مايز عبيد

أكد أنه "يقف في وجه المنظومة التي خرّبت البلد وأفقرت الناس"

بهاء يُزاحم سعد ويفتتح مكتباً تمثيلياً في عكار

16 تشرين الثاني 2021

02 : 00

"سوا للبنان"

في عز الأزمة التي تعصف بتيار "المستقبل" وبرئيسه سعد الحريري، ووسط تراجع ملحوظ في الشعبية والأداء على صعيد الساحة السنّية، وعلى مسافة ليست ببعيدة من موعد الانتخابات النيابية، يفتتح رجل الأعمال بهاء الحريري، الشقيق الأكبر لرئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، مكتباً له في عكار باسم حركة "سوا للبنان" في بلدة حلبا مركز المحافظة، وعلى مسافة قريبة من مركز "تيار المستقبل" في "خريبة الجندي".

لم يستسغ المستقبليون "طحشة" بهاء إلى عقر دارهم وخزانهم البشري عكار التي يظهر فيها تململ جماهيري واضح من تراجع الأداء والحضور للتيار الأزرق، فانبرى جمهور "الخرزة الزرقاء" بالهجوم على شقيق سعد الأكبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات "الواتساب"، معتبرين أن "بهاء الحريري الذي لم يزر ضريح والده مرة أو يشارك في ذكراه، كان من المفترض به أن يقف إلى جانب شقيقه، لا أن يقف في وجهه كما يحصل الآن، ويحاول الإنقضاض عليه و"تشليحه" جمهوره ومناطقه"، وأن "من ليس فيه خير لأخيه لن يكون فيه الخير لعكار".

من جهته، وفي كلمته التي بثت عبر تقنية "زووم" أوضح بهاء الحريري للحاضرين في الافتتاح أنه "يقف في وجه المنظومة كلها التي خرّبت البلد وأفقرت الناس"، وهذا ما ترك تساؤلات عما إذا كان يعتبر شقيقه جزءًا لا يتجزأ من هذه المنظومة.

في الشكل، لم يختلف مضمون خطاب بهاء لأهالي عكار عن مضامين الخطابات السابقة لشقيقه سعد. كثيرٌ من العواطف وإظهار المحبة والودّ للمنطقة وأهلها، إلى جانب الكثير من الوعود بأن المشوار بدأ وسيستمر وأنه سيبني بيتاً له في عكار. دعوة الإفتتاح قد تكون اقتصرت على المجموعات الثورية والقوى المدنية والتي كان حضورها هو الطاغي صباح السبت، إلى جانب عدد محدود من رؤساء البلديات والمخاتير ورجال الدين. واستمعت القوى الثورية والمدنية إلى بهاء الحريري وتبادلت معه أطراف النقاش وطالبته بإدارة الإنتخابات من لبنان وكذلك بأن لا يقتصر الحضور فقط على الموسم الإنتخابي.

رأي عام من خارج الدائرة الزرقاء، لم يجد في كلام بهاء جديداً، فهو بحسب هؤلاء، تكرارٌ لخطابات سعد الحريري بلسان أخيه، لكن لا ضير في وجود تنافس على الساحتين العكارية والسنّية، علّ ذلك يكسر طوق الأحادية السياسية المسيطرة التي كانت نتائجها غير مرضية لأهالي المنطقة. أما أنصار بهاء في عكار فرأوا في الخطوة مرحلة جديدة من العمل السياسي مع دخوله إلى عكار عبر حركة "سوا للبنان"، ستتبلور ملامحها في المرحلة المقبلة لصالح المنطقة. وقد حرص المدير التنفيذي للحركة سعيد صناديقي على التأكيد بأن "عكار هي قلب لبنان النابض والكل يجب أن يأتي إليها، وأن مكتب عكار للجميع وسيكون مثابة ورشة عمل مفتوحة للتشارك والحوار والخروج بأفضل الرؤى والأفكار التي يتفق عليها العكاريون، والتي ستخدم مصلحة المحافظة وتوجهات أهلها".

وفي حين يشير مسؤولون في حركة "سوا للبنان" بأن مكاتب أخرى سيتم افتتاحها للحركة وللشيخ بهاء في المناطق في الأيام المقبلة، ينظر مراقبون إلى ما سيكون عليه أداء "سوا للبنان" في المرحلة المقبلة وهل سيختلف عن أداء تيار "المستقبل" لجهة العناية بالمناطق المهمّشة وتنميتها، سيما وأن خطاب بهاء المعترض على أداء المنظومة ومن ضمنها شقيقه لم يختلف عن خطاب سعد من هذه الناحية.