جورج بوعبدو

أمسية راقية برعاية السفارة الأميركية

"بيروت ترنّم" مع التينور جاك سوانسون والأوركسترا اللبنانية بقيادة توفيق معتوق

6 كانون الأول 2021

02 : 00

السفيرة الأميركية دوروثي شيا ملقيةً كلمتها

في قاعة "الاسمبلي هول" في الجامعة الاميركية ببيروت، اجتمع محبو الموسيقى والاوبرا، وحشد من فاعليات البلاد الثقافية والاكاديمية والفنية، في أمسيةٍ راقية ضمن ليالي "بيروت ترنم" التي أصرّت على إضاءة أنوار مدينةٍ غرقت في الظلام فأعطتها مسحةً من الامل رغم كل الصعوبات والمصائب.


هي مهمة أخذتها مؤسّسة "بيروت ترنم" ميشلين أبي سمرا على عاتقها، فهي ترفض أن تتحوّل مدينتها الجميلة الى مدينة كئيبة منسية. "هي بيروتنا الجميلة التي عاصرت المصائب كلّها وكانت كلّ مرة تنهض من جديد لدى كلّ مأساة تقع تحت وطأتها. ونجتمع هنا كلنا لأن مدينتنا تحبّ الحياة، وستعود غداً كما كانت بلا شكّ، وسنجتمع كلنا هنا مجدداً للتصفيق لعودتها لأنها بيروت التي لا تعرف أن تموت"، أكّدت أبي سمرا لدى افتتاحها الامسية.


التينور جاك سوانسون والأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة توفيق معتوق (رمزي الحاج)


والامسية هذه برعاية السفارة الاميركية في بيروت التي تكفلت بإحضار قامة في الاوبرا اسمه جاك سوانسون الى بيروت ضمن نشاطاتها المختلفة في مجال دعم الثقافة والفن في البلاد، ليتعاون مع الاوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة الاب توفيق معتوق ليقدما للجمهور اللبناني تعاوناً فنياً أميركياً لبنانياً على أرفع المستويات. والتينور الاميركي المعني لم يصل بعد الى الثلاثين من عمره، وهو حائز على جائزة "تاكر" للعام 2018 وقد ذاع صيته عالمياً لأدائه أعمال روسيني ودونيزيتي ببراعةٍ منقطعة النظير.


وألقت السفيرة الاميركية دوروثي شيا كلمة مقتضبة قالت فيها إنّ "بيروت ترنّم" مبادرة مهمة للغاية لأنّها "تسمح للجمهور باختبار الفن والموسيقى مجاناً وهو أمر نحرص نحن في السفارة الاميركية على دعمه بالملموس، واسمحوا لي هنا أن أحيّي مؤسّسة المهرجان ومديرته ميشلين أبي سمرا وكل من يقف وراء هذا الحدث العظيم وهم كثر يعملون بنشاطٍ خلف الكواليس من موسيقيين وفنيين وتقنيين. ونرحّب هنا بهذا التلاقح الفني بين التينور الأميركي سوانسون اليافع والمتألق والاوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة الاب توفيق معتوق. في هذه الاوقات العصيبة يستحيل الفن والثقافة والموسيقى ضرورةً أكثر من أي وقتٍ مضى لأنها تمدنا بالأمل والفرح فعبر الموسيقى نجد قواسم مشتركة بين الثقافات المختلفة ونصنع صداقات جديدة ونسلك طرقاً غير مكتشفة. تعطي السفارة الاميركية الأولوية القصوى لدعم الفنّ والثقافة في لبنان، سواء عبر دعم مهرجانات الأفلام أو الموسيقى أو الرقص، ونحن بذلك نحرص على توفير هذه الفنون الجميلة للجمهور اللبناني على اختلافه. لقد رددت مراراً شعار: "معاً نواجه" ولعلّ هذه الامسية خير دليل لهذا الشعار الذي تبنيته منذ وصولي الى لبنان، فهل أجمل من هذا التزاوج الفنّي بين الاوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية والتينور الأميركي الذي سينقلنا الى عالم من الجمال والرقي؟ ومع أنني أعرف أن أمسية واحدة غير كفيلة بتغيير الواقع الصعب الذي تمرون به اليوم كلبنانيين، إلا أنني اكيدة من أنها ستمدكم اليوم بما يكفي من الأمل وراحة النفس التي تصبون إليها".


السفيرة الأميركية دوروثي شيا مع رئيس الجامعة الأميركية فضلو خوري


على مدى ساعة ونصف تقريباً انتقل الحضور الى عالمٍ آخر بعيداً عن الجائحة ومآسي الاقتصاد المنهار والبلد المتهالك، وطوال الامسية برهنت الاوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة الاب معتوق أنها قادرة على مضاهاة الاعمال العالمية فكان أداؤها أكثر من رائع، أما سوانسون فأذهل الحضور بقدرته على أداء أجمل ما في الاوبرا بصوتٍ جهوري تكاد لا تصدّق أنه يصدر من شابٍ يافع لهذه الدرجة. جمهور "بيروت ترنم" على موعد مع مزيد من الجمال والرقي طوال الشهر فلا تدعوا هذه الامسيات تفوتكم لانها بلا شك تمسح عنكم كرب الروتين اليومي وأحزانه.