توقعات بإصابة أكثر من نصف الأوروبّيين خلال شهرَيْن

تفشّي "أوميكرون" يساهم في توطين "كوفيد"؟

02 : 00

مواطنون ينتظرون دورهم للحصول على اللقاح في ليما أمس (أ ف ب)

فيما تحتلّ "أوميكرون" المشهد الوبائي عالميّاً، توقعت وكالة الأدوية الأوروبّية أمس أن يُحوّل انتشار المتحوّرة الأكثر عدوى وباء "كوفيد" إلى "مرض متوطّن" يُمكن للبشرية أن تتعلّم التعايش معه، معربةً عن شكوكها في شأن إعطاء جرعة لقاح معزّزة رابعة، إذ إن "تكرار منح الجرعات ليس استراتيجية مستدامة".

وقال مسؤول إستراتيجية التلقيح في الوكالة ماركو كافاليري خلال مؤتمر صحافي: "لا أحد يعرف بالضبط متى سنبلغ نهاية النفق، لكنّنا سنصل إليها"، مضيفاً: "مع زيادة المناعة لدى السكان وانتشار "أوميكرون"، سيتوفر المزيد من المناعة الطبيعية بالإضافة إلى التطعيم، وسننتقل بسرعة نحو سيناريو أقرب إلى التوطن". لكنّه شدّد على أنه "يجب ألّا ننسى أنّنا ما زلنا في جائحة".

وفي سياق متّصل، رأى الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية أنه من المستحيل حاليّاً تصنيف الفيروس التاجي على أنه متوطّن مثل الإنفلونزا. وأكدت مسؤولة حالات الطوارئ في المنظمة في أوروبا كاثرين سمولوود أنه "ما زلنا أمام فيروس يتطوّر بسرعة كبيرة ويُشكّل تحدّيات جديدة. لذلك، نحن بالتأكيد لسنا على وشك أن نعتبره متوطّناً".

ووفق المنظمة، يُمكن أن يُصاب أكثر من نصف الأوروبّيين بـ"أوميكرون" في غضون شهرَيْن في ضوء "موجة المدّ" الحالية، في وقت حذّرت فيه منظمة الصحة من أن مكافحة الجائحة بجرعات معزّزة من اللقاحات الحالية ليست استراتيجية قابلة للإستمرار.

واعتبرت اللجنة المكلّفة الإشراف على اللقاحات المضادة لـ"كورونا" في المنظمة أن "ثمّة حاجة إلى تطوير لقاحات مضادة لـ"كوفيد" ذات فاعلية عالية للوقاية من الإصابة وانتقال العدوى وأشكال الإصابة الحادة والوفاة".

ورأت مجموعة الخبراء هذه أنّه "بانتظار توافر لقاحات كهذه ومع تطور الفيروس، ينبغي ربّما تحديث تركيبة اللقاحات المضادة لـ"كوفيد" المتاحة راهناً، لضمان استمرارها في توفير مستويات الحماية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية للوقاية من العدوى والمرض"، اللذَيْن تُسبّبهما المتحوّرات وبينها "أوميكرون".

تزامناً، كشف خبير الأمراض المعدية ومستشار البيت الأبيض أنتوني فاوتشي أنه تمّ "تحديد أجسام مضادة قادرة على القضاء على المتحوّرات الجديدة"، مبدياً أمله في "تطوير لقاح جديد باستخدام الأجسام المضادة التي نجحنا في تحديدها، وهي قادرة على القضاء على متحوّرات كورونا".

وفي غضون ذلك، شكّك خبراء عالميون في التقارير الواردة في شأن اكتشاف متحوّرة جديدة تحمل خصائص مشتركة لـ"دلتا" و"أوميكرون" أُطلق عليها اسم "دلتاكرون"، ورجّحوا أن يكون الاكتشاف نتيجة "خطأ مخبري".

وفي الشرق الأوسط، حذّرت الإمارات من السخرية أو التحريض على عدم اتباع الإجراءات الإحترازية للوقاية من "كوفيد"، مؤكدةً أنها جرائم خاضعة للعقوبات من بينها السجن.

أمّا في أقصى شرق آسيا، فقد فرضت السلطات الصينية إجراءات حجر في مدينة أنيانغ، التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة وتقع في وسط الصين، على خلفية رصد إصابات جديدة، لا سيّما "أوميكرون".

إقتصاديّاً، حذّر البنك الدولي من أن النمو العالمي سيتباطأ هذا العام ولم يستبعد حصول سيناريو أسوأ بعد بتأثير من "أوميكرون"، التي تُواصل التفشي السريع في كلّ القارات مفاقمةً النقص في اليد العاملة ومشكلات سلاسل الإمداد.


MISS 3