طوني فرنسيس

الإهتمام بصور بوتين وليس باتهاماته الصريحة

30 تشرين الأول 2021

02 : 00

بعد مرور عشرة ايام على إدلاء الرئيس الروسي بتصريحاته عن انفجار بيروت، تحرك رئيس الجمهورية وطالب السفير الروسي بالحصول على صور قد تكون الأقمار الإصطناعية الروسية التقطتها لمنطقة المرفأ اثناء وقبل وبعد الكارثة.

خلال الايام التي مرت منذ ادلاء بوتين بشهادته لم يظهر ان احداً من المسؤولين قد أهتم أو تحرك للسؤال أو للإستفسار. كان بوتين المسؤول الدولي الأرفع مستوى الذي يتحدث بالتفصيل عن الانفجار واسبابه. قبله، سارع الرئيس دونالد ترامب الى الحديث عن تفجير قبل ان يتم الالتزام بلغة عامة لا تتحدّث سوى عن ضرورة التحقيق وانتظار نتائجه. الأمر نفسه إعتمدته حكومات العالم، من فرنسا الى بريطانيا والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية، الى ان فجّر بوتين قنبلته في منتدى ڤالداي في سوتشي قبل اسبوعين.

وبينما كانت المعركة محتدمة في بيروت بهدف "قبع" المحقق طارق البيطار، دخل كولومبو الروسي على الخط واتهم "السلطات" المسؤولة بإدخال نيترات الأمونيوم، قبل ان تختلف على بيعها وعلى الأرباح والحصص ما ادّى في النهاية الى انفجارها وحصول الكارثة.

تلك المعلومة كانت الاساس في تصريحات بوتين، بينما جاء حديثه عن صور الأقمار الإصطناعية عَرَضاً وهو قلّل في الوقت نفسه من قيمة هذه الصور وما يمكن ان تضيفه الى التحقيق، مع ابداء استعداده لتسليمها الى لبنان.

الأهم، هو معطيات الرئيس الروسي حول اسباب الإنفجار، وهذا ما يجب طلبه من روسيا لوضعه في تصرّف التحقيق، الذي يلتقي في سيره الحالي مع ايضاحات بوتين عن فساد "السلطات"، اما تجاهل هذا الجانب والاكتفاء بالصور فهو مثابة تجاهل اضافي لوقائع الأرض سعياً وراء أوهام السماء ورواياتها، على أمل ان لا يطلب أحد المتضررين الاستماع الى بوتين شخصياً ليستقيم القضاء وقدره!


MISS 3