الخوري يوسف أبي صعب... "محطّات من تاريخ لبنان"

01 : 34

نظم مركز فينيكس للدراسات اللبنانية في جامعة الروح القدس - الكسليك ورابطة آل أبي صعب - الكفور ندوة بمناسبة صدور كتاب الخوري يوسف أبي صعب "محطات من تاريخ لبنان"، من إعداد الدكتور الياس القطار ومن منشورات المركز في حرم الجامعة، شارك فيها نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، النائب البطريركي العام على أبرشية جونية المارونية المطران أنطوان نبيل العنداري، القائم بأعمال سفارة منظمة فرسان مالطا في لبنان فرنسوا أبي صعب، كما حضر الندوة حشد من الأساقفة والمشايخ والنواب وفاعليات دبلوماسية وقضائية وروحية ونقابية وحزبية وعسكرية وسياسية وتربوية وبلدية واختيارية وإعلامية ومدنية، بالاضافة إلى عائلة الخوري يوسف أبي صعب وأصدقائها.

وأشار القصيفي في كلمته الى "أهمية الجو القروي الأصيل الذي ترعرع فيه الخوري يوسف في بلدته الكفور"، كاشفاً أنه "كان شديد الذكاء يحدوه حب الاطلاع والمعرفة، ويتمتع بذاكرة مدهشة، وبباصرة تلتقط أدق التفاصيل، وأذن تعرف كيف تنصت، وبعقل يجيد المقارنة والمقاربة، وبإرادة مصممة على وجوب ألا يكون صفراً على شمال الحياة، بل في صميمها. ودفعه حبه لبلدته إلى أن يسارع إلى كتابة تاريخها".

أضاف: "الخوري يوسف مفخرة كفورية، أنقذ ذاكرة البلدة من التلف والنسيان، وأسس لمن يأتي بعده، مهيئاً الطريق لمتابعة كتابة تاريخ هذه البقعة المباركة من فتوح - كسروان، الذي أنعم الله عليها بالموقع الرائع المطل على جمالات لا تحيط بها عين، ولا تستوعبها لوحة مبدع، وأكثر العدسات دقة أنه قامة كهنوتية، وطنية، علمية، تربوية، حفرت صخرة نجاحها بإبرة الطموح والايمان الذي يزلزل الجبال من مواضعها".

من جهته، لفت رئيس بلدية الكفور أنطوان حنا أبي صعب الى أنّ "ما تعلمناه من "أبونا يوسف" وما تركه من أثر فينا، هو أن الثقافة لا تحتاج إلى كثير من الدراسة في المدارس والجامعات. وأن المرء يستطيع باجتهاده الخاص أن يحصل العلوم التي يريدها، إن أرادها أما ما تركه هذا الكاهن الوقور والقديس من أثر فينا، فهو صورته البهية، صورة الكاهن المليء حكمة ومعرفة وروحانية".

ورأى القطار أنّ "انتماء الخوري يوسف كان لبنانياً يعلو فيه على المجموعات الطائفية والدينية، داعية وحدة وطنية. وكان بحسه العملي، يسعى لتدعيم مداميك لبنان اللبناني بأبحاث تكشف طبيعته وجوهره، وتحترم ديمقراطياً رغبة الغالبية من بنيه عند إعلان لبنان الكبير".واعتبر أنّ "بحث الخوري يوسف أبي صعب لم يصبّ فقط على مواضيع متفرقة من التاريخ الماروني والمسيحي، بل تعدى ذلك إلى تاريخ الدروز وتاريخ الأمير فخر الدين وتاريخ عائلة بيت جنبلاط، خصوصاً مع كمال جنبلاط وتجربته الاشتراكية. فهو كغالبية أهل جبل لبنان كان مقتنعاً بأهمية الثنائية المسيحية الدرزية. وكان مهتماً بظاهرة كمال جنبلاط حين أعلن فيها عن حركته الاشتراكية التي ساهم فيها العديد من المسيحيين، قبل أن تتقوقع على ذاتها وتصبح طائفية درزية. وككاهن توقف عند ظاهرة القديس شربل، وتقصد نشر مقالته عنه في صحيفة درزية الطابع، لإفهام من يجب إفهامه بأن شربل ليس قديساً للموارنة فقط".

أما المطران العنداري فقال: "أحبّ الخوري يوسف التاريخ، شأنه شأن العديد من أهل زمانه، وإن لم يكن عالماً بالضوابط الأكاديمية كالمنهجية في الكشف عن الأحداث. فكتب بقلبه وفكره وقلمه، وانتقد البعض من الأدباء والمؤرخين مصوباً ومستدركاً التصحيحات التي رآها واجبة. أما موهبته في إبراز الحجج ووضع شجرات العائلات وأسرها فكان يزينها بالرسومات المناسبة كفروع عائلات أبي صعب الفغالية القاطنين في الكفور-كسروان، وآل الدحداح وعلام وعيراني وبني مشروقي وسواهم".

واختتمت الندوة بتوقيع الكتاب وشرب نخب المناسبة، بالاضافة إلى افتتاح معرض وثائق ومخطوطات من مجموعة الخوري يوسف أبي صعب.


MISS 3