جاد حداد

حين تكشف اختبارات التصوير نتائج غير متوقّعة

13 تشرين الثاني 2021

02 : 00

تقنيات فحص القلب

خلال دقائق معدودة، يستطيع التصوير المقطعي المحوسَب للقلب أن يلتقط صورة مفصلة وثلاثية الأبعاد للأوعية الدموية وهياكل أخرى في القلب. يتطلب هذا الفحص حقن مادة التباين في الذراع "لتفتيح" الأوعية الدموية، لكنه يكون أقل غزواً بكثير من تصوير الأوعية التاجية التقليدي، إذ توصل هذه التقنية مادة التباين إلى القلب عبر أنبوب القسطرة الرفيع الذي يدسّه الطبيب في وعاء دموي في أعلى الساق أو المعصم. إذا لم تتضيّق الشرايين، يستطيع التصوير المقطعي المحوسَب استبعاد تلك المشكلة من دون اللجوء إلى تصوير الأوعية الغازي.

في ما يلي وسائل أخرى لتصوير القلب:


مسح الكالسيوم في الشريان التاجي: تستعمل هذه التقنية ماسحة خاصة بالأشعة المقطعية لرصد وقياس كمية الكالسيوم على جدران شرايين القلب، وهي تشمل كميات صغيرة من الأشعة لكنها تخلو من مادة التباين.

تصوير القلب بالرنين المغناطيسي: تستعمل هذه التقنية المغناطيس وموجات الراديو وحاسوباً لإنتاج صور للقلب والأوعية الدموية المجاورة له، وقد تتطلب حقن مادة التباين لكن من دون التعرض للأشعة.

تخطيط صدى القلب: تستعمل هذه التقنية موجات صوتية لإنتاج صور متحركة تكشف عن حجم القلب وشكله، فضلاً عن وظيفة حجرات القلب وصماماته، وهي لا تتطلب استخدام مادة التباين أو الأشعة.

الاختلالات العرضية: نتيجة مقلقة أم مفيدة؟

قد تشير هذه النتائج العرضية إلى وجود عقدة أو ورم (نتوءات غير طبيعية قد تكون حميدة أو خبيثة)، أو ترصد تغيرات غير مألوفة لكن أكثر سلاسة في القلب أو الرئتين أو مناطق مجاورة أخرى في الجسم.

حين يصور الأطباء القلب، غالباً ما يطّلعون على وضع الرئتين. يؤدي رصد أي نتوء مشبوه في الرئة إلى إجراء اختبارات إضافية أو حتى فحص الخزعة أحياناً. بالنسبة إلى المرضى، تكون هذه التجربة مزعجة وعصيبة ومكلفة وتحمل مخاطر عدة لأنهم قد يتعرّضون للأشعة ومادة التباين التي تسيء إلى الكلى أحياناً. في حالات كثيرة، يتبين أن الورم حميد. لكن في حالات نادرة، يتضح أن المريض مصاب بالمرحلة الأولى من السرطان.

كذلك، قد يتوصل مخطط صدى القلب إلى نتائج غير متوقعة. أحياناً، يسمح استعمال هذا الفحص لتقييم وظيفة القلب لدى شخص مصاب بضيق التنفس بالكشف عن تغيرات صغيرة في أحد صمامات القلب. قد تتعلق المشكلة بالتهاب أو تراكم الكالسيوم الناجم عن مسار الشيخوخة الطبيعية. عند ظهور هذه الاختلالات العرضية، يصعب تحديد ما إذا كان إجراء فحوصات أخرى ضرورياً أم مضيعة للوقت. لكن قد يستفيد المريض دوماً من التواصل مع طبيبه.

بفضل التقدم الحاصل في تقنيات التصوير الطبي، يستطيع أطباء القلب اليوم أن يشاهدوا القلب بتفاصيل غير مسبوقة. وتساعدهم هذه المعلومات على تحديد مدى حاجة المريض إلى الأدوية أو الجراحة لتخفيض مخاطر الإصابة بنوبة قلبية أو جلطة دماغية. أحياناً، تسمح فحوصات القلب المتطورة تكنولوجياً بتجنب العمليات الغازية. لكنّ استخدام فحوصات القلب الأكثر تقدماً يعني أن الأطباء يستطيعون أيضاً رصد اختلالات مقلقة داخل القلب وفي جواره. يقول طبيب القلب جايسون واسفي، مدير قسم أبحاث القلب في مستشفى "ماساتشوستس" العام وأستاذ مساعد في كلية الطب التابعة لجامعة "هارفارد": "يرصد الاختبار أحياناً نتيجة غير متوقعة وغير مرتبطة بالسبب الأصلي للفحص".


خـــطـــوتـــان أســـاســـيـــتـــان


أولاً، اطلب من طبيبك أن يفسّر سبب الفحوصات التي يطلبها. واحرص على فهم طريقة تأثير النتائج على علاجك لأنك قد تضطر لوقف الأدوية القديمة أو أخذ أدوية جديدة أو الخضوع لعملية معينة. أحياناً، يطلب الطبيب فحوصات من دون أخذ موافقة المريض على التدخل الطبي المحتمل. من غير المنطقي مثلاً أن يبحث الطبيب عن تضيّق في الشرايين التاجية إذا لم يرغب المريض في وضع دعامة. الدعامة هي عبارة عن أنبوب شبكي ضئيل يُستعمل لفتح الشرايين الضيقة وقد ينقذ حياة المريض إذا أصيب بنوبة قلبية. لكن إذا لم يكن الوضع كذلك، تكشف أدلة متزايدة أن الأدوية، كتلك التي تُخفّض مستوى الكولسترول وضغط الدم، تكون فاعلة بقدر الدعامات للوقاية من النوبات القلبية والوفاة المبكرة الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.

ثانياً، إذا اكتشفتَ خللاً عرضياً خلال اختبارات التصوير، فكّر باستشارة طبيب قلب أو طبيب أشعة يتمتع بخبرة واسعة في تفسير نتائج فحص الأعضاء أو منطقة الجسم المستهدفة. حين تأخذ رأي اختصاصي، ستزيد ثقتك بأنك تتلقى العلاج المناسب لحالتك.


MISS 3