بعد عيد الميلاد، تغيب عادةً النشاطات الثقافية عن الساحة اللبنانية. لماذا اخترتم تنظيم المهرجان في هذا التوقيت بالذات؟
لهذا السبب بالتحديد، أردنا ان نخلق نشاطاً ثقافياً بعد عيد الميلاد الذي شهد سيلاً من المهرجانات. كذلك، يهدف "المهرجان اللبناني للأفلام المستقلّة" الى نشر الثقافة والفن طوال ايام السنة، وخلق فضاء ثقافي في مختلف المناطق اللبنانية التي تفتقر الى نشاطات من هذا النوع. مع الاشارة، الى ابقاء مهرجاننا السنوي وتحديداً في ايلول في العاصمة.
لماذا اخترتم قرية رشعين في زغرتا للبدء بتوسيع نشاطكم؟
صحيح، هذه المرة الاولى التي يتم فيها عرض الافلام في رشعين. اخترنا هذه القرية المنسية على مستوى النشاطات الثقافية وتحديداً السينمائية منها، لتميز ابنائها بالمواهب المتنوعة مثل الكتابة والتصوير والاخراج وصناعة الافلام. للأسف، هذه المواهب المهملة تضطر للإنتقال الى بيروت كلما ارادت المشاركة في المهرجانات أو حتّى حضورها. من هذا المنطلق، توجه "المهرجان اللبناني للأفلام المستقلّة" من خارج عاصمتنا الحبيبة بيروت الى قريتهم لمنحهم فرصة المشاركة والثناء على مواهبهم.
كم فيلماً سيشارك غداً، وعلى اي أساس وقع الاختيار؟
سنعرض 5 افلام، تليها جلسة مناقشة وهي:
"Paradis" لكريس عاقوري، "Memory Express" لأورسولا غالب، "Dry Jasmine" لجوزيف طنّوس، "Carefully Crafted" لموريس زغبي و"An Attempt" لباميلا نصّور.
كل هذه الافلام من كتابة واخراج ابناء الشمال، حتّى انها صورت في المناطق الشمالية، بمعنى آخر انها "شمالية 100%". على هذا الاساس اخترناها، كما انه من النادر تصوير كل مشاهد اي فيلم خارج بيروت او المناطق المعروفة. وهنا يبرز دورنا بتشجيع صناعة الافلام في مختلف المناطق، وخلق مساحة لعرضها فيها.
مع الاشارة، الى أنّه لطالما كانت طرابلس مدينة ثقافية بامتياز، لذلك يجب تشجيع الطاقات الجديدة في الشمال اللبناني.
يقتصر الحدث المنظم على عرض الافلام من دون اختيار اي رابح. ماذا عن مسابقة السيناريو؟
في اليوم نفسه، قررنا اختيار الفائزين عن مسابقة "افضل سيناريو" التي كنا قد اطلقناها منذ شهر تقريباً، لدعم الإنتاجات السينمائية اللبنانية، وخصوصاً أشرطة الطلاب. وفي هذا الصدد خضعت النصوص لتقييم ثلاثة اختصاصيين في مجال صناعة السينما، وهم: موريال أبو الروس، وسام معوّض ورامي عطالله. وسيُمنح فائزان مبلغاً مالياً يسهم في تنفيذ مشروع التخرّج الخاص بهما، فنحن ندرك تماماً الوضع الاقتصادي الصعب الذي قد يمنع الطلاب من تصوير واخراج أفلامهم... وهذه المبادرة تقع ايضاً ضمن اهداف ومسؤوليات المهرجان.
يّذكر أنّ نتائج المسابقة ستنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي (@liffofficial) وذلك للحد من التجمعات الكبيرة بسبب الجائحة.
بعد انتهاء الحدث في الشمال، هل سنرى المهرجان في مناطق اخرى؟
بالطبع، سننظم نشاطاً مشابهاً في البقاع في الربيع المقبل. نسعى الى اشراك اكبر عدد من المهتمين بالفنون في مهرجاننا، فنحن نفتقر الى الوجوه الجديدة والمواهب الشابة، ولا سيما أنّ الثقافة لا تقتصر على بيروت فحسب. وأود أن الفت النظر الى ان كل المشاركات اللبنانية في المهرجان مجانية، فلا يتردد احد في عرض افلامه. ونحن نعلم أنّ الفنانين مهملون في هذا البلد، لذلك أقول لهم من القلب: نحن الى جانبكم... و"المهرجان اللبناني للأفلام المستقلّة" منبر لعرض افلامكم.