عريضة تتبنّى مانشيت "نداء الوطن" دفاعاً عن حرية الصحافة والتعبير

منى فياض: يريدون لبنان دولة أمنية... وسابقة لم نعرفها أيام الوصاية السورية

01 : 09

فياض: تحولت بيروت في الأشهر الأخيرة إلى عاصمة لقمع الحريات (فضل عيتاني)

عقد في المركز اللبناني للبحوث والدراسات LCRS Politica، مؤتمر صحافي، تحدثت فيه الدكتورة منى فياض، باسم الموقعين على عريضة الدفاع عن حرية الصحافة والتعبير الذين تبنوا ما ورد في مانشيت صحيفة "نداء الوطن" الصادرة بتاريخ 12 ايلول 2019، في حضور النائبين السابقين فارس سعيد والياس عطالله ورئيس تحرير "نداء الوطن" بشارة شربل وعدد من الصحافيين.

وقالت فياض: "عندما طلب مني التوقيع على نداء حرية الصحافة بمناسبة الادعاء على رئيس تحرير الجريدة بشارة شربل، لأنها عنونت صفحتها الاولى بـ "سفراء جدد في بعبدا.. أهلا بكم في جمهورية خامنئي"، ولقد جاء ذلك على خلفية الخطاب الذي ألقاه الامين العام لـ"حزب الله" السيد نصرالله في 10 أيلول ، لم أتردد لحظة واحدة في التوقيع. وعندما طلب مني القيام بهذه المهمة اليوم ايضاً قبلت طواعية. لماذا؟ لأني مواطنة لبنانية أشعر أنني مهددة بوجودي كجميع المواطنين المهددين بفقدان حرية الكلام وحتى الشكوى من واقعهم.

أشعر انهم يخطفون مني وطني لبنان ويريدون استبداله بلبنان آخر لا أتعرف عليه ولا نريده". وأكدت أن "وجودي كلبنانية مرتبط بحريتي وحرية وطني. لطالما كنت فخورة بكوني لبنانية كلما زرت بلداً عربياً من البلدان التي تعهدونها".

وقالت: "لقد سمحت لي الفرصة عبر مشاركتي في دراسات عربية مختلفة أن أعاين توق المواطن العربي، سواء كان مراهقاً أو شاباً أو بالغاً، رجلاً أو امرأة، لأن يزور لبنان وأن يعيش فيه.

لبنان كان يمثل جنة الحرية في هذا الشرق الذي لم يخرج من أنظمة الاستبداد بعد. فجميعهم يعرفون تماماً ما الذي كان يميز لبنان: فبحكم خصوصياته وتنوع مكوناته السكانية تمتع بالحرية والديموقراطية المفقودتين من حولنا. وبيروت التي استحقت ان تكون عاصمة عالمية للكتاب للعام 2009 لتمتعها بدور ثقافي مميز ورائد غطى جزءاً كبيراً من القرن العشرين بسبب صحافتها الحرة. لكن العمل جار اليوم على تهديم كل ذلك".

وتابعت: "أين اصبحنا الآن؟ تحولت بيروت في الأشهر الأخيرة إلى عاصمة لقمع الحريات وكمّ الافواه. حيث شهدت البلاد عشرات الاستدعاءات الأمنية لناشطين وصحافيين على وسائل التواصل الاجتماعي لانتقادهم سياسات العهد.

ويرى ناشطون أن وظيفة مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية تحولت إلى مكتب أمني يستدعي الناشطين ويوقفهم لساعات بتهم متعددة، ما اعتبر ضربة قاضية لحرية التعبير في البلاد".


موقف عون من الحريات


ورأت أن "ضيق صدر السلطات يغطي جميع الميادين، في سابقة لم نعرفها حتى ايام الوصاية السورية، التي كان يشكو منها نشطاء التيار العوني"، معتبرة ان ذلك "يشكل تهديداً للحرية الوحيدة الباقية امام اللبناني، حرية الشكوى من المشاكل والمخاطر التي اغرقته فيها السلطة السياسية في البلاد".

