محمد دهشة

الباصات و"فانات" المازوت... على خط الاعتراض

12 تشرين الأول 2019

01 : 10

تتدحرج الأزمات المعيشية في "العهد القوي" و"حكومة إستعادة الثقة"، وتكبر يوماً بعد يوم ككرة الثلج، تؤرق المواطنين في يومياتهم من دون أن تشق طريقها للحلول، تتراكم وتكاد تخنقهم، فتتلاحق التحركات الاحتجاجية، من أصحاب شركات المحروقات ومحطات الوقود، إلى أصحاب المخابز والأفران، فيما تترنح أسعار "الأدوية والمواد الاستهلاكية"، تحت ضغط سعر صرف الدولار، كلها تدق ناقوس الخطر من الانهيار المقبل.

ودخل أصحاب وسائقو الباصات و"فانات" الأجرة العاملة على المازوت على خط المحتجين، ورفعوا الصوت الاعتراضي احتجاجاً على قيام عناصر قوى الأمن الداخلي بملاحقتهم وتوقيف بعضهم وحجز سياراتهم ومنعهم من العمل.

نظموا اعتصاماً داخل الموقف المخصص لهم خلف قصر العدل القديم في مدينة صيدا، أقروا بمخالفتهم قرار وزارة الداخلية باستخدامهم محركات تعمل على المازوت، إلا أنهم اعتبروا ان القرار صدر في أوقات وظروف معينة وهي تغيرت مع مرور الزمن.

واحتشد المعتصمون أمام سياراتهم، مستنكرين قيام القوى الأمنية بملاحقتهم وتحرير محاضر ضبط بحقهم، لا يقل قيمة المحضر عن 1500 دولار، في ظل غلاء مادة البنزين وفي وقت تمر فيه البلاد بظروف اقتصادية صعبة.

وطالب المعتصمون بـ"تشريع العمل بالمازوت مثل العديد من الدول"، متسائلين "لماذا يسمح للشاحنات الكبيرة كالنقل الخارجي بالعمل ولا يسمح لنا بالعمل مثلهم، علما أننا الأقل ضرراً على البيئة من غيرنا"، مؤكدين "الاستمرار بالعمل كما هم، مهما كانت النتائج والعواقب".

وقال علي أبو حسين، أحد السائقين، إنّ هذا التحرك اليوم رمزي "وإذا لم تستجب الدولة لمطالبنا سنقوم بتحركات أكبر وأوسع وأشمل وفي مختلف المناطق". وقاطعه زميله أحمد: "إن ما يجري في البلد لم يعد يطاق، فالبنزين والمازوت الى إرتفاع دائم كل أسبوع، وما زلنا على المدخول نفسه، بل تراجع عن السابق، ولم يعد لدى المواطن سيولة مالية ولم نعد قادرين على التحمل، لقد بات يفضل السير على الأقدام على ركوب الحافلات".

ويلتقي عدد من السائقين عند التأكيد لـ"نداء الوطن" على تحمّل المسؤولين مسؤولية "ما وصلنا إليه فهم لا يشعرون بمعاناتنا اليومية وسعينا وراء قوت يومنا"، مشيرين إلى أنّ "صفيحة البنزين أكثر غلاءً من المازوت وهي تنفد بسرعة، بينما صفيحة المازوت تدوم أكثر، ما يوفر على السائقين المزيد من الأعباء المالية"، متسائلين: "هل توقّف التلوث البري والبحري وباتت مياه البحر والشواطئ نظيفة حتى لا يبقى اهتمام بيئي سوى بالباصات والحافلات؟".

وسبق هذا التحرك، "إضراب الساعة" الذي دعت إليه "جمعية تجار صيدا وضواحيها" في إطار حراك الهيئات الاقتصادية بالتوقف عن العمل لساعة واحدة، احتجاجاً على انهيار القطاع الخاص ومستوى معيشة المواطنين، تحت عنوان "معاً منعاً لانهيار القطاع الخاص"، حيث عبّر التجار عن نقمتهم من الأعباء المالية التي تثقل كاهلهم، ودعوا إلى تصعيد الحراك وصولاً إلى الإضراب والعصيان المدني، متسائلين بتأفف وغضب: "أين لبنان القوي الذي وعدنا به؟ وقد باتت أوضاعه اليوم "تحت الصفر" على كل المستويات المالية والاقتصادية والاجتماعية ويحتاج إلى عناية فائقة ومركّزة وإلى خطة إنقاذ حقيقية".

صيـــدا - محمد دهشـــة


MISS 3