أوّل الكائنات الحيّة على البرّ

02 : 00

يبدو أن البراكين ساعدت أوائل الكائنات المجهرية على استعمار البرّ. كانت أقدم الكائنات الدقيقة التي تعيش على البرّ تقيم في مصبات الأنهار القريبة من البراكين المتفجرة، وقد تكون المسؤولة عن منحها مغذياتها الأساسية. يقول ديون جانسي فان رينسبيرغ من جامعة "جينا" في ألمانيا: "أدت هذه البيئة الرسوبية التي تتفاعل مع البيئة البركانية إلى إنشاء ظروف مثالية لتوسّع مظاهر الحياة".

قبل ظهور الحيوانات والنباتات بوقتٍ طويل، كانت مظاهر الحياة الوحيدة على سطح الأرض أحادية الخلية. حلل جانسي فان رينسبيرغ وزملاؤه الميكروبات الأحفورية التي تعود إلى 3.2 مليارات سنة بعد اكتشافها في التكوين الجيولوجي المعروف باسم "مجموعة موديز" في "حزام باربرتون غرينستون" في جنوب أفريقيا. تشمل البقايا الأحفورية في هذا الحزام عدداً من أقدم نماذج الكائنات الدقيقة في العالم.

ركّز فريق البحث على جزءٍ لم يخضع لدراسة مكثفة واسمه "مجمع موديز الناري"، وهو يحوي حمماً بركانية محفوظة وعناصر أخرى تقذفها البراكين. وكشفت تركيبة الصخور ومواقعها أن البراكين انفجرت في أحد مصبات الأنهار. وبعدما بردت الحمم البركانية وتصلّبت، تدفقت المياه فوقها وأخمدتها. عاشت الميكروبات داخل طبقات فوق الصخور الجديدة وفي جوارها، ويظن العلماء أن البراكين هي التي مدّت الميكروبات بالحرارة والعناصر الكيماوية الغنية بالطاقة.

تتعلق المسألة الأساسية الآن بتفسير طبيعة البقايا الأحفورية في سياق المراحل الأولى من تاريخ الحياة. يظن جانسي فان رينسبيرغ أن بقايا "باربرتون" تكشف نوع المكان الذي انتقلت إليه الكائنات الدقيقة نحو البر للمرة الأولى بعد ظهورها في البحر.


MISS 3