جنى جبّور

مهرجان "الفيلم العربي القصير" ينطلق الشهر المقبل

كريستيل القيصر: هدفنا دعم المخرجين الشباب

12 تشرين الثاني 2021

02 : 00

بعد غياب سنتين، ينظّم "نادي لكل الناس" الشهر المقبل بين 6 و10 كانون الاول الدورة 15 من "مهرجان الفيلم العربي القصير" في سينما "Montaigne" بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي في بيروت. ولعل ما يميز هذا الحدث عن غيره هو إصراره على تشجيع العنصر الشبابي على إنتاج الاعمال السينمائية خالقاً لهم مساحة حرة للتعبير عن رأيهم وعرض أعمالهم، بحسب ما توضحه مديرة المهرجان كريستيل القيصر في حديثها لـ"نداء الوطن".

ما العلاقة التي تجمع "نادي لكل الناس" بمهرجان الفيلم العربي القصير؟

تأسس النادي في العام 1998، ومنذ ذلك الحين وهو يمارس انشطته السينمائية والثقافية المختلفة لخلق مساحة للحوار والتبادل ما بين صانعي الافلام والنقاد وجمهور الفن السابع. أمّا نشاطاته فهي متنوعة مثل أرشفة السينما اللبنانية والعربية، عروض أفلام، حفلات فنية، توقيع كتب، تنظيم مؤتمرات ونقاشات... وبهدف المحافظة على الإرث الفني والشعبي أرشف النادي أعمال فنانين ومخرجين كثر أبرزهم: مارون بغدادي، برهان علوية، محمد ملص، كريستيان غازي، جورج نصر، جان شمعون ومي مصري وغيرهم... بالإضافة الى أعمال الفنان الشعبي عمر زعني، وقام بإصدارها على شكل كتب، "DVD's"، و"CD's".

كما بدأ النادي تنظيم مهرجان سينمائي للأفلام القصيرة للطلاب في العام 2003 وقد استمر هذا الحدث بالتطور حتى أصبح يعرف منذ العام 2012 بـ"مهرجان الفيلم العربي القصير" الذي يشمل أفلاماً لبنانية وعربية، طلابية ومستقلة يلتقي صانعوها لتبادل تجاربهم السينمائية.

ماذا الذي يميز المهرجان فـــــي دورته الـ15؟

بعد غياب سنتين، طرأ الكثير من التغيرات على العالم العربي عموماً، وعلى لبنان خصوصاً بعد ثورة "17 تشرين" وانتشار الجائحة وانفجار المرفأ، وأزمة الدولار وغيرها. من هنا تسلط دورة هذا العام الضوء على نظرة الجيل الجديد، وعلى الاحداث الصعبة التي واجهته من خلال عرضها لأول مرة أفلاماً قصيرة لمخرجين مبدعين مثل جان شمعون وفيليب عرقتنجي، اضافةً الى افلام مرقمنة ستعرض ايضاً لاول مرّة مثل "رسالة من زمن الحرب" لبرهان علوية وفيلم "تسعون" لمروان بغدادي عن حياة الاديب ميخائيل نعيمة. مع الاشارة الى أنّ هذا الفيلم عرض للمرة الاولى منذ 31 سنة في المركز الثقافي الفرنسي الذي سيستضيفه بعرض ثاني هذه السنة أيضاً.


ملصق المهرجان


أخبرينا أكثر عن أهداف هذا النشاط؟

يعمل النادي سنوياً على استقطاب أفلام قصيرة من لبنان ودول عربية كمصر، تونس، الجزائر، والمغرب ومخرجين من سوريا، فلسطين، العراق، قطر، الإمارات، والأردن بهدف أن يلتقي خلال المهرجان جمهور سينمائي مع مواهب شابة من خلفيات وتجارب مختلفة في حلقة من العروض والنقاشات مما يعطي المخرجين الشباب الفرصة لإظهار قدراتهم ودعم تجربتهم والتعبير عن رأيهم من خلال صناعة الفيلم القصير. ولا يقتصر هذا النشاط الثقافي على عرض الأفلام بل يضم أيضاً ورشات عمل، لقاءات فنية، حفلات موسيقية، تكريم فنانين ومخرجين عرب...

كم فيلماً سيشارك في المهرجان وماذا عن الجوائز؟

سيشارك هذه السنة ما بين 30 الى 40 فيلماً تتنوع بين الروائية الطلابية والمستقلة وما بين التجريبية والوثائقية. كما ستعرض المخرجة نضال ابو الروس افلاماً من انتاجها تتبعها جلسات حوار. ومن الشروط الأساسية للمشاركة في المسابقة الا تتعدى مدة الفيلم القصير الـ30 دقيقة وأن يكون قد أنتج بين العام 2018 والـ2021، بالاضافة الى ضرورة أن يكون العمل كاملاً متكاملاً بدءاً من القصة، مروراً بالاضاءة والأداء والتمثيل وصولاً الى الاخراج. أمّا لجنة التحكيم فتتألف هذه السنة من مدير التصوير حسن نعماني، المخرج بديع حجيج، الممثلة ثريا بغدادي، الموسيقي توفيق فرّوخ والمخرجة باميلا غنيمة. وستوزع 4 جوائز للفائزين على الشكل التالي: افضل فيلم روائي، افضل فيلم وثائقي، جائزة لجنة التحكيم وجائزة الجمهور.

يقول البعض: "العالم ما معها تاكل، وهني عم ينظموا مهرجانات". ما رأيك بوجهة النظر هذه؟

نسمع الكثير من وجهات النظر المماثلة ويهمني أن أشرح أكثر من نقطة في هذا السياق. أولاً، عرضنا على مدى سنتين افلاماً بالصيغة الافتراضية، الا أنّ للعرض على ارض الواقع نكهة خاصة، لذلك أصررنا على اطلاق المهرجان بالصيغة الحضورية هذه السنة، ولا سيما أنّ هذا النوع من النشاطات مهمش ولا يندرج ضمن أولويات الدولة، رغم أهميته القصوى في هذه الظروف. ثانياً، واجهتنا الكثير من الصعوبات لتنظيم المهرجان خصوصاً بعد انفجار المرفأ حيث كان من الصعب جداً ايجاد صالة سينما مجهزة داخل بيروت. ثالثاً، ينتظر الشباب المشاركون هذا الحدث من سنة الى أخرى لـ"ينفّسوا" عن أفكارهم من خلال حضور الافلام والمشاركة بالنقاشات التي تلي العروض المثيرة للجدل. رابعاً، تأثر قطاع الفن والسينما مثل غيره من القطاعات بأوضاع البلاد، ولكن هذا لم يمنع الجيل الجديد من انتاج افلام قصيرة تعبّر عن أوضاعهم وأفكارهم حتّى بأدوات بسيطة. وأضيف على كل ذلك، أهمية الثقافة ولا سيما ثقافة السينما، التي تفتح آفاقاً جديدة وفرصاً للشباب الذين هم جزء من هذا المجتمع، ويعيشون الظروف نفسها كما الجميع. كل هذا عزز إصرارنا على أن نعيد الحياة الثقافية كما كانت ولو بالحد أدنى رغم الظروف ونطمح الى أن يكون هناك دعم متواصل للمخرجين الشباب لنشر أفكارهم لأبعد حدود.