"ختامها مسك". بهذه العبارة يمكن تلخيص الاحداث الرياضية لهذا العام، نتيجة الصراع على لقب بطولة العالم للفورمولا واحد لموسم 2021، والذي آل في نهاية المطاف الى الهولندي ماكس فيرشتابن، بتتويجه بطلاً للمرة الاولى في مسيرته، بعدما حسم اللقب في اللفة الاخيرة من الجولة الاخيرة.
هي سنة "مفردة" الـ2021، لكنها كانت مليئة بالاحداث الرياضية بعدما "ورثت" عن سلفتها الـ2020 معظم البطولات المؤجلة بسبب جائحة كورونا.
الالعاب الأولمبية الصيفية "طوكيو 2020"، بطولة اوروبا 2020، بطولة أميركا الجنوبية "كوبا أميركا 2020"... كلها كانت مبرمجة للعام الماضي، وهو العام المزدوج الذي يحتضن معظم المسابقات والاحداث الدولية، لكنها كانت سنة "كورونا" بامتياز، فتأجلت الى العام 2021، الذي شهد ايضاً تتويج تشلسي الانكليزي بدوري ابطال اوروبا، ميلووكي باكس بلقب الـ"أن بي آي"، عودة البرتغالي كريستيانو رونالدو الى مانشستر يونايتد، والأهم "الطلاق" بين برشلونة الاسباني والارجنتيني ليونيل ميسي الذي انتقل الى سان جرمان الفرنسي، وأنهى العام بـ"كرة ذهبية" سابعة.
المهم ان هذا العام، وهو يلفظ انفاسه، ضربته عدوى الجائحة مجدداً، فتأجلت مباريات عدة في عدد من الدوريات الاوروبية الكروية، خصوصاً الدوري الانكليزي، وفي الدوري الاميركي للمحترفين في كرة السلة، كما أصاب عدداً من لاعبي كرة المضرب.
فورمولا واحد
طغت بطولة العالم للفورمولا واحد على ما عداها من الرياضات في العام 2021، بسبب الصراع الثنائي بين الهولندي ماكس فيرشتابن (رد بول) والبريطاني لويس هاميلتون (مرسيدس)، والذي فرض موسماً يعتبر من الأكثر إثارة في تاريخ البطولة، حسمه فيرشتابن في اللفة الاخيرة من السباق الاخير على روزنامة العام، في جائزة أبو ظبي، حارماً هاميلتون من تتويج ثامن تاريخي. ودخل السائقان السباق الـ22 الأخير وهما على المسافة ذاتها من حيث عدد النقاط، في سيناريو لم يحصل في البطولة منذ العام 1974. ولولا تعادُل السائقين نقاطاً قبل الجولة الاخيرة، ولولا التجاوز الناجح للهولندي على البريطاني في اللفة الاخيرة من المرحلة الختامية، ولولا تتويج فيرشتابن ليكون اول هولندي يحرز اللقب، لكانت بطولة الفورمولا واحد شهدت موسماً عادياً. وكان هاميلتون في طريقه لحسم لقبه الثامن والانفراد بالرقم القياسي الذي يتقاسمه مع الأسطورة الألمانية مايكل شوماخر (7 لكل منهما)، لكن حادثاً للكندي نيكولاس لطيفي (وليامس)، فرض دخول سيارة الأمان للفات الاربع الاخيرة، فمنحت فيرشتابن لفة واحدة لمحاولة تجاوز غريمه ونجح في استغلالها على أكمل وجه.
وتقدّمت إدارة مرسيدس باستئنافين معترضة على إجراءات دخول سيارة الأمان، لكن الاتحاد الدولي لرياضة السيارات "فيا" رفضهما.
ومع ختام الموسم، أعلن الفنلندي كيمي رايكونن والايطالي انطونيو جيوفيناتزي اعتزالهما.
أوجييه مجدداً
وفي بطولة العالم للراليات، توّج الفرنسي سيباستيان اوجييه (تويوتا) بطلاً للعالم للمرة الثامنة.
وقد يكون هذا التتويج الاخير بالنسبة الى اوجييه (38 عاماً)، لأنه سيكتفي بخوض عدد محدد من السباقات مع تويوتا الموسم المقبل، من اجل تكريس المزيد من الوقت لعائلته وتحقيق حلمه بخوض سباق 24 لومان الفرنسي الشهير.
وسيبقى أوجييه على بعد لقب واحد من الرقم القياسي لمواطنه سيباستيان لوب بطل العالم تسع مرّات.
بن سليّم "تاريخي"
على صعيد آخر، انتُخب الإماراتي محمد بن سُليّم رئيساً للاتحاد الدولي للسيارات "فيا" خلفاً للفرنسي جان تود الذي شغل منصبه منذ العام 2009.
وبات بن سليّم أوّل رئيس غير أوروبي يتسلم سدة رئاسة أعلى هيئة تشرف عللى رياضة السيارات منذ تأسيسها في العام 1904.
الألعاب الأولمبية
أقيمت دورة الالعاب الاولمبية الصيفية في العاصمة اليابانية طوكيو، في الفترة بين 23 تموز و8 آب، بتأخير عام كامل، بسبب جائحة كورونا، وشهدت تنافساً كبيراً بين الرياضيين والرياضيات، بلغ أوجّه في اليومين الاخيرين من الالعاب، بعدما نجحت الولايات المتحدة في انتزاع صدارة ترتيب الميداليات من الصين بفارق ذهبية واحدة (39 مقابل 38).