وقالت: "في العام 1998، وعندما كان التيار الوطني الحر يتعرض للرقابة والقمع السوريين، لم تكن تصريحات الرئيس ميشال عون حينها تنطبق على ممارسات تقييد الحريات المنبعثة من سجل السلطة السورية القمعية البائدة.

بل كانت تدينها وتجهد للدفاع عن حرية الاعلام وحرية التعبير"، فكتب حينها: "نحن مع حرية الإعلام من دون قيد أو شرط أو حصرية، نحن مع قانون ينظم الإعلام إدارياً ونرفض أي قانون آخر يحد من حريته أو يفرض أي رقابة مسبقة، سواء كانت ذاتية أو غير ذاتية. فحدود الحرية هي الحقيقة وأيا يكن الجارح أو المجروح بهذه الحقيقة".

وأضافت: "نسأله هل نحن في أزمة اقتصادية حقيقة ام لا؟ هل تتوفر الدولارات في المصارف وماكينات السحب؟"، ألم تنقل الوكالة الوطنية للأنباء بتاريخ 24 آذار 2018: "نبّه الرئيس اللبناني ميشال عون أمس الى مخاطر الوضع على لبنان الاقتصادي، بابلاغه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ان البلد "مفلس"، مما زاد الحاجة "لضبط المال والفساد". وسألت: "كيف يمكن ان تنقلب المواقف 180 درجة من دون أن يثير الأمر أي تساؤل لدى المعنيين ولو بينهم وبين انفسهم؟".

وأكدت "أننا في لبنان بأمس الحاجة الى إعلام يحترم القواعد المهنية والموضوعية ولا يتخطى القانون الاخلاقي ولا يروج للأكاذيب ولا يستخدم القدح والذم.

ومع ذلك، هناك شخصيات وصحف ومطبوعات معروفة تروج أخباراً مزيفة وتبث الشائعات والتهديدات والاخبار المفبركة من دون أن تجد من يحاسبها. لكن المواطن اللبناني العادي يوضع في الزاوية، وعليه أن يتحمل أعباء سوء إدارة السلطة وفسادها وتسببها بانهيار الدولة ومؤسساتها من دون مجرد حق الاعتراض".

معنى "الخيانة العظمى"

وذكّرت بما صرح به رئيس الجمهورية ميشال عون بتاريخ 3 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بأنه "ممنوع أن نفشل ولن نفشل"، وان "حق التظاهر لا يعني حق الشتيمة"، مشيرة الى فيديوات عن كلام له "مع الصحافيين وحتى السياسيين من زملائه، في سوابق لم تكن معهودة". وسألت: "هل يمكن ان يكون هناك صيف وشتاء على سطح واحد؟ وإذا كان الصحافي ينقل محتوى ما اعلنه الامين العام لـ "حزب الله" يجر الى المحاكم؟ هل يتوجب علينا او هل يمكن اعتبار النقد السياسي او تغطية خبر من فئة القدح والذم؟ أليس انتقاد السلطات واجب على المواطن في المجتمعات التي توصف بالديموقراطية؟ فكيف بالصحافي او صاحب الرأي؟".

وأكدت انه "لا يمكن اعتبار الانتقاد قدحاً وذماً والا كيف يمكن للمواطن ان يمارس حقه الديموقراطي في مساءلة ومراقبة ومحاسبة من انتخبهم؟ كيف يمكن التجرؤ على تحويل لبنان الى دولة قمعية بهذه الخفة؟ يريدونه دولة أمنية تتحكم بها الأجهزة الأمنية وتبسط سيطرتها على البلاد والعباد، وتفرض سيادتها التي تنزع كل سيادة أخرى. التمارين مستمرة منذ 3 سنوات بشكل دؤوب".

وتابعت: "السؤال التجديفي الذي علينا أن نطرحه على مراجعنا العليا – طلب تعريف معنى "الخيانة العظمى"، وما الذي يشعرون به عند استماعهم إلى خطابات السيد نصرالله الذي يعلن ولاءه للولي الفقيه الايراني؟ أما المسألة الاخرى – فهي – إلى أين يذهبون بنا في عصر الذكاء الاصطناعي الذي يغيّر وجه العالم ويقترح "الهوموسايبر" بينما هم يعيدوننا إلى عصر "النياندرتال".


