جورج بوعبدو

نوال ليشع عبّود: الإذاعة بيتي الثاني وأطلّ قريباً تلفزيونيّاً

27 تشرين الأول 2021

02 : 00

هي إعلاميّة مخضرمة لها باع طويل في عالم الإذاعة وعشرات البرامج على امتداد السنوات حقّقت نجاحاً كبيراً منها "لكلّ شارع حكاية" و"أغنيات للأرض للوطن" و"محطّات" و"بيضا سودا". تشعر بأنّ الإذاعة بيتها الثاني وتتمسّك بعملها رغم الصعوبات والأزمات والحروب المتتالية. وهي كذلك صوت دافئ يطلّ على اللبنانيّين كلّ صباح ليرافقهم في شجونهم ومشاكلهم اليوميّة وروتينهم التقليديّ. "نداء الوطن" التقت الإعلامية نوال ليشع عبّود في لقاء مشوّق تحدثت فيه عن تعلّقها بالإذاعة وطموحها لنفسها وتمنّياتها لبلدها الذي يشهد تخبّطاً منقطع النظير.

تعملين منذ مدة طويلة في الاذاعة لماذا لا تفكرين بالانتقال الى الجريدة أو الى التلفزيون؟

بدأت مشواري الإذاعي في إذاعة "صوت لبنان" عن عمر يناهز السادسة عشرة، فأكملت تعليمي ونلت الشهادات وتزوجت وعشت الأمومة وتربية الأولاد. لا افكر بمغادرة الإذاعة فهي بمثابة منزلي الثاني وليس من السهل أن أغادره الى اي مكان آخر.

يقول البعض ان الإذاعة مجحفة مادياً. هل هذا الكلام صحيح؟

كنا نتقاضى بالامس اجراً على البرنامج الخاص وقراءة موجزات الأخبار والنشرات وربط الأغاني بالإضافة الى الإعلانات. كانت الأمور جيّدة أما اليوم فأصبحنا نعمل بجهد أكبر ومن دون مردود مادي يوفي تعبنا وهذا حال كل المحطات الإذاعية لأن الوضع بات صعباً على الجميع. ولا ننسى أننا مررنا بأزمات كثيرة فعانينا الأمرّين ودخلنا مرحلة شح في الإعلانات لفترات طويلة ومتقطّعة وهذا ما زاد الطين بلّة.

تطلين على جمهور متعب نفسياً ومنهك إقتصادياً ومعيشياً. كيف تتعاملين مع الأمر؟

أطلّ على المستمعين من خلال برنامجي "نقطة عالسطر" متابعةً ملفات آنية ومسلطةً الضوء على الحلول الممكنة لإجتياز هذه المرحلة الصعبة، وأطلب من الجمهور مشاركتي من خلال الإدلاء بشهاداتهم وإقتراحاتهم طبعاً مع وجود مسؤول يشرح الأسباب للمواطن ويطلعه على حيثيات كل ملف ووقائعه.

الصوت الجميل كان شرطاً أساسياً في العصر الذهبي للإعلام أما اليوم فتؤدي العلاقات العامة و"الوسايط" دوراً اساسياً في الحصول على وظيفة اذاعية. ما رأيك؟

كلام صائب. بالامس كان جمال الصوت اساسياً. حين لفتّ نظر الأستاذ جوزيف الهاشم كنت أتمرن وأعد شارات البرامج في استوديو رقم أربعة. أحب صوتي للغاية فكان جواز مروري الى عالم الإذاعة. وحاولت طبعاً صقل موهبتي جاهدة لتحسين اللغة وطريقة الإلقاء والأداء ومخارج الحروف لديّ. لم يكن من مجال للواسطة آنذاك وكان الإعلامي الجيد يفرض نفسه بينما لا نرى اليوم أصواتاً رخيمة إلا عند قلائل من مذيعي الأخبار وما من مميّزين حقيقيين بين الجيل الجديد للأسف.

