"فيلوكاليَّا" ترنم الميلاد في بيروت

02 : 00

جوقة "فيلوكاليّا" ترنّم للميلاد في كاتدرائية مار جرجس للموارنة (رمزي الحاج)

أجواء ميلادية مميزة نشرتها جوقة "فيلوكاليَّا" أمس في كاتدرائية مار جرجس للموارنة، حيث تتواصل الاحتفالات بمهرجان "بيروت ترنم" الذي يمتدُّ طيلة الشهر الميلادي، بأمسياته الدينية التي تتضمن ترانيم وبرامج موسيقية كلاسيكية في كل كنائس بيروت.


البطريرك الراعي ولفيف من المطارنة


لطالما شكلت الجوقات الركن الاساسي لـ"بيروت ترنم"، وبعد الأمسية التي أحيتها أمس الأول جوقة "Kousan" الأرمنية اللبنانية التي يعود تأسيسها إلى مطلع القرن الماضي على يدّ المؤلف الأرمني كوميداس، حيث قاد كريكور ألوزيان مجموعته المؤلفة من خمسين منشداً ومنشدة وعازف الفلوت (والدودوك) كيفورك كيشيشيان وعازف البيانو أرين دونيريان، ضمن برنامج مجموعة كبيرة من العناوين التراثية الأرمنية والكلاسيكيات العالمية، بالإضافة إلى أخرى لمؤلفين أرمن وبعض المقتطفات من الريبرتوار الكلاسيكي الغربي (هاندل، ستراديلا)، ملأت أمس جوقة "فيلوكاليَّا" بقيادة الاخت مارانا سعد (غناء منفرد للينا فرح وفادي خليل) قاعة كاتدرائية "مار جرجس" فرحاً وأملاً بأمسية تحت عنوان "The love of beauty" مرنمةً "رنّمي أيّتها السماوات"، "هيّا معي من لبنان"، "بشارة العذراء"، "أعطنا ربّي"، "يا ميلاد"، "يا يوسف النّجار"، "Ave Maria"،"Minuit, Chrétiens" وغيرها، بحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والمطران بولس عبدالساتر راعي أبرشية بيروت للموارنة والمطران انطوان بو نجم راعي أبرشيّة أنطلياس المارونية، وعشاق الموسيقى الذين حضروا الى الكنيسة خاشعين ومرنمين للأمل. كما بثت الأمسية عبر مواقع التواصل الإجتماعي للمهرجان فتمكن أكبر عدد ممكن من محبي الموسيقى من المشاركة.


لينا فرج

الى ذلك، يقدّم المهرجان اليوم لمحبّي موسيقى الحجرة أمسية تحييها عازفة التشيلّو الإسبانية بياتريث بلانكو وزميلها الإيطالي فيديريكو بوسكو في كنيسة "القديس يوسف" (مونو)، ضمن برنامج دسم مع السوناتة الثالثة لبيتهوفن والسوناتة الوحيدة لسيزار فرانك، بالإضافة إلى مقطوعات للتشيلّو والبيانو للمعلّمة الفرنسية ناديا بولانجيه والنمسوي المغدور أنطون فيبرن.


مديرة المهرجان ميشلين أبي سمرا



جـــــوقـــــة "فـــــيـــــلـــــوكـــــالـــــيَّـــــا"


يستغرب البعض ويتساءل عن ماهيّة هذا الإسمِ الجديد (فيلوكاليّا)، تقول الأخت مارانا سعد، مضيفةً: "حكاية هذا الإسم ما هي إلا وحي روحيّ يحكي ما يكنّه القلبُ للقلبِ لأنَّ الموسيقى هي حديث القلوب. وهي كالحبّ عمَّ تأثيرُها الناس".

يعني اسم "فيلوكاليَّا" باللغة اليونانيّة حبّ الجمال، وهذا ليس فقط حبّ الجمال الفنّي الخلَّاق بقدر ما هو الجمال الأسمى والسّرمديّ أي الله. "فيلوكاليَّا" أو حبّ الجمال هي التطلُّع إلى الله ولمس جماله الأسمى المتجسّد بابنه يسوع المسيح، الإله الحقّ والإنسان الحق، بوجهه المشعِّ والخلاب الذي أبهر وألهم معظم العلماء والفنانين والقديسين، وفي طليعتهم القديسة رفقا.


الأخت مارانا سعد


مارسَت جوقةُ "فيلوكاليَّا" بإدارة الأخت مارانا سعد نشاطها تحت اسم جوقة معهد القدّيسة رفقا منذ سنة 2010 حتى سنة 2018 وصنعت اسمها في الساحة الموسيقيّة اللبنانيّة والمارونيّة السريانيّة وذلك من خلال إحياء الاحتفالات الدينيّة والفنية والوطنية الاجتماعيّة. شهدت جوقة معهد القديسة رفقا عبر السنين تطوّراً موسيقياً تقنيّاً ملحوظاً، فإلى جانب الموسيقى المقدَّسة، ابدعت في غناءِ التراث والفولكلور اللبناني ولا سيَّما الموشّحات العربيّة والموسيقى الكلاسيكيّة المتعدّدة الأصوات (polyphony) فأصبحت مرآةً لصورة لبنان الحضارية، كما ساهمت في إحياء الموسيقى العربيَّة بتقنيَّات عالية ونشر ثقافة الغناء الكلاسيكي في لبنان والعالم. إنَّ الهدف من اسم الجوقة الجديد هو الخلق الفنِّيّ ووضع نقاط تحوّل في قواعد الروحانيّة والإنسانيَّة، وذلك من خلال زرعِ روحٍ مُميَّزة، متألِّقة، مهيمنة ومُلهمة، في أرجاء العالم الذي يحيط بنا؛ فالجوقة ما هي الا وسيلة أو آلة لتحقيق الجمال بين يديّ الله وذلك بهدف نشر ثقافة جمال الروح ومزجها بالجمال الفني الموسيقي، الثقافي والإجتماعي.


إلى جانب ازدواجيّة الجمال الروحيّ والفنّي، تتميّز جوقة "فيلوكاليّا" بالانفتاح على الثقافات الفنيَّة الكثيرة والحضارات والأديان بتنوعها وتغنيها بالنّعم الروحيّة الممنوحة من روحِ الله فتتجدَّدُ الكنيسة بالجودةِ والجمال والخير. الموسيقى هي النِّعمة البهيَّة أو العطيّة السامية التي نتغنَّى بها، فيعبّر أعضاء الجوقة، "الفيلوكاليون"، بالقولِ والفعل والموسيقى، وتكون الأخيرة وسيلة ورسالة للوصول إلى الأنجلة الجديدة.

في المقابل، تهدف "فيلوكاليّا" المتجذّرةً في ثقافة وتقليد الكنيسة المارونيّة الى إبراز الفنّ بجميع أبعاده، وتشجيع الشّباب على الإنتاج الفنّي والثّقافي، وتحفيز التّعاون بين الفنّانين، تحسين وضع الفنّانين والحرفيّين الإقتصادي والإجتماعي، الدّفاع عن حقوق الفنّانين العينيَّة والمعنويَّة، تعزيز التّراث السّرياني وإبراز دوره الفعّال من خلال المحافظة عليه باللغة، الأدب، الفنّ والموسيقى.

MISS 3