داوود يرعى مؤتمر "إيكوموس لبنان" للحفاظ على التراث:إرثنا معرّض للاندثار إن لم نعمل على صقله وحفظه وترميمه

01 : 48

نظمت مؤسسة "إيكوموس لبنان" مؤتمراً علميّاً برعاية وحضور وزير الثقافة محمد داوود داوود، وبالتعاون مع وزارة الثقافة ونقابة المهندسين في بيروت، بعنوان "لبنان بعد العام 1990 - ممارسات الحفاظ على التراث"، على مدى يومين في بئر حسن.

وأشار داوود في كلمته الى أنّنا "نتباهى كلبنانيين بذاكرتنا الوطنية وبغنى بلدنا بالمواقع الأثرية والأبنية التاريخية المنتشرة في كل أرجاء الوطن، فلا تخلو منطقة لبنانية من أثر تركته الحضارات المتعاقبة على أرضنا. ولكن، هذا الإرث معرض للاندثار إذا لم نعمل على صقله وحفظه وترميمه، فالمخاطر التي تتربص به عديدة ومتشعبة الأهداف، لا نستطيع التغلب عليها إلا بتضافر جهودنا جميعاً وباعتماد سياسة الإنفتاح والتعاون مع جميع الأطراف التي تعنى بالشأن الثقافي"، منوّهاً بمشاطرة "وزارة الثقافة مسؤولية الحفاظ على الإرث الثقافي مع منظمات محلية وعالمية، يشهد لها تاريخها في هذا المجال، خصوصاً منظمة "إيكوموس العالمية" برئاسة الدكتور توشييوكي كونو، و"إيكوموس لبنان" برئاسة الدكتورة جانين عبد المسيح، والتي تضم كبار الإختصاصيين المحليين في مجال الترميم، يقدمون الدعم الفني للمديرية العامة للآثار. وقد باشرت هذه المنظمة عبر هذا المؤتمر بنشر الوعي في مجال مبادئ الترميم والحفاظ على التراث".

كما نوّه "بالعلاقة التي تربط وزارة الثقافة بنقابة المهندسين في مقاربتها بعض المواضيع الثقافية، كالتعاون في ملف الأبنية التراثية وتنظيم مشاركة لبنان في معرض "بيينالي العمارة" في البندقية"، معرباً عن سروره بأن "أتقدم اليوم بالتهنئة إلى النقيب جاد تابت لتعيينه عضواً في "مجموعة المفكرين الرفيعة المستوى" التي وضعتها منظمة اليونسكو لتقديم المشورة والمساهمة في إغناء النقاش المتعلق بالاستراتيجية المتوسطة المدى للمنظمة، واشكر له مساهمته الفاعلة في كل النشاطات الثقافية".

من جهتها، لفتت رئيسة "ايكوموس لبنان" جنين عبد المسيح في كلمة لها إلى "تفعيل الحوار بين الخبراء ومختلف الجهات العاملة لحماية التراث الوطني، وذلك حول: مبادئ وأسس كيفية حماية التراث المبني وغير المبني من خلال التجارب التي مرت على لبنان منذ العام 1990، أي في فترة اعادة الاعمار وحتى اليوم، ومن خلال عرض للمشاريع الرائدة التي نفذت أو قيد التنفيذ في مدننا ومواقفنا التراثية، وذلك لتحديد سياسة عامة من شأنها أن تدعم السلطات المسؤولة للحماية والحفاظ على تراثنا الوطني"، آملةً أن "يكون هذا المؤتمر الاول من سلسلة لقاءات وورشات عمل تنظمها وترعاها اللجنة الوطنية للايكوموس، تأكيداً لمهامها كمنصة حوار وتفكير ونقاش تنشئ الروابط بين الادارات والمؤسسات والخبراء وأي شخص معني بحماية التراث، فتحمل اللجنة الوطنية لبنان الى المؤسسات والمنظمات الدولية، كما تتولى نشر المعلومات التي تمّ جمعها والمتعلقة بالمبادئ والتقنيات وسياسات الحفاظ على التراث الثقافي".

وختمت عبد المسيح: "أريد ان أشجع جميع الاخصائيين والشباب المحترفين "يونغ بروفشينيلز" في مجال التراث للمشاركة في هذه الانشطة وللانتساب في اللجنة الوطنية لضم كل الاختصاصات والجهات المعنية في تشاور وحوارات علمية وبرامج ومشاريع ومبادئ الحفاظ على التراث الثقافي الوطني".

بدوره، لفت النقيب المعمار جاد تابت إلى أن "التراث الثقافي في المنطقة العربية يواجه اليوم تحديات خطيرة، حيث تعرضت مواقع عدة مدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو أو في قوائم موقتة والمدن التاريخية الكبرى والمواقع الأثرية في سوريا والعراق واليمن وليبيا وفلسطين لأضرار جسيمة بسبب الحرب والأنشطة العسكرية، في حين أن مواقع أخرى لا تزال مهددة بسبب النزاعات".

وأوضح أن "الطبيعة المعرضة للكوارث التي تؤثر على منطقتنا، تشكل تحديات للتراث. ويجب تحقيق الاستقرار وتأمين هياكل التراث المتأثرة من أجل تجنب المزيد من الضرر ووضع قائمة جرد بالعناصر والقيم التراثية وتحديد وتقويم خيارات الانتعاش وإعادة الإعمار، وضمان مشاركة المجتمعات المحلية في عملية إعادة الإعمار".

وأضاف تابت: "بعد أن مررنا بأوقات عصيبة بسبب الحرب التي دمرت بلدنا في العقود الأخيرة من القرن العشرين، شهد لبنان عملية إعادة إعمار يمكن أن تكون عوناً كبيراً في مواجهة تحديات التراث الثقافي. وغالباً ما يتم إلقاء هذه التحديات على خلفية نظرتين متناقضتين: نزعة المحافظ التي تهتم فقط بالحفاظ على الوضع الحالي أواستعادة الموقف الذي كان سائداً قبل الكارثة واتجاه آخر يهمل أهمية التراث، مما يؤدي إلى فقدان التراث للهوية الثقافية وللقيم التراثية".


MISS 3