أنت وطفلك

طفلي يعجز عن التركيز!

02 : 00

"ابني إيلي يسرح بخياله دوماً. حين نطرح عليه أي سؤال، يطلب منا تكراره. ودائماً ما تكون فترة الدرس شاقة لأنه يلتهي بأمور أخرى طوال الوقت"!

لا ترتبط قلة التركيز بحركة الجسم بالضرورة. قد يجلس الطفل في وضعية سليمة، ومع ذلك يسهل أن يتشتت تركيزه. تبدأ المشكلة في معظم الأحيان حين يضطر لبذل الجهود والقيام بنشاطات غير ممتعة. تتعدد أسباب غياب التركيز، منها انشغاله بالبيئة المحيطة به، وغياب الحوافز التشجيعية، والشعور بالتعب، والميل إلى رؤية أحلام اليقظة. لكن قد تشتق المشكلة أحياناً من تراجع تقدير الذات: بدل أن يقوم الطفل بمهمة يعتبرها صعبة، يفضّل اللجوء إلى خياله.

تمارين لفهم الجسم

لمساعدة طفلك، يجب أن تعترفي بالمصاعب التي يواجهها من دون أن تجعليه يشعر بالذنب، واحرصي أيضاً على تقدير اللحظات التي يحصر تركيزه فيها. في الوقت نفسه، يوصي الخبراء في علم النفس الحركي ببعض الألعاب المفيدة. وسط الطبيعة، اطلبي من طفلك أن يتعرّف على الأصوات، ويلمس أوراق الأشجار، ويشمّ رائحتها...

يمكنه أن يقلّد الشجرة أيضاً، فيُثبّت قدمَيه في التربة ويصبح جسمه الجذع وذراعاه الأغصان. تقضي فكرة أخرى بتحويله إلى قائد أوركسترا لعملية التنفس. ستصبح ضلوعه في هذه الحالة أشبه بمنفاخ الأكورديون، وينتفخ بطنه وينكمش على غرار مزمار القربة. تسمح له هذه التمارين بفهم جسمه، فيعزز تواصله معه ويزيد تركيزه على نفسه.

أعطي طابعاً ممتعاً للفروض المنزلية

قبل وقت الدرس، خصصي خمس دقائق لتدريب دماغ طفلك. يجب أن تطبّقا حركات متشابكة، ما يعني أن تلمس اليد اليمنى الركبة اليسرى ثم القدم المعاكسة وهكذا دواليك. هذا التمرين يُشغّل المنطقة المرتبطة بتنسيق الحركات في نصفَي الكرة المخية، ويُسهّل مرور المعلومات، ويُدرّب الطفل على التركيز والاسترخاء. كذلك، اقترحي عليه أن تلعبا معاً بعد الدرس لتشجيعه. يمكنك أن تحصري وقت الدرس أيضاً عبر ضبط المنبّه.

أخيراً، تسمح نشاطات مثل التسلق والقرع على الآلات بالتركيز على الحاضر. إذا استمرت مشكلة قلة التركيز رغم هذه الخطوات كلها، تكلمي مع طبيب الأطفال لتقييم وضع طفلك العصبي والنفسي والحركي.


MISS 3