طوني كرم

أطباء الأسنان ينتفضون... رونالد يونس نقيباً

10 كانون الثاني 2022

02 : 00

النقيب يونس

وسط إقبال خجول، إستعاد أطباء أسنان لبنان حقهم الديمقراطي وإنتفاضتهم عبر إنتخاب الدكتور رونالد يونس نقيباً بـ 702 صوت خلفاً للنقيب روجيه ربيز، وخسارة المرشح المدعوم من أحزاب السلطة الدكتور الياس معلوف الذي نال 459 صوتاً، إلى جانب إنتخاب أعضاء جدد لمجلس النقابة بعدما فرض تكسير صناديق الإقتراع في 28 تشرين الثاني الفائت إلغاء العمليّة الإنتخابية بأكملها.

وفي إتصال مع "نداء الوطن"، شدد يونس على أن "هذا الإنتصار هو للديمقراطية والتغيير، وهو إنتصار واضح للقوى التغييرية"، رغم أن اللائحة التي ترأسها لم تتمكن من الفوز بكافة اعضائها، آملاً إبعاد التجاذبات السياسية عن عمل النقابة، موضحاً أنّ الفائزين من اللائحة المقابلة هم من المستقلين، ما يؤدي حكماً إلى التكاتف والتكامل بين الأعضاء بما يخدم النقابة والأطباء، ومن أجل تطوير عمل النقابة بما يحفظ كرامة أطباء الأسنان.

إختلف مشهد إدارة العملية الإنتخابية التي جرت في "بيت الطبيب" عن مشهد الفوضى الذي إرتبط بالإنتخابات السابقة. وبالرغم من الإجراءات الأمنيّة المشددة والتدابير الصارمة للحدّ من إنتشار "كورونا"، شارك 1560 طبيبا أمس في الإنتخابات، بعدما شارك في الدورة السابقة 2121 من أصل 4470 طبيبا يحق لهم المشاركة في إنتخاب النقيب وأعضاء مجلس النقابة، ومجلس إدارة صندوق التعاضد ولجنة التقاعد واللجنة التأديبية والذين يبلغ عددهم 20 عضواً. واللافت في هذه الدورة، إنتخاب النقيب وكافة الأعضاء لثلاث سنوات، بعد الإمتناع عن إجراء الإنتخابات في السنوات السابقة بسبب الأوضاع السياسية ووباء "كورونا"، ما حال دون إنتخاب الأعضاء الـ 3 أو 4 الذين إنتهت ولايتهم خلال السنوات السابقة.

وقد تنافس في الإنتخابات 3 لوائح وهي:

لائحة "نقابة أطباء الأسنان تنتفض" برئاسة الدكتور رونالد يونس المدعومة من تجمّع أطباء "مستقلّون منتفضون"، و"أطباء أسنان للتغيير"، وتحظى بدعم "القوات اللبنانية" وبعض مجموعات "17 تشرين"، وقد حصلت على 4 مقاعد في مجلس النقابة، بحيث نال كلّ من الدكاترة رونالد يونس 740 صوتاً، وأنطوان شوفاني 676، وباسكال الهبر 624 وطوني حرب 572 صوتاً.

أمّا لائحة "معًا للإنقاذ"، برئاسة الدكتور الياس المعلوف والتي عُرفت بلائحة السلطة المدعومة من "حزب الله" وحركة "أمل" وبعض أطباء "التيار الوطني الحر" رغم تشديد المعلوف على إستقلاليته، فحصلت على 6 مقاعد في مجلس النقابة. وهم كلّ من الدكاترة نديم أبو جودة 630 صوتاً، سامر الرفاعي 628، إيلي حايك 621، زياد مجاعص 602، الياس معلوف 601، وفيليب الحاج 565 صوتاً.

في حين لم يحالف الحظّ أيّ من أعضاء لائحة "نقابتي ثورتي"، برئاسة الدكتورة إميلي الحايك التي نالت 388 صوتاً فقط، والمدعومة من حزب "الكتائب" وبعض مجموعات "17 تشرين".

الدورة الأولى بدأت عند الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً، وقد استغرق فرز الأصوات يدوياً حتى الخامسة عصراً، بعدما كان مرجحاً أن تبدأ الدورة الثانية عند الثالثة ولغاية الخامسة والنصف عصراً، ما دفع بالعديد من الأطباء إلى المغادرة وعدم الإقتراع في الدورة الثانية التي بدأت عند الخامسة والنصف واستمرت حتى السابعة والنصف مساءً.

وعلى هامش الإنتخابات أشار أطباء الى ان بعض الزملاء إمتنعوا عن المشاركة في الإنتخابات بسبب الممارسات المعيبة التي حصلت في الدورة السابقة، وقد تركت آثارا سلبيّة عند الأطباء، في حين تقاطعت المطالب على ضرورة محافظة النقيب والمجلس الجديد على صندوقي التعاضد والتقاعد لما لهما من أهمية بالنسبة إلى الأطباء الذين يعانون كسواهم بسبب تردّي الأوضاع المعيشية. في حين برز مطلب تنظيم المهنة كأولوية عند الأطباء المتخرجين حديثاً، بما يتلاءم مع سوق العمل في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان، وتفعيل المحاسبة والرقابة المالية في النقابة، وتطوير المهنة عبر تفعيل المشاركة في المؤتمرات الدولية، إلى جانب الضغط على وزارة الصحة من أجل دعم المواد الطبّية المستوردة والتي تحول دون قدرة المواطنين على تكبّد بدل التكاليف الباهظة لدى أطباء الأسنان، ليبرز الإصرار على استعادة دور النقابة وإستقلاليتها عن السلطة بما يضمن الأهداف التي قامت عليها من أجل مصلحة الأطباء، وليس للتماهي مع السياسات الحكومية.


MISS 3