طوني كرم

"مناظرة"... لـ"صحافة تخدم الشأن العام"

"لبنان Townhall"... تجربة جديدة على الشاشات اللبنانية

18 تشرين الثاني 2021

02 : 00

بلعباس بن كريدة
"مناظرة" تحطّ رحالها في بيروت. مبادرة لهدم الأسوار التي بنتها الوسائل الإعلامية حول نفسها، من خلال توحّد الإعلام اللبناني للمرة الأولى، حول مشروع واحد، وحدث تلفزيوني واحد، وحوار واحد... فهل يلقى نشر وتعزيز ثقافة الحوار إهتمام اللبنانيين؟

أطلقت "مبادرة مناظرة" قبيل الإستحقاقات الدستورية المتوقع أن تشهدها الساحة اللبنانية العام المقبل، "المبادرة اللبنانية لصحافة الشأن العام"، معلنةً عن أول مشاريعها عبر بثّ سلسلة برامج تلفزيونية بعنوان "لبنان Townhall"، بعد تجارب كثيرة لها في الدول العربية منذ انطلاق "الثورات العربية"، وصولاً إلى المناظرات حول الإنتخابات الرئاسية التونسية في العام 2019، والتي لاقت إعجاب المواطنين التواقين إلى محاسبة المسؤولين.

المحطات المشاركة

تهدف المبادرة إلى نقل الحوار التلفزيوني إلى مرحلة جديدة وإقامة حوارات عامة بنّاءة في المناطق التي تتحدث اللغة العربية وتضم أعضاء مؤسسين مثل "تلفزيون لبنان"، محطة "الجديد"، محطة "أو تي في"، محطة "أن بي أن"، إذاعة "صوت لبنان" وراديو "صوت الشعب"، في حين لم يفضي التواصل مع المحطات اللبنانية المتبقية إلى نتائج إيجابية حتى الآن، على أن تبث الحلقة الأولى من المناظرات بعنوان "المعاش ما عاش"(لمقاربة الأزمة الإقتصادية)، مباشرةً على الهواء الإثنين المقبل عند الساعة 9:30 مساءً على جميع القنوات المشارِكة.

هذه الخطوة "الجريئة" كما وصفها المدير العام لـ "مبادرة مناظرة" بلعباس بن كريدة هي الأولى من نوعها في لبنان وتهدف الى اطلاق مبادرة للحوار الوطني، وقال في حديثه إلى "نداء الوطن" إنّ "الإنطلاقة لن تتطرق إلى الإنتخابات، إنما هذا النموذج قد يكون حاضراً لتطبيقه في المواضيع السياسية وبين المرشحين إلى الإنتخابات. كما أنّ المنظمين لن يتصلوا بالأحزاب والقوى السياسية لحثهم على المشاركة في المناظرات، بل سيقتصر التواصل مع المؤسسات الإعلامية"، مضيفاً أنّ "المبادرة تهدف الى بناء الأطر المناسبة لتعزيز الرأي العام والتوجه إلى كل مكونات الشعب اللبناني".

في المقابل، رحّب ممثلو القنوات الإعلامية المشاركة بالمبادرة، واعتبر مدير العلاقات العامة في قناة "الجديد" إبراهيم الحلبي أن "تبادل الخبرات المحلية والدولية بين المؤسسات الإعلامية يساهم في تطوير الأداء"، مشدداً على "أهمية توقيت إطلاق المبادرة في بلد الصراعات"، داعياً الشباب إلى "تحويل خلافاتهم إلى مناظرات لتعزيز لغة الحوار وتقبل الآخر".

بدوره، أشار مدير الأخبار والبرامج السياسية في الـ"أو تي في" جاد أبو جودة، إلى أنّ "محطته على إستعداد دائم لدعم المبادرة البناءة، عسى ان يستجيب رؤساء الأحزاب والمرشحون إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس النيابي (في حال وجد بديل عن الرئيس الحالي)، إلى المشاركة في المبادرات الأجنبية الداعية إلى إقامة المناظرات والدفاع عن مشاريعهم وبرامجهم أمام الرأي بعد أن عجزت القنوات المحلية عن تحقيق ذلك". وأضاف: "لن تشارك ادارة المحطات التلفزيونية في الإعداد، وسيقتصر دورها على عرض المناظرة على الشاشة".



أمّا الزميل زافين قيومجيان الذي رشحته المجموعة لتقديم "لبنان Townhall" فقال: "آن الأوان لنرتقي بالإعلام اللبناني إلى مستوى جديد لمواكبة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها"، مؤكداً أن "التغيير يتطلب أفكاراً جديدة وأفراداً شغوفة لتحسين جودة الحوار العام"، لافتاً الى أنّ "فكرة المناظرة لم تحظَ بقبول كبير في لبنان سابقاً، في ظل تعدد وتنوع الحوارات السياسية، إلاّ أن إطلاق المناظرات التي سأقدمها وأشارك في إعدادها، في هذا التوقيت، ستساهم في مقاربة الإنتخابات النيابية مع بداية السنة الجديدة".

"مبادرة مناظرة" هي منظمة غير ربحية، تأسست في العام 2012 وتتخذ من واشنطن مقراً لها، تهدف إلى إرساء منصة مستقلة وشاملة للنقاش والمناظرات في الدول العربية، وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، بصرف النظر عن العمر او النوع الإجتماعي أو الخلفية السياسية أو الجندر، بهدف إيجاد فضاء عام يتميز بالتطور والتسامح تجاه المواقف المتباينة، ودعم حرية التعبير وطرح المسائل التي تشغل الأفراد وتؤثر عليهم من أجل إحداث نقاش ومناظرة مفتوحة للجميع للخروج بحلول تشاركية ترسّخ قبول الرأي والرأي المغاير.


MISS 3