جاد حداد

The Photograph... قصص حب بين الماضي والحاضر

6 كانون الثاني 2022

02 : 00

في البداية، تظهر شابة على الشاشة وتُعبّر عن ندمها على الماضي قائلة: "حبذا لو كنتُ بارعة في الحب بقدر براعتي في العمل. ليتني لا أتخلى عن الناس بهذه السهولة"! سنعرف أنها تتكلم في العام 1989 بفضل التاريخ الوارد في أسفل الزاوية اليسرى من الشاشة. سيكون سبب ألمها محور القصة في الدراما الرومانسية The Photograph (الصورة) للمخرجة ستيلا ميغي.

بعد انتهاء ذلك المقطع المسجّل تعود القصة إلى زمن الحاضر، حيث يلتقي "مايكل" (لاكيث ستانفيلد) بـ"أيزك" (روب مورغان) في ريف لويزيانا لإجراء مقابلة حول قصته عن المصوّرة "كريستينا إيمز" (شانتيه آدامز). يقول "أيزك" إنه يعرف هذه الفنانة قبل أن تصبح مشهورة في نيويورك، لكنه لا يكشف مدى عمق علاقتهما. ثم يتبيّن أن علاقة عاصفة جمعتهما وكادت تُغيّر حياتهما لكنها انتهت حين قررت "كريستينا" الرحيل إلى مدينة نيويورك الشاسعة. يريد "مايكل" إتمام مهمته على أكمل وجه، لذا يقرر أن يقصد "ماي" (إيسا راي)، وهي ابنة "كريستينا" التي أصبحت الآن مساعِدة مدير متحف "كوينز". سرعان ما يزيد اهتمامه بالقصة، فلا يقتصر بحثه على ذكريات والدتها، بل إنه ينضم إلى سلسلة الصحافيين الذين يقعون في حب مصدر معلوماتهم، وهي قصة تقليدية في عالم السينما. ينشأ رابط مميز بين "مايكل" و"ماي" بكل سهولة ثم تتأجج مشاعرهما. في الوقت نفسه، تكشف لهما أبحاثهما معلومات إضافية حول حياة "كريستينا" الماضية في لويزيانا في العام 1984 وهوية والد "ماي" الحقيقي.

ثمة جانبان للقصة: تتمحور الأحداث الأساسية حول اللقاء اللطيف بين الحبيبَين المعاصرَين "مايكل" و"ماي"، ومشاعر الحنين المشتقة من الماضي الذي جمع "كريستينا" و"أيزك". تتقاسم هاتان القصتان مدة العرض على مر الفيلم وتظهران على شكل مسارَين متوازيَين، ثم تلتقيان وتشكّلان دائرة كاملة في نهاية المطاف. كذلك، تحمل القصتان قواسم مشتركة بين الجيلَين، وهي تظهر عبر تشابك الصفات والمواقف في المرحلتَين. تخشى "ماي" مثلاً أن تُعبّر عن مشاعرها في معظم الأوقات، لكنها تبقى مندفعة بقدر والدتها ولا تتردد في الإصغاء إلى عواطفها. في الوقت نفسه، يتقاسم "مايكل" مع "كريستينا" نزعتها إلى تطوير مسيرتها المهنية، ويجازف هذا العامل مجدداً بفصل الثنائي الجديد إذا وافق "مايكل" على استلام وظيفة في لندن. من المؤسف ألا تحمل "ماي" الشغف نفسه، لكن كان هذا الاندفاع ليزيد تعقيد القصة البسيطة. السيناريو من كتابة ستيلا ميغي أيضاً، وهو متوقع بشكل عام لكنه مشوّق بما يكفي لمتابعة مشاهدة القصتَين حتى النهاية.



قد يكون بطلا القصة في الزمن الحاضر الثنائي الأساسي في الفيلم، لكن يسهل أن يتعلّق المشاهدون بقصة الحب الثانية في لويزيانا. تحمل هذه القصة أعلى نسبة من وجع القلب والألغاز. تشعر "كريستينا" بانجذاب خاص إلى نيويورك، لكن يريد "أيزك" بكل بساطة أن يبقى في لويزيانا، ثم ينفصلان وهما على مفترق طرق في حياتيهما. يتقاسم ستانفيلد وراي درجة من الكيمياء، لكن لا تصل العلاقة بينهما إلى مستوىً عالٍ من الشغف. تبدو راي متوترة طوال الوقت، على عكس ستانفيلد الذي يحافظ على هدوئه واسترخائه. يوحي الجو العام بأن الرجل هو أكثر اهتماماً بالعلاقة من المرأة. من الواضح أن أفلام الدراما الرومانسية تناسب ستانفيلد على أكمل وجه. تلمع عيناه حين يلمح حبيبته، وكأنه ينظر إليها للمرة الأولى، ويسترخي جسمه حين ينحني نحوها أو يتقرب منها. تبدو الرومانسية صادقة من جهته على الأقل. في بعض اللحظات، يسرق شقيق "مايكل" (ليل ريل هاوري) الأضواء في معظم المشاهد التي يقدّمها، فيضاهي أداء ستانفيلد الهادئ ولا يكف عن إبداء ردود حذقة.

تحت إشراف مدير التصوير مارك شوارتزبارد، يبدو الفيلم أشبه بعودة جميلة إلى الأفلام الرومانسية التي تترك أثراً إيجابياً لدى الجمهور بعد إنهاء المشاهدة. تحمل الموسيقى التصويرية توقيع روبرت غلاسبر وتؤجج الأجواء العاطفية في قصتَي الحب بين الماضي والحاضر. يفتقر بعض العناصر إلى السلاسة، لكن ستكون قصة الحب ممتعة بما يكفي لمحبي الأعمال العاطفية وهي تستحق المشاهدة خلال العطلة.


MISS 3