فيما لا يزال التوتّر الجيوستراتيجي بين موسكو والغرب على أشدّه منذ سقوط الاتحاد السوفياتي ونهاية حقبة "الحرب الباردة"، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع قيادة وزارة الدفاع في سوتشي أمس، من أن نشر الصواريخ الأميركية في أوروبا يُشكّل تهديداً لبلاده.
وقال بوتين: "هناك خطط لدى الولايات المتحدة، وهي معروفة للجميع، لنشر صواريخ متوسّطة المدى في أوروبا، وهو ما يُشكّل أيضاً خطراً كبيراً وتهديداً لنا". كما تطرّق إلى تكثيف تحليق طيران "حلف شمال الأطلسي" قرب حدود روسيا، معتبراً أن هذا الأمر يتطلّب العمل على تعزيز الدفاعات الجوّية.
وفي السياق، كشف أنه من المقرّر تسليم أوّل دفعة من أحدث نظام صاروخي "أس 500" إلى الجيش قريباً، لافتاً إلى أنّه "يجب على منظومات الدفاع الجوّي الروسي الحديثة أن تكتشف الصواريخ الباليستية والفرط صوتية بكافة أنواعها، وأن تتمكّن من تدميرها في أي نقطة من مسار رحلتها".
ودعا بوتين أيضاً إلى الإسراع في تطوير الطيران البحري وتجهيزه بأنظمة تدمير واعدة، وذلك مع الأخذ في عين الاعتبار قدرات القوات البحرية الأجنبية.
وتعليقاً على دخول مدمّرة "بورتر" الصاروخية الأميركية مياه البحر الأسود، قال الرئيس الروسي: "يُمكننا أن ننظر إليها من خلال المنظار، أو من خلال منظار التصويب، بحسب ما تقتضيه منظومات الدفاع".
وفي الأثناء، رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مقابلة مع "قناة 24" الروسية أن أوكرانيا تُحاول من خلال الإستفزازات التي تقوم بها في منطقة دونباس، جرّ روسيا إلى أعمال عسكرية.
وأوضح لافروف أن موسكو تُراقب محاولات أوكرانيا الإستفزازية في دونباس لدفع قوات الدفاع الشعبي هناك إلى الردّ، وجرّ روسيا إلى نوع من أعمال عنف.
ولفت الإنتباه إلى "الحادثة الغامضة" المتمثلة في استخدام طائرة "بيرقدار" بلا طيار في دونباس، وقال إن "قائد القوات المسلّحة الأوكرانية يُعلن استخدام هذه الأسلحة (الطائرة المسيرة التركية الصنع)، ووزير الدفاع يقول إنه لم يحدث شيء من هذا القبيل".
وأردف لافروف: "أعتقد أنّهم يتجادلون الآن في شأن أيّهما أحسن لهم: إظهار "القوّة" من خلال شروعهم بالفعل في القصف الجوّي، في انتهاك صارخ ومباشر لإتفاقات مينسك، أو القول إنّهم ما زالوا يفون بإتفاقات مينسك".