محور قمع

ثم تحدث سعيد داعياً الى "التضامن مع جريدة "نداء الوطن" اليوم، لأن احرار هذا الوطن سيكونون معها وكل يوم مع حرية التعبير"، فيما اعتبر عطالله أنه "منذ 40 سنة، وفي كل مرة كانت الحريات جزءاً من المعركة".

وقال: "على من يمارس القمع أن يكون قلقاً، لأن الحياة لا تعاش ولا تستأهل العيش من دون حريات"، مشيراً الى أن "الصحافي غسان التويني خاض معركة الحريات. قتلوا واغتالوا. هناك محور قمع الحريات لكننا سنربح المعركة".

بدوره، أكد شربل أن "معركة "نداء الوطن" ليست معركة جريدة، هي معركة كل الذين يريدون الابقاء على الحريات"، داعياً الى التضامن اليوم مع الجريدة أمام قصر العدل.


الموقّعون على العريضة


نحن الموقعين على هذه العريضة، نتبنّى ما ورد في مانشيت صحيفة "نداء الوطن" بتاريخ 12 ايلول 2019، والتي عنونت: "سفراء جدد في بعبدا... أهلاً بكم في جمهورية خامنئي".

احمد الايوبي (ناشط)، احمد السنكري (استاذ جامعي)، احمد عياش (صحافي)، احمد فتفت (نائب ووزير سابق)، ادمون رباط (استشاري)، اسعد الراعي (رجل اعمال)، اسعد بشارة (صحافي)، اسماعيل شرف الدين (ناشط في الشأن العام)، امين بشير (محام)، انطوان قسيس (مهندس)، ايلي الحاج (صحافي)، ايلي قصيفي (صحافي)، ايلي كيرللس (محام)، ايلي ماروني (نائب ووزير سابق)، ايمن ابو شقرا (صحافي)، باسم حسين عيتاني (ناشط)، بهجت سلامه (استاذ جامعي)، بول موراني (رجل اعمال)، بيار عقل (صحافي)، توفيق كسبار (اقتصادي)، جوزف الياس كرم (اداري)، حُسن عبود (استاذة جامعية)، حسان القطب (اعلامي)، حسين عطايا (ناشط)، حنا صالح (صحافي)، ربى كبارة (صحافية)، رضوان السيد (باحث واستاذ جامعي)، رفيق الدهيبي (اعلامي)، ريان شربل (صحافي)، ريمون معلوف (مهندس)، زكريا الزعبي (مهندس)، زياد احمد سنكري (مهندس)، ساري حنفي (باحث، استاذ جامعي)، سامي شمعون (محام)، سعد كيوان (صحافي)، سناء الجاك (صحافية)، سوزي زيادة (مهندسة)، سيرج بو غاريوس (مهندس)، شانتال سركيس (امين عام حزب القوات اللبنانية)، شاهين الخوري (اداري)، شيرين عبدالله (ناشطة)، طوني ابو روحانا (صحافي)، طوني حبيب (مهندس)، طوني خواجه (استشاري)، عالية منصور (ناشطة)، عبد الوهاب بدرخان (صحافي)، علي حمادة (صحافي)، علي ناصر الدين (صحافي)، عماد موسى (صحافي)، غسان مغبغب (محام)، فادي توفيق (صحافي)، فارس سعيد (نائب سابق)، فتحي اليافي (استاذ جامعي)، فيليب بسترس (استشاري)، قاسم محمد مظلوم (مهندس)، لاريسا عون (صحافية)، مالك مروة (صحافي)، مروان حمادة (نائب ووزير)، مروان صقر (محام)، مصطفى علوش (نائب سابق)، منى فياض (استاذة جامعية)، مياد حيدر (محام)، نبيل حسين آغا (اخصائي وباحث)، نعمة لبس (اعلامي)، نوفل ضو (سياسي)، هادي الاسعد (استشاري)، وليد فخر الدين (استاذ جامعي).


MISS 3