عماد موسى

عماد موسى البتروني!

13 كانون الثاني 2022

02 : 00

على الرغم من قتامة المشهد السياسي، والبؤس الشامل، وكل مسبّبات الإحباط تلقيت على الواتس أب خبراً يدعو إلى الابتسام نشره موقع التيار الإلكتروني، وتم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي، وهذا نصّه الحرفي: "ترصد قيادة القوات اللبنانية بقلق توسّع الخلاف في البيت القواتي البتروني، نتيجة ترشيح الإعلامي غياث يزبك. فالقاعدة القواتية تعتبر أن زميله عماد موسى (من وسط البترون) هو الأكثر أهلية للترشّح نتيجة تاريخه النضالي وفهمه لنبض القاعدة وتطلعاتها، فيما تسويق ترشيح يزبك يحتاج جهوداً مضاعفة نتيجة ضعف حضوره وتأثيره الإنتخابي".

جاءت التعليقات على الخبر حادة بعض الشيء، أو ساخرة، فـ "سعادتي" كما أوضح المتفاعلون مع الخبر، من مواليد العاصمة، ومن طائفة الروم الأرثوذكس، ومن روم الأشرفية تحديداً، لكني اخترت السكن صيفاً في قرية العلالي (فيلادج) جارة محمرش (سيتي)، بلدة الصِحافي أمجد اسكندر والواقعة على تماس مع "مراح الحاج" ضيعة المرشّح القواتي الزميل غياث يزبك، ونحن الثلاثة أقرب ما نكون إلى عُصْبة، أوعِصابة، تشكلت قبل حوالى أربعة عقود ثرية بالنضال "الفعلي" والعمل الصحافي المتواصل، الذي تتخلله محطات لا تنتسى، من المرح والضحك الطالع من قلب القلب.

ربما ظنّ محررالمعلومة، أنني من أقرباء الشاعر الزجلي حنا موسي، من بلدة زان، لكثرة ما رددت واحداً من أجمل أبياته "بجبل صنين لو دقّت كتافي/ ردمت البحر من غبرة ترابو" لا. كتفاي بالكاد تحملان ثقل دم محمد رعد.

الأرجح أن المحرر وقع في لبس كما العشرات، طوال 40 عاماً، بيني وبين أمجد اسكندر، الذي طُرح اسمه لخوض الإنتخابات في البترون، كما ذكر زميلنا آلان سركيس في واحدة من مقالاته. سقط الخيار لكون اسكندر يشغل موقع نائب رئيس بلدية (محمرش) ولا يحق له الترشّح، لا في البترون ولا في الأشرفية، إن لم يكن قد استقال من البلدية قبل عامين!

لن أعدد المرات، التي قيل فيها لعماد أمجد، ولأمجد عماد، في دوائر تحرّكنا المهني والسياسي. سأكتفي بواحدة: في الثمانينات وفي العقد الأول من التسعينات كان الدكتور سمير جعجع، يتوجه إلي أحيانا بـ "يا أمجد"، ويقول لأمجد "يا عماد" على الرغم من تولي أمجد مهمة لصيقة بـ "قائد القوات" وقد اختاره ليكون بين مؤسسي "الحزب". بعد خروج جعجع من "المعتقل"، كنتُ والزميلة جيزال خوري، في طور الإعداد لحلقات وثائقي لـ"العربية" فتوجه إلي جعجع، وكنا في الأرز، مرة واثنتين بـ"يا أمجد". فقلت للمتمتع بذاكرة مذهلة "يا حكيم قبل 11 سنة كنت تبدل أسامينا، وبعد 11 سنة (بالمعتقل) بعدك بتقلي أمجد وبتقول لأمجد عماد" فعلّق على اعتراضي "شو بعملّك إذا إنت وأمجد هالقد أصحاب!".

شكراً للمحرر في موقع التيار مرتين: مرة لأنه وجد، ولو من غير قصد، أنني لست طارئاً في زمن عابر، وثانياً لأنه حفزني على التعبير كتابةً، عما لم أبح به نطقاً، تجاه الأعزّ!