... لكي لا تبقى حبراً على ورق

01 : 12

أُشبعت الكهرباء تمحيصاً، وكاد الحبر الذي خطّت به الدراسات أن يولّد الطاقة لأسابيع لو قدّر له أن يتحول الى فيول، ولا يزال كل من الهيئة الناظمة للقطاع ومجلس إدارة الكهرباء عصيّين عن الانشاء. ملأت أخبار التهرب الجمركي والتهريب الحدودي فضاءات العالم الحقيقي والافتراضي، وما زالت الخزينة تئن من تراجع مردود مرافئها. كثرت التشخيصات عن تضخم في القطاع العام سبّبه سرطان التوظيف الانتخابي العشوائي، ولم يُحمل لغاية اللحظة مشرط البضع لمرض قد يقتل البلد. حرقت الفوائد الملتهبة جيوب الناس وهجرت أصحاب الاعمال وأقفلت ابوابهم وأبعدت المستثمرين، ولم يزل الرهان على الاستدانة بسندات تمول من جذب الودائع عبر رفع الفوائد هو البديل السهل عن الانقاذ والاصلاح.

النية الحسنة والمسؤولية التاريخية دفعتا بمختلف الأحزاب إلى تقديم وعرض أوراق كاملة أو حتى أفكار مشاريع تساعد في الخروج من عنق الزجاجة، وآخر هذه الخطط دراسة خمسية للجنة الاقتصاد النيابية، مقسمة الى ثلاثة محاور، تهدف الى تصفير العجز في غضون العام 2023 مع تحديد القطاعات التي سيعمل على انتشالها من عجزها سنوياً وتحويلها من مؤسسات خاسرة أو غير مربحة بالقدر الكافي الى مؤسسات ذات إنتاجية ومردودية مرتفعتين. وعلى الرغم من أهميتها والثناء عليها لاعدادها من قبل نواب اللجنة الذين ينتمون الى مشارب سياسية مختلفة، وتأييد افكارها الانقاذية والتي وضعت بقالب جديد سيعرض على مجلس النواب لتحويله إلى قانون ملزم في دراسة وإقرار الموازنات لغاية العام 2023، إلا أنه يخشى عليها كسابقاتها من الخطط من أن تبقى حبراً على ورق، وأن لا تتحول إلى التنفيذ في ظل كل العراقيل المعهودة.