أزمة حفلات «داونينغ ستريت» تتفاقم

جونسون يختتم أسبوعاً كارثياً

02 : 00

بدأ «التمرّد» داخل حزب المحافظين يكبر في وجه جونسون (أ ف ب)

إختتم رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون أحد أكثر الأسابيع كارثية عليه كرئيس للوزراء، إذ يتعرّض لانتقادات واسعة حتّى من داخل حزبه الحاكم بسبب حفلات أُقيمت في «10 داونينغ ستريت» خلال فترة الحجر، فيما اعتذرت الحكومة البريطانية للملكة إليزابيث الثانية بعد فضيحة الحفلة التي حصلت عشية جنازة زوجها فيليب، في وقت كانت فيه البلاد تخضع لتدابير إغلاق صارمة.

وقال ناطق باسم زعيم حزب المحافظين: «من المؤسف جدّاً أن يحدث ذلك في وقت حداد وطني، وقد اعتذر «10 داونينغ ستريت» للقصر». وأُرسلت الرسالة الموجهة إلى الملكة البالغة 95 عاماً هاتفيّاً عبر القنوات الرسمية، ولم يُرسلها جونسون شخصيّاً، علماً أنه يتعرّض لدعوات متزايدة للإستقالة بعد سلسلة من الإدعاءات المماثلة.

وحاول جونسون تجاوز موجة غضب المواطنين والسياسيين هذا الأسبوع بتقديم اعتذار أمام البرلمان لمشاركته في إحدى الحفلات في أيار 2020، لكنّه شدّد على أنه كان حدثاً مرتبطاً بالعمل. وعلى الرغم من أن جونسون لم يحضر أيّاً من الحفلتَيْن اللتَيْن أُقيمتا في «داونينغ ستريت» بعد عام تقريباً فيما كانت الملكة تستعدّ لدفن زوجها الأمير فيليب، فإنّ ذلك ينقل الفضيحة إلى مستوى آخر.

فقد اقتصرت جنازة الأمير فيليب في قلعة وندسور على 30 شخصاً فقط، بسبب القواعد التي فرضتها الحكومة لمواجهة الوباء، ما أجبر الملكة على الجلوس بمفردها في مقعد في الكنيسة للحداد. وقبل الجنازة بساعات، أقام عدد مماثل من موظّفي جونسون حفلتَيْن صاخبتَيْن منفصلتَيْن تضمّنتا موسيقى ورقصاً وشراء زجاجات نبيذ من متجر سوبرماركت وإدخالها سرّاً في حقيبة إلى «داونينغ ستريت».

لكن جونسون، الذي يخضع للحجر الصحي بسبب اتصاله مع فرد من العائلة مصاب بـ»كوفيد»، كان في مقر إقامته الرسمي في تشيكرز في ذلك الوقت، كما قال الناطق باسمه، الذي رفض الإفصاح عمّا إذا كان جونسون على علم بالحفلتَيْن، وأشار إلى أن التحقيق الداخلي سيُثبت كلّ الحقائق حول إدّعاءات «فضيحة الحفلة».

وفي ردود الفعل المتفاقمة، طالبت أحزاب المعارضة الرئيسية الثلاثة باستقالة جونسون، كما انضمّ بعض نواب حزب المحافظين إلى الدعوات المطالبة باستقالته، بحيث أصبح أندرو بريدجن أمس أحدث عضو في البرلمان يُعلن أنّه قدّم رسالة أعرب فيها عن عدم الثقة بجونسون، إلى لجنة نافذة من نواب حزب المحافظين.

وإذا أقدم 15 في المئة أو 54 من النواب المحافظين البالغ عددهم 360 نائباً على الأمر نفسه، سيؤدّي ذلك إلى نزاع داخلي على القيادة، إذا لم يستقل جونسون من تلقاء نفسه، فيما كشفت صحيفة «ديلي تلغراف» أن ما يصل إلى 30 نائباً وجّهوا رسائل مماثلة حتّى الآن.

وفي المقابل، احتشد معظم أعضاء مجلس الوزراء لدعم جونسون، لكنّ دعم الحلفاء على غرار وزير المال ريشي سوناك، كان فاتراً بشكل واضح، في حين حضّ جونسون جميع الأطراف على انتظار نتائج التحقيق الداخلي الذي سيشمل الآن الإدعاءات الأخيرة.

وفيما يُصارع رئيس الوزراء للبقاء في منصبه، تراجعت شعبيّته في الاستطلاعات منذ بروز «فضيحة الحفلة» الشهر الماضي. وأظهر استطلاع أجرته «يوغوف» لحساب صحيفة «تايمز»، تقدّم حزب العمال بعشر نقاط للمرّة الأولى منذ حوالى 10 سنوات، وقال 6 من كلّ 10 ناخبين إنّهم يعتقدون أن على جونسون الإستقالة.

وعلى صعيد آخر، حذّرت أجهزة الإستخبارات البريطانية النواب من أن جاسوسة صينية مفترضة تُدعى كريستين لي «انخرطت عن علم في أنشطة تدخل سياسي» داخل البرلمان. وأكد مكتب رئيس مجلس العموم ليندسي هويل أنه وجّه للنواب رسائل إلكترونية يبلغهم فيها بالحادثة، بالتشاور مع أجهزة الإستخبارات، بينما نفت السفارة الصينية في لندن الإتهامات.


MISS 3