هل ترفع "أوميكرون" حالات الاستشفاء حول العالم؟

02 : 00

السلطات الصينيّة تقوم بحملات تعقيم مكثّفة في الأماكن حيث يثبت تسجيل إصابات (أ ف ب)

على الرغم من اعتماد دول عدّة سياسات وقائية جديدة عبر فرض قيود صارمة للحدّ من التفشّي السريع لـ"أوميكرون"، حذّرت منظمة الصحة العالمية أمس من أن المتحوّرة الجديدة من "كورونا" ستتسبّب "بعدد كبير من حالات الاستشفاء". وقالت المسؤولة الكبيرة في منطقة أوروبا في منظمة الصحة كاثرين سمالوود لوكالة "فرانس برس": "سيؤدي الإنتشار السريع لـ"أوميكرون" كما نشهد راهناً في دول عدّة، وحتى لو كانت تتسبّب بمرض أقلّ خطورة بقليل، إلى عدد كبير من حالات الاستشفاء، لا سيّما في صفوف غير الملقحين".

ودعت الخبيرة الصحية إلى التعامل مع البيانات الأولية التي تُشير إلى احتمال أقل بدخول المستشفى "بحذر"، لأنّ الحالات المرصودة حتى الآن شملت خصوصاً "شباباً في صحة جيّدة في بلدان حيث نسبة التلقيح عالية".

وفي السياق، أقرّ الرئيس الأميركي جو بايدن بأنّ بعض المستشفيات في الولايات المتحدة يُمكن أن تُعاني من "إجهاد" بسبب كثرة المصابين، مؤكداً في الوقت نفسه أنّ البلاد مستعدّة جيّداً لمواجهة ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس، وداعياً مواطنيه إلى عدم الإستسلام للذعر.

ويرى بعض الخبراء أن العدوى الكبيرة قد تتغلّب على ميزة أن المتحوّرة أقلّ خطورة من سابقاتها، في وقت تُعلن فيه دول عدة تسجيل مستويات إصابات قياسية منذ بداية الجائحة، خصوصاً في أوروبا حيث نسب التلقيح عالية.

ويخضع عشرات الملايين حالياً لتدابير الحجر المنزلي في الولايات المتحدة وأوروبا، بحسب التقديرات الأخيرة لمعهد "قياسات الصحة العامة" التابع لجامعة واشنطن.

وتوقع المعهد أن يتضاعف هذا العدد ثلاث مرّات أو أكثر خلال الأسابيع المقبلة، فيما يُرجّح أن يصل عدد المصابين بـ"أوميكرون" إلى 3 مليارات حول العالم بحلول نهاية الفصل الأوّل من العام المقبل، وهو ما يُعادل مجمل الإصابات العالمية خلال العامَيْن الماضيَيْن.

ولا يستبعد خبراء ألّا ينجو أحد من هذه المتحوّرة الأخيرة للفيروس التاجي. ويجهل الخبراء أيضاً ما إذا كانت درجة الخطورة الأقلّ متأتية من خصائص المتحوّرة في ذاتها أو أنها مرتبطة بمجموعات من السكان المحصّنين جزئيّاً، إن من خلال تلقي اللقاح أو إصابة سابقة بالفيروس.

وفي ظلّ هذا الغموض، أقرّت دول عدّة قيوداً جديدة، بينها الصين التي فرضت الحجر على عشرات آلاف الأشخاص الإضافيين في وقت تُسجّل فيه البلاد أعداداً قياسية من الإصابات قبل أقلّ من 40 يوماً من دورة الألعاب الشتوية في بكين. وخضعت مدينة شيآن في شمال الصين أمس، لليوم السادس توالياً، لحجر صارم بعد فورة وبائية محدودة.

وعلى بُعد 300 كيلومتر منها، تلقى عشرات آلاف السكان في منطقة من مدينة يانان، بدورهم، تعليمات بملازمة المنازل، في حين طلب من الشركات إغلاق أبوابها. وسجّلت الصين الثلثاء 209 إصابات جديدة، في أعلى مستوى منذ 21 شهراً.

توازياً، خفّضت السلطات الصحية الأميركية فترة الحجر الصحّي للمصابين بـ"كوفيد" الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض إلى النصف، أي من 10 إلى 5 أيام.

وأكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" في بيان أنّ "هذا التغيير مبرّر علمياً"، مشيرةً إلى أنّ غالبية الإصابات تحصل خلال يوم أو يومَيْن قبل ظهور الأعراض وبعد يومَيْن أو ثلاثة أيام من ظهورها.

كما خفّضت "سي دي سي" فترة العزل الصحّي لغير الملقّحين ضدّ "كوفيد" والذين يثبت أنّهم خالطوا أشخاصاً مصابين بالفيروس، من 14 يوماً إلى 5 أيام، بشرط أن يلتزموا بوضع الكمامة الواقية طوال أيام العزل الخمسة، إذا لم يكونوا بمفردهم. أمّا المخالطون الملقّحون ضدّ الفيروس فلا حاجة لهم للإلتزام بعزل صحّي.

وفي قطر، علّق المزوّد الرئيسي لخدمات الرعاية الصحية إجازات موظّفيه العاملين في أقسام مرتبطة بـ"كورونا"، في ظلّ ارتفاع أعداد الإصابات بالمرض المُعدي بشكل سريع في الإمارة.


MISS 3