أعد تقييم جميع أدويتك
اجلب إلى طبيبك لائحة بجميع الأدوية التي تأخذها أو أحضر معك كيساً فيه جميع زجاجات الأدوية. لا تنسَ أن تذكر أيضاً الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية والفيتامينات والمكملات الغذائية. هذه الطريقة قد تساعد طبيبك على تحديد الأدوية أو المكملات التي ترفع ضغط دمك.
قد يرتفع الضغط مثلاً عند أخذ نوع من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين (موترين، أدفيل). وقد تعطي مزيلات الاحتقان (مثل الفينيلفرين الموجود في عدد كبير من أدوية الزكام) وبعض مضادات الاكتئاب والستيرويدات القشرية الأثر نفسه أيضاً. يقول طبيب القلب في جامعة "هارفارد"، ديباك بات، وهو رئيس تحرير "رسالة هارفارد للقلب": "قد تؤدي الأدوية البديلة أو العلاج الفيزيائي المستعمل لتخفيف ألم التهاب المفاصل إلى تراجع الحاجة لأخذ مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ما يسهم في تخفيض ضغط الدم لدى بعض المرضى".
قد يلاحظ الطبيب أحياناً أن أدويتك تحتاج إلى التعديل، فيوصيك مثلاً بتخفيض عدد الحبوب الإجمالية أو تخفيف الأقراص وأخذها أكثر من مرة يومياً.
عالج الأسباب الكامنة
قد تؤدي حالات كامنة أخرى إلى ارتفاع ضغط الدم أيضاً، لذا ستكون السيطرة عليها أساسية. لكنك قد تحتاج إلى فحوصات جسدية مكثفة قبل أن تكتشف الحالة الشائكة. قد لا تعرف مثلاً أنك مصاب بمشكلة ترفع ضغط دمك، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم. تتعدد مؤشرات هذه الحالة، منها الشخير المزمن والصاخب، ونوبات انقطاع التنفس لفترة قصيرة (أو اللهاث أحياناً)، والشعور بنعاس شديد في ساعات النهار. يمكن جمع الأجوبة المطلوبة من خلال دراسة النوم في أحد المختبرات أو في المنزل (عبر جهاز محمول).
أسباب ارتفاع الضغط المقاوِمينجم ارتفاع ضغط الدم المقاوِم (لا ينخفض رغم أخذ مجموعة أدوية) عن أسباب عدة، أبرزها الإفراط في استهلاك الملح الذي يُضعِف فاعلية أدوية الضغط، وتفويت جرعات الأدوية أو تعديلها من دون استشارة الطبيب. لكن تبرز أسباب مؤثرة أخرى:
• اكتساب الوزن.
• انقطاع التنفس أثناء النوم.
• الإفراط في شرب الكحول.
• الألم المزمن.
• تصلب الشرايين الذي يُسبب التهاباً في جدران الشرايين.
• تفاعلات بين الأدوية.
• نوبات هلع.
• ارتفاع مستوى هرمون الألدوستيرون (يجعل الجسم يحبس الصوديوم والماء).
• مشاكل في الكلى.
• استهلاك عرق السوس الأسود (يحتوي على عنصر قد يرفع ضغط الدم).
عدّل أسلوب حياتكقد تحتاج إلى تحسين عاداتك الصحية لزيادة فعالية الأدوية التي تأخذها. ابدأ بتبنّي حمية نباتية في معظمها وقليلة الملح، وحاول أو تكتفي بأقل من 2400 ملغ من الملح يومياً. كذلك، يجب أن تنام طوال سبع ساعات كل ليلة على الأقل، وتحدّ من استهلاك الكحول، وتتجنب التدخين، وتحافظ على وزن صحي. أحياناً، يكفي أن يخسر الفرد بين كيلوغرامين و5 كيلوغرامات كي يتحسن ضغط دمه إذا كان وزنه زائداً.
وإذا كنتَ لا تمارس الرياضة بما يكفي، حان الوقت لفعل ذلك. تسهم النشاطات الجسدية في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية على مستويات عدة. وفق دراسة صغيرة وعشوائية نشرتها مجلة "جاما" لأمراض القلب، تبيّن أن تمارين الأيروبيك التي تُشغّل القلب والرئتين قد تكون علاجاً فاعلاً آخر لارتفاع الضغط المقاوِم.
في هذه الدراسة، تراجع ضغط الدم الانقباضي بسبع نقاط والضغط الانبساطي بخمس نقاط لدى المشاركين الذين مارسوا المشي أو ركوب الدراجة الهوائية أو النشاطَين معاً طوال 40 دقيقة، بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً، على مر 12 أسبوعاً، مقارنةً بمن لم يمارسوا أي نشاط.
يصاب الكثيرون بارتفاع ضغط الدم مع التقدم في السن، ويصعب عليهم السيطرة على هذه المشكلة أحياناً. تُسمّى هذه الحالة "ارتفاع الضغط المقاوِم"، وهي تشير إلى مستوى الضغط الذي يبقى فوق المعدل المستهدف، أي 140/90 ملم زئبق، رغم أخذ أعلى جرعة ممكنة من ثلاث فئات من أدوية الضغط (بما في ذلك نوع من مدرات البول). تزيد هذه المشكلة خطر الإصابة باضطرابات أخرى، منها الجلطات الدماغية، وأمراض القلب، والخرف. ما العمل في حالات مماثلة؟
إذا لم تنجح هذه الخطوات في تخفيض ضغط دمك، قد يصف لك الطبيب أدوية إضافية. لكن لا تفقد الأمل! بغض النظر عن نوع الأدوية التي تأخذها راهناً، يُفترض أن يتمكن طبيبك من إحداث تعديلات مقبولة وسلسة في أدوية ضغط الدم لتخفيض هذا المعدل قدر الإمكان.