ما هي الشخصية التي حاورتها فتركت أثراً بالغاً في نفسك؟

كانت لي فرصة محاورة الأديب الكبير ميخائيل نعيمة. كنت صغيرة السن حينها وشعرت بوهرة اللقاء. لا يغيب هذا اللقاء عن بالي فالأديب قامة كبيرة في عالم الأدب والكتابة وأنا كنت في بداية مسيرتي المهنية. اتذكر كذلك السيدة صباح التي أنهت المقابلة بأغنيتها "ساعات ساعات" ولعله كان آخر لقاء لها. جمعتني أيضاً صداقة بالسيدة سميرة توفيق بعد حوارٍ أجريته معها. وحاورت عدداً لا يستهان به من الشخصيات السياسية من وزراء ونواب ورؤساء حكومات. ولكن أحبّ لقاء على قلبي والذي لا يمكن أن أنساه كان مع الممثل فيليب عقيقي. أخبرني حينها قصة طريفة عن الفتاة التي أحبها. ذهب ليخطفها مع صديق له. وضع برميلاً فوق برميل كي يساعدها على الهرب من الشباك فوقع البرميل بهما وايقظا الحيّ بأكمله فما كان منه إلا أنّ لاذ بالفرار وبقي من دون زواج منذ تلك الحادثة. وان أردت ذكر شخصية فاجأتني أتحدث عن عفوية الفنانة وردة الجزائرية حين التقيت بها وبعائلتها في فندق "فينيسيا". فاجأتني فعلاً بلطفها وكم أنها قريبة من القلب وأحببتها كثيراً. الفنانة ميادة الحناوي بدورها فاجأتني كثيراً لأنها بدت مرتبكة وغير مرتاحة في لقائي معها. وحين سألتها عن سبب هذا الارتباك علماً أنها تغني أمام الملايين أجابت أن الأمر بالنسبة إليها أسهل بكثير من الإجابة عن أسئلة الصحافيين وحينها طال الحوار بيننا الى ما يقارب الخمس ساعات وكنت مصدومةً فعلاً بذلك.




من هي الشخصية التي تحلميــــــــــن باستضافتها؟

السيــدة فيــروز طبعــاً أطـال الله بعمرها.

هل كنت في الإذاعة يوم الرابع من آب 2020. كيف تعاملت مع هول اللحظة الكارثية. وهل أنت مع رفع الحصانات؟

مررنا بلحظات كارثية فالإذاعة تضررت كثيراً والحمد لله اقتصرت الأضرار على الماديات فحسب. أطالب طبعاً برفع الحصانات ومعاقبة الفاعل ومتابعة التحقيق الى النهاية. فلتأخذ العدالة مجراها كي لا يتكرّر هذا الحدث الأليم.

لو عُرض عليك برنامج تلفزيوني هل تقبلين. وأي نوع من البرامج تختارين؟

لطالما أحببت أن يكون لديّ برنامجي الخاص على التلفزيون لأشارك الناس همومها وأحاول إيجاد الحلول للمشاكل التي تطرأ على حياتنا يومياً. قد أحقّق حلمي قريباً فقد أصبح لإذاعة «صوت لبنان» تلفزيون سأطلّ من خلاله وهكذا أحصل على ما تمنيته.

ما رأيك بإعلامي يصبح وزيراً كجورج قرداحي. هل تتوقعين منه الكثير؟

أنا مع كل إنسان يريد مصلحة البلد سواء كان إعلامياً أم لا. نتوقع الكثير من معاليه طبعاً لأنه إعلامي وهو أدرى بمشاكلنا وهمومنا.

كيف توفّقين بين العمل والحياة العائلية؟

حضور الأم مع الأولاد في المنزل مهم للغاية ولا شكّ في أنّ هناك تقصيراً مني في مكان ما لأن الإذاعة تأخذ الكثير من وقتي. ولكنني استطعت أن أدرّسهم فكنت الى جانبهم في المراحل كلها من المدرسة الى الجامعة وصولاً الى العمل فسهّلت عليهم الكثير بحكم معارفي ووجّهتهم ليكونوا في أعلى المستويات.

هل يهمك أن تكرّمي على مسيرتك الإعلامية؟

الحمدلله تمّ تكريمي بما يكفي خلال مسيرتي المهنية. من "الموريكس دور" الى "المجلس الكاثوليكي للإعلام" الى "الإتحاد العمالي العام" الذي خصّني وحدي بتكريمٍ بين الإعلاميين. ما أثلج صدري خلال هذه التكريمات كلّها هو ما سمعته من كلام جميل من الزملاء بحقي. وأكبر تكريم لي هو ما يقوله عني الزملاء عموماً.


MISS 3