هي زيارتي الأولى لدولة قطر، المناسبة كانت بطولة كأس العرب لكرة القدم في أواخر عام 2021.
كانت ملتقى لمنتخبات عربية من القارّتين الآسيوية والأفريقية، وجاءت هذه البطولة لتجمع لاعبين وإعلاميين ووفوداً من كل حدب وصوب بعد طول غياب، وقد كانت فعلاً بطولة مميزة على كافة الأصعدة وبكلّ المعايير ومواصفات الجودة المتميّزة كروياً ومهنياً.
ولكن أكثر ما لفتني، هو روعة الملاعب التي ستستضيف عرساً أكبر من الذي شهدتُه واندمجتُ بالعمل فيه قرابة الشهر، إنها أكثر من ملاعب كرة القدم وخصوصاً من يشاهدها ليلاً عن بُعد، فيخالها الناظر وكأنها كويكبات تضيء في السماء، ولدى اقترابك منها تلمس فيضاً غير محدود من الروعة في التصميم وجمالية في الإبداع، أشكالٌ معمارية جديدة و»دررٌ» صُبّت في الأرض، ويبقى السؤال الحلم: «بعد كلّ هذه الإنجازات الهائلة، كيف سيكون شكل وطعم مونديال قطر 2022؟»..
لن يطول الوقت لكي يتبادر إلى ذهننا جوابٌ واحد: إنه مونديال «الأناقة والجمال»، فالملاعبُ ستكون هي الحدث بحدّ ذاتها بعيداً من عراقة وتاريخ ومستويات المنتخبات المشاركة، لأنّ تصميم كل ملعب يختلف عن الآخر، ويروي حكاية الربط بين الماضي والحاضر في تاريخ دولة قطر.
شبكة المواصلات بين الملاعب وسرعة التنقل والوصول تجعلكَ تشعر براحة عميقة ويعطيك الدفء الإنسانيّ بأسمى معانيه وصفاته، وتغمض عينيك وأنتَ مطمئنّ البال بأنّ المونديال المقبل سيكون قبلة الناس جميعاً من كلّ أصقاع الأرض، إنه مونديال «صُنع في قطر» ومن قطر هدية فخر وعزّ لكلّ العرب...
إلى اللقاء في مونديال الملاعب الساