخاصة. لكنّ هذه الدرجة من الصدق ليست مقبولة دوماً.

بعد فيلم Basic Instinct، شعرت شارون ستون بأنها مُهددة طوال الوقت لأن الناس كانوا يتعاملون معها وكأنها الشخصية التي جسّدتها. رغم النجاح التجاري الذي حققه ذلك الفيلم، تعرّضت شارون للسخرية في هوليوود بسبب هذا الدور. تعليقاً على تلك المرحلة، تقول شارون: "حين ذهبتُ إلى حفل "غولدن غلوب" بصفتي مرشّحة لنيل إحدى الجوائز في العام 1993 وذكروا اسمي من بين المرشّحات النهائيات، ضحك الجميع في القاعة. لقد واجهتُ مصاعب كبرى بعد صدور ذلك الفيلم. كانوا يظنون على الأرجح أنني نسخة من تلك الشخصية. لقد أرادوا تصديق ذلك بكل بساطة".

عند التطرق إلى تأثير الجمال على حياة أي امرأة، تكلمنا عن الجزء الذي تذكر فيه شارون عمتها فون في الكتاب. عاشت هذه الأخيرة تجربة صعبة في حياتها، وكان جزء من مشاكلها على الأقل يتعلق بجمالها ونظرة العالم إليها. كتبت شارون عن فون: "يطلق الناس دوماً أحكاماً مسبقة ضد الجمال الحقيقي. لطالما تأثّرت فون بهذا الوضع لأنها كانت فائقة الجمال".

بالانتقال إلى موضوع آخر، يكشف الكتاب الجديد أيضاً أن شارون انهارت حين خسرت وصايتها على ابنٍ تبنّته مع زوجها الثاني فيل برونستاين الذي عادت وتطلقت منه في العام 2004. لقد احتاجت إلى سبع سنوات كي تتعافى من النزيف الدماغـــي الذي أصابها في العام 2001، علماً أن هوليوود تخلّت عنها بالكامل في تلك المرحلة. كانت قد وصفت هذه التجربة في مقابلة سابقة، فقالت إنها شعرت بأنهم "رموها من القطار"، فاضطرت لاحقاً "للزحف على تلة من الزجاج المكسور للعودة إلى ذلك القطار الذي يتحرك بسرعة مليون ميل في الساعة ولشق طريقها مجدداً والخروج من عزلتها". في الوقت نفسه، تعاملت شارون مع تداعيات انهيار زواجها.

يُعتبر ذلك الطلاق وخسارة ابنها من أكثر الأجزاء غموضاً في الكتاب. تكتفي شارون بالتكلم عن الألم الذي سبّبته هذه التجربة. هي تقول الآن إنها كانت تخطط في تلك المرحلة "لزواج جديد وطفل جديد وحياة سعيدة"، لكنها واجهت ظروفاً معاكسة بالكامل، فكادت تموت وتطلّقت وخسرت وصايتها على ابنها.

هي تعترف بأنها كانت ترغب دوماً في تبنّي الأطفال، لكنها قررت في مرحلة معينة محاولة الإنجاب بنفسها. لقد تعرّضت لإجهاض لاإرادي ثلاث مرات، وكانت حاملاً في المرة الأخيرة بعدة أطفال: "لم أكف عن خسارة الأطفال، واحداً تلو الآخر. كان نبض قلوبهم يختفي. مات الطفل الأخير أيضاً وقد شعرتُ بذلك مسبقاً".

حين كانت في طريقها من المستشفى، اتّصل بها محامي التبني وأخبرها عن طفلٍ عاد وأصبح ابنها روان، فسألها: "من المنتظر أن يولد هذا الطفل خلال ستة أسابيع. هل تريدينه؟".

كانت شارون لا تزال متأثرة بتقلباتها الهرمونية حين استقبلت روان، فشعرت بأنها أنجبته بنفسها. كان يبلغ ثلاث سنوات حين خسرت الوصاية عليه. لكنهما عادا وتصالحا منذ ذلك الحين. هو يبلغ اليوم 20 عاماً ويقيم معها، إلى جانب صبيَين آخرَين تبنّتهما ستون في المرحلة اللاحقة، وهما ليرد (15 عاماً) وكوين (14 عاماً). تقول شارون عن علاقتها بابنها روان: "كانت هذه التجربة صعبة علينا نحن الاثنين... اضطررنا للقيام بتدريبات مكثفة وتلقي علاج نفسي لتجديد علاقتنا... أنا أحبه كثيراً".

على صعيد آخر، تعتنق شارون الديانة البوذية، وهذا ما يفسّر تكلّمها الدائم عن الدالاي لاما. لقد أوقفت محاولات التواصل مع شقيقها مايكل الذي وَرَد اسمه في عناوين الأخبار بشكلٍ متكرر على مر العقود بسبب إدمانه المخدرات وقناعاته الغريبة.

هي تقول إن علاقتهما معدومة لأنه تمادى في تصرفاته: "لقد تعبنا من مشاكله. مررنا معه بسنوات جيدة وأخرى سيئة وهكذا دواليك. لكنه يشعر في هذه المرحلة بأن والدتي تدين له بكل شيء لمجرّد أنها أنجبته. هي تقيم معي اليوم وهو منشغل بمشاكله. تشمل كل عائلة شخصاً "مميزاً" من هذا النوع".

تعترف شارون بأنها لم تعد تتعامل مع أي مدير أعمال منذ شهر تقريباً، ويحصل ذلك للمرة الأولى في مسيرتها المهنية. هي تعتبر العلاقة التي تجمع الممثل بمدير أعماله مهينة، لكنه وضع شائع في هوليوود: «لا يهتم مدير الأعمال بالممثل، بل إنه يتلاعب به لتحقيق مصالحه الخاصة. لا أهمية لهويتك أو مكانتك، فهو يستطيع ازدراءك والاستخفاف بقدراتك، فتضطر لإثبات نفسك مراراً... هذا الوضع يجعلنا نفقد السيطرة على أنفسنا ويدفعنا إلى تقبّل القليل والتساهل في جميع المواضيع».

شارون اليوم ليست مرتبطة، لكن سبق وجرّبت تطبيقات المواعدة وتسجّلت في إحدى المرات في تطبيق Bumble لكنه حظر حسابها لأنه اعتبره مزيفاً. تعليقاً على حياتها العاطفية اليوم، تقول شارون: "لا أعرف إذا كنتُ امرأة قادرة على إقامة أي علاقة في حياتي بعد الآن، لكني أتمنى ذلك".

جرّبت شارون المواعدة عبر الإنترت مجدداً في الفترة الأخيرة، فاعتبرت هذه التجربة "مفيدة وممتعة في زمن كورونا، حيث يعجز الناس عن مقابلة بعضهم البعض مباشرةً: إنها علاقة مبنية على الحرية، وهي تحمل شكلاً خاصاً من الحميمية، وتترافق مع طريقة ممتعة للتواصل مع الآخرين".

لكن لم تتحول تلك المحادثات إلى علاقات جدّية بعد، ولا تعرف شارون إذا كانت هذه الطريقة مفيدة لإنشاء أي ارتباط حقيقي مستقبلاً.


MISS 3