جنى جبّور

"بيروت ترنّم" الأمل والحبّ (٦ - ٢٣ كانون الأول)

ميشلين أبي سمرا: سيبقى صوت الموسيقى عالياً

29 تشرين الثاني 2021

02 : 00

تتحدى النسخة الرابعة عشرة من مهرجان "بيروت ترنّم" الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد ببرنامج فني راقٍ لموسيقيين عالميين ولبنانيين على حدّ سواء، حيث ستصدح الموسيقى في الكنائس الأثرية في العاصمة وبعض صالاتها وأسواقها اعتباراً من الاول من كانون الاول المقبل إلى الثالث والعشرين منه. مديرة المهرجان ميشلين أبي سمرا أطلعت "نداء الوطن" على تفاصيل تنظيم هذا الحدث "العالمي".

في ظل الأوضاع الصعبة التي نعيشها، كيف يمكن لبيروت أن ترنم بعد؟

التحدي كان كبيراً هذه السنة نظراً للظروف الراهنة وإصرارنا على الحفاظ على المستوى المطلوب أمام جمهورنا الذي ينتظرنا سنوياً. فالمهرجان يتطور باستمرار من جميع النواحي ولا سيما اننا أدخلنا انواع موسيقى جديدة على برنامجه مثل الجاز وغيره. وهنا لا بدّ أنّ اشكر "الجندي المجهول" المتمثل بفريق عملنا الذي يجهد من دون اي مقابل لانجاح المهرجان. في المقابل، سنبقي صوت الموسيقى عالياً في مدينة لفّها الظلام، لاننا اولاً لسنا مهرجاناً تجارياً يبغي الربح بل مبادرة انطلقت من صلب الهوية الثقافية لبيروت ولناسها وستستمر من اجل كل انسان قرر البقاء رغم الصعوبات او لم يجد سبيلاً لمغادرة البلد. ولم تكن مبادرتنا لتتحقق لولا دعم المركز الفرنسي والمركز الثقافي الايطالي والسفارة الايطالية، وسفارات الولايات المتحدة، واسبانيا والسويد والبرازيل وسويسرا وغيرها، التي لبت النداء واهتمت بكل الترتيبات لانها رأت انه ما زال هناك شعب مهتم بالموسيقى والثقافة والحضارة. باختصار هذه هي بيروت التي نعرفها، وهذه طريقتنا في المقاومة... وسنستمر.

ماذا ينتظر عشاق الموسيقى الاوبرالية في نسخة هذه السنة؟


تضم نسخة هذه السنة اسماء لامعة، فيُفتتح المهرجان بحفلة للتينور الايطالي جورجيو بيروجي، أما الاختتام فسيكون بحفلة يحييها الموسيقي اللبناني الارمني غي مانوكيان.




ومن الفنانين الذي يشاركون للمرة الاولى التينور الاميركي الصاعد جاك سوانسون، ويحيي حفلة ترافقه فيها الاوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية بقيادة المدير الفني للمهرجان الاب توفيق معتوق. ويكتشف الجمهور اللبناني للمرة الأولى ايضاً التينور اللبناني الاميركي روي الحاج الذي نال جائزة "غرامي" عام 2017. وتؤدي السوبرانو السويسرية المولودة في رومانيا انا ماريا لابين ترانيم من القداس العظيم لموزار.

ويلتقي هواة الموسيقى عازف البيانو الفرنسي جوناتان فورنل الذي نال جائزة مسابقة "الملكة اليزابيت البلجيكية" عام 2021 "في اول اطلالة له في الشرق الاوسط". كذلك يلحظ البرنامج حفلة لعازفة التشيللو الاسبانية بياتريس بلانكو التي نالت جائزة "جمعية الموسيقيين السويسريين" الاولى. وسيكون الجمهور على موعد مع السيمفونية الثانية لبيتهوفن تعزفها الاوركسترا الفيلهارمونية الوطنية بقيادة المايسترو الروماني المعروف ايون لوزيف برونر. ولمحبي الآلات النفخية، حفلة لعازفة الكلارينيت السويسرية هايدي هويلر.

وتقدّم السوبرانو المصرية فرح الديباني، أول عربية تفوز بجائزة "أفضل مغنية اوبرا" من اوبرا باريس، حفلة بعد مشاركة أولى لها في العام 2018. كما يخصص المهرجان كالعادة مساحة مهمة للموسيقيين والفنانين اللبنانيين مثل عازفة التشيلو جنى سمعان، غادة شبير وماتيو الخضر. وسيضم المهرجان حفلات في اسواق بيروت تنطلق في الثاني من كانون الاول مع عبير نعمة.

يستمر المهرجان حتّى عشية الميلاد المجيد. فهل يشمل امسيات ميلادية؟

لطالما شكلت الجوقات الركن الاساسي للمهرجان. وتعود هذه السنة مجدداً لتنشد الميلاد، نذكر منها جوقات الجامعة الانطونية وجامعة سيدة اللويزة وجامعة القديس يوسف وجوقة القديس رومانس للروم الارثوذكس وجوقة اسطفانوس المرنّم وجوقة كوسان الأرمنية وجوقة فيلاكوليا بقيادة الاخت مارانا.


ماذا عن "Masterclasses" التي ترافق الحدث؟

مستوى الفنانين اللبنانيين والعالميين المشاركين في "بيروت ترنم" عالٍ جدّاً، حتّى اذا سافرنا الى الخارج لن نتمكن من جمعهم ومشاهدتهم معاً. من هنا، طلبنا ممن يستطيع البقاء لتعليم طلاب الموسيقى اللبنانيين بالتعاون مع المعاهد الموسيقية المرموقة وتحت اشراف الأب توفيق معتوق الركن الاساسي في هذه الصفوف.

هل تتوقعون مشاركة كثيفة؟ وما هي الاجراءات الوقائية المتخذة مع عودة انتشار الجائحة بهذا الشكل؟

سيكون الحضور كثيفاً أكثر من السنوات السابقة، لان الموسيقى حاجة اساسية للانسان. أمّا في ما يخص الاجراءات المتخذة للحد من الجائحة فحصرنا المشاركة بالاشخاص الذين تلقوا اللقاح شرط ان يبرزوا شهادة التلقيح قبل الدخول، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي ووضع الكمامة. وفي هذا الاطار، نطلب من جمهورنا الحجز مجاناً مسبقاً عبر "VirginTicketing" حرصاً منّا على عدم تخطي العدد الموصى به في أماكن تنظيم الحدث. كذلك، نلفت الى أنّ فعاليات المهرجان ستنقل مباشرةً على التلفزيون وعبر "فيسبوك" و"انستغرام".

أخيراً، موعدنا مع محبي الموسيقى على اختلاف اعمارهم واهوائهم وانتمائهم، في كنائس بيروت و"الاسمبلي هول" واسواق بيروت، لنحفظ معاً ما تبقى من مساحة للحب والمشاركة الحقيقية بعيداً عن العنف والتقاتل.