وكانت الدورة، التي شهدت حفل افتتاح اسطورياً وغاب عنها الجمهور من خارج اليابان، على موعد مع تسجيل عدد من الأرقام القياسية، خصوصاً في مسابقتي السباحة وألعاب القوى، لكنها شهدت ايضاً عدداً من الاخفاقات، أبرزها لبطلة الجمباز الاميركية سيمون بايلز.
أوروبا 2020
بعد تأخير لعام بسبب كورونا، اقيمت بطولة امم اوروبا بين 11 حزيران و11 تموز كما كان مخططاً لها، من دون أي تعديل في البرنامج، وانما في الاماكن، بعد اعتذار عدد من المدن بسبب الجائحة.
اقيمت المباريات في 11 مدينة اوروبية احتفالاً بالذكرى الـ60 لتأسيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم "يويفا"، وكان اللقب من نصيب ايطاليا التي تغلبت على انكلترا 3-2 بضربات الترجيح، بعد التعادل 1-1 في المباراة النهائية التي اقيمت على ملعب "ويمبلي" في لندن.
وهذا اللقب القاري الثاني لايطاليا بعد الاول في العام 1968.
وتخلل البطولة حادث مؤسف للدنماركي كريستيان اريكسن، الذي تعرّض لأزمة قلبية خلال المباراة الاولى لبلاده امام فنلندا، وسقط ارضاً قبل ان تتم معالجته. ولاحقاً خضع لاعب انتر ميلان الايطالي لتركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب، لكنه غير معترف به في الدوري الايطالي، ما دفع اللاعب الى مغادرة الانتر.
كوبا أميركا 2020
لم تشذ بطولة أمم أميركا الجنوبية لكرة القدم، المعروفة أكثر بـ"كوبا أميركا"، عن غيرها من الاحداث الكبرى التي تأثرت بالجائحة، فتأجلت نسختها الـ47 من العام 2020 الى العام الحالي، وتحديداً الى الفترة بين 13 حزيران و10 تموز.
استضافت البرازيل هذه المسابقة التي كانت مقررة اصلاً في الارجنتين وكولومبيا في العام السابق. لكن الدولتين اعتذرتا عن الاستضافة بسبب الانتشار الكبير لفيروس كورونا في القارة الاميركية الجنوبية.
وللمرة الاولى منذ العام 1991، تجمع البطولة المنتخبات الـ10 في القارة الاميركية الجنوبية فقط، من دون مشاركة اي منتخب "ضيف" من خارجها.
وأحرزت الارجنتين لقبها الـ15 (تساوت بالالقاب مع الاوروغواي) بفوزها على البرازيل المضيفة 1-صفر في المباراة النهائية التي اقيمت على ملعب ماراكانا الشهير، وهو اللقب الرسمي الاول للنجم الفذ ليونيل ميسي مع منتخب بلاده الاول.
طلاق" ميسي وبرشلونة
لم يكن أحد يتوقّع ان يتم الطلاق بين الارجنتيني ليونيل ميسي ونادي برشلونة الاسباني، الا ان "البرغوث" غادر "كامب نو" بعد 20 عاماً متوّجاً بمختلف الالقاب، وانضمّ الى باريس سان جرمان الفرنسي.
ويضاف انتقال ميسي الى انتقال "عدوّه اللدود" البرتغالي كريستيانو رونالدو من جوفنتوس الايطالي الى ناديه السابق مانشستر يونايتد الانكليزي.
من جهة ثانية، رصَّع ميسي سجله الناصع بالألقاب والجوائز بكرة ذهبية لأفضل لاعب كرة قدم في العالم التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، هي السابعة في مسيرته الاحترافية، لكنها لقيت انتقادات واسعة.
وأضاف ميسي جائزة هذا العام إلى نسخ 2009 و2010 و2011 و2012 و2015 و2019، بقميص برشلونة.
وتفوق ميسي على البولوني روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، والايطالي جورجينيو لاعب وسط تشلسي الإنكليزي.
ومن ابرز الاحداث التي شهدها العام 2021، تتويج تشلسي الانكليزي بلقب دوري ابطال اوروبا للمرة الثانية في تاريخه، بعد العام 2012، بفوزه على مواطنه مانشستر سيتي 1-صفر في المباراة النهائية.
وجاء تتويج تشلسي بقيادة المدرب الالماني توماس توخل، الذي تسلّم مهامه في تشلسي في منتصف الموسم بعد اقالته من تدريب سان جرمان الفرنسي.
في اسبانيا، تعرض الارجنتيني سيرجيو اغويرو، الذي انتقل الى الفريق الكاتالوني من مانشستر سيتي، لأزمة قلبية أجبرته على الاعتزال.
في كرة السلّة، تُوّج ميلووكي باكس بلقب الدوري الاميركي للمحترفين، بعدما حسم سلسلة النهائي 4-2 من أصل 7 مباريات بمواجهة فينيكس صنز. وهو اللقب الثاني لباكس في البطولة، والأوّل منذ 50 عاماً.
في كرة المضرب، توزّعت القاب دورات "الغراند سلام" الكبرى كالتالي: دورة استراليا للصربي نوفاك ديوكوفيتش واليابانية ناومي اوساكا، رولان غاروس الفرنسية لديوكوفيتش والتشيكية باربرة كرييتشكوفا، ويمبلدون البريطانية لديوكوفيتش والاسترالية آشلي بارتي، وفلاشينغ ميدوز الاميركية للروسي دانييل مدفيديف والبريطانية ايما رادوكانو.
في الدراجات الهوائية، احتفظ السلوفيني تادي بوغاتشار بلقب دورة فرنسا الدولية، بعدما نجح في انهاء السباق الذي شمل 21 مرحلة، بالقميص الاصفر وبصدارة الترتيب العام.
