طوني كرم

الرأي العام والقضاء أمام الإمتحان اليوم في بعبدا...

سعيد من قرطبا: هذه المنطقة لن تركع يوماً إلا لله وليس لـ"حزب الله"!

13 كانون الأول 2021

02 : 00

"الشكوى من قِبل تنظيم لا يؤمن بالقضاء ما هي إلّا تحريض على قتلي واغتيالي"

قدّم رئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد مرافعة علنية أمام الرأي العام والمؤيدين لخياراته السياسية الذين توافدوا من جميع المناطق لحضور اللقاء الصحافي الذي عقده في دارته في قرطبا أمس، قُبَيْل مثوله اليوم (الإثنين) أمام القضاء في الشكوى المقامة بحقّه من قبل "حزب الله" ممثلاً بالنائب إبراهيم الموسوي بتهمة "التحريض على الحرب الأهلية".

وحضر اللقاء النائب السابق منصور غانم البون، مفوض الحكومة السابق لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، رئيس اقليم جبيل الكتائبي رستم صعيبي، منسق قضاء جبيل في حزب القوات اللبنانية هادي مرهج، محمد قصب ممثلاً بهاء الحريري، رشا الامير شقيقة الشهيد لقمان سليم، اهالي شهداء تفجير المرفأ، رؤساء بلديات ومخاتير، وفاعليات روحية واجتماعية ونقابية ومناصرون من كافة المناطق اللبنانية.

وأوضح الدكتور سعيد لـ "نداء الوطن" أنّ طبيعة الدعوى سياسيّة، وليست شخصية وتأتي ضمن السياق الذي يقوم به "حزب الله" من أجل ترهيب معارضيه الداعين لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان. وعن التهديدات التي يشنها "الحزب" على القضاء، شدد على وجوب أن يعي الجميع، ومن ضمنهم القضاء أن ترهيب "الحزب" لا ينفع ولن يخيفنا ويمنعنا من قول قناعاتنا، وقال: "على الجميع أن يفهم أن لا احد مقطوع من شجرة. كما لـ"حزب الله" موقف سياسي داعم له، كذلك هناك مواقف سياسية أخرى ضدّ "حزب الله". وعلى القضاء اللبناني ان يأخذ في الإعتبار هذا الأمر".

ولفت سعيد إلى أن معارضي سلاح "حزب الله" عليهم الّا يخافوا لأنهم ليسوا لوحدهم في هذا العالم، مشدداً على أن هذه المنطقة "لن تركع يوماً إلا لله وليس لحزب الله".

الدكتور سعيد الذي عرض وثيقة تعود للعام 1976 موقعة من عائلته وأبناء المنطقة تؤكد محافظتهم على العيش المشترك طوال مسيرتهم الوطنية، شدد في كلمة له أمام الحشود التي غصّت بها دارته على أنّ "هذا اللقاء ليس على الاطلاق لقاء انتخابياً، بل هو سياسي بإمتياز مؤكداً رفض ابناء قضاءي كسروان وجبيل وكل الاحرار في لبنان بقاء الهيمنة والاحتلال الايراني للبنان".

وقال: "نحن نحترم القانون والقضاء والدستور ولن نتخلف عن اي تحقيق او نتمرد عليه لاننا لا نخاف ولا ننصاع لاي تهديد او تهويل".

واضاف: "دَعَوْتُكم إلى هذا اللقاء استناداً إلى حقّي الذَي يكفَلُه الدستورُ اللبناني والقوانينُ المرعيّةُ الإجراء، في قضيّةٍ لم تَعُدْ شخصيَّةً بمقدار ما أصبحتْ وينبغي أن تكون - هي وكثرٌ من أمثالها - "قضيّةَ رأيٍ عام"، ذلك أنّ "تُهمةَ التحريض على الحرب الأهلية" مِنْ جانبِ نائبٍ عن "كتلة حزب الله البرلمانية"، وباسم كتلة "الوفاء للمقاومة"، ومن قبل حزبٍ لا يؤمن بالقضاء - لا القضاء الدولي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولا القضاء الوطني في قضية انفجار مرفأ بيروت".

وأشار سعيد إلى أنّ "هذه الشكوى من قبل هذا التنظيم الذي لا يؤمن بالقضاء، ما هي في الواقع إلا تحريضٌ على قتلي واغتيالي، على قاعدةِ "الأمرُ لي" التي يُطبّقُها حضرةُ النائب وحِزبُه منذ مدة طويلة".

وتوجه الى السيد حسن نصرالله وحزب الله بالقول: "إسألوا يا أعضاء كتلة الوفاء للمقاومة، إسألوا أبناءَ المنطقة، إسألوا أهالي علمات ولاسا وأفقا، إسألوا أهالي مشان وحجولا وكل القرى، إسألوا أصحابِ الذاكرةِ البعيدةِ والقريبة، واسألوا المسلمين فيها قبلَ المسيحيين، أولم يحافظ هذا البيت على العيش المشترك طوال مسيرته الوطنية، لتعرفوا أن التُّهمةَ من جانب "قوّةَ الأمر الواقع" هذه تُخالفُ واقعَ الحال وحقيقته الساطعة وتؤكد أن حزب الله لا يعرف لبنان!".

وتابع: "برَبِّكُمْ قولوا لي: مَنْ يُحرّضُ على الحرب الأهلية، لقاء سيدة الجبل الذي أنتمي إليه، أم لقاء 14 آذار الذي قُتِل ولم يَقْتُل، أم لقاء البريستول الذي حرّر لبنان، أم لقاء قرنة شهوان الذي عمِل تحت عباءة البطريرك صفير، أم الذي يهدّدُ البِلادَ والعبادَ بمائةِ ألفِ مقاتل مزوَّدين بترسانةٍ مسلحة وصواريخَ ذكية؟! من الذي يهدد انا الذي اكتب تغريدة صباح كل يوم ام الذي ينشر مئة الف صاروخ ايراني في لبنان وبإمرة ايرانية؟ مَنِ الذي يحرِّضُ على الحرب الأهلية، هذا البيت المدافعِ دوماً عن الدولة وسيادتِها واستقلالِها وشرعيّتِها، أم الذي يُقيمُ دولةً داخلَ الدولة ويُجري قوانينَه الخاصّة والإعتباطيّة على الناس؟!". وتوجه الى اللبنانيين بالقول: "لقد انصاعَ لقوةِ الأمرِ الواقعِ هذه بعضُ الناسِ والمُغرَّرِ بهم، وبعضُ القوى السياسيةِ الخائفةِ أو الطامعة، وحتى بعضُ الدول الكبرى... ولكنَّ ذلك كلَّه لم يَحجُبْ حقيقةَ الأمر، أنَّ السلاحَ الخارجَ عن سلطةِ الدولةِ والقانون، وعن قرارات الشرعيات الوطنية والعربية والدولية، هو أصلُ المشكلةِ وفَصْلُها، من السيادة إلى الأزمة المعيشيةِ الخانقة وغيرها من المشاكل!".

وتوجه الى الحاضرين قائلاً: "أنتم لستم وحدكم في هذا العالم تعارضون سلاح حزب الله، ممنوع ان يخاف احد منكم، لسنا وحدنا في هذا العالم لاننا اصحاب حق والذي يكون مع لبنان ومع الحق كل العالم يكون معه، وقد تجرَّأ على المجاهرةِ بهذه الحقيقة مؤخراً البيان الفرنسي-السعوديُّ المشترك الصادرِ عن لقاء الرئيس الفرنسي ووليّ العهد السعوديّ".

وقال: "ذنبي، في نظر هذا الادّعاء أنّي لم أخَفْ ولم أطمع، ولم اذهب إلى الحزب حتى أصبح نائباً أو أحصل على أي موقع، ولم أكُنْ من المُغرَّرِ بهم، وجاهرتُ بما يمليه عليِّ واجبي الوطني وتاريخي، وإن هذه المنطقة لن تركع يوماً إلا لله وليس لحزب الله!".

وأضاف:"نعمْ، أنا ذاهبٌ إلى المثولِ أمامَ القضاء غداً (اليوم)، محصَّناً بحقوقي وبالحقائق الساطعة، ومعوِّلاً على ما تبقَّى من نزاهةِ القضاء وصدقيَّته، لستُ أمامَ امتحانٍ صعب، بل القضاءُ نفسه أمامَ هذا الامتحان، لستُ أمامَ امتحان، بل الرأيُ العامُ اللبناني أمامَ هذا الامتحان!

وفي الختام، شدد سعيد على ضرورة تشكيل جبهة معارضة للاحتلال الايراني عابرة للطوائف قبل الحديث عن الانتخابات النيابية وغيرها.


MISS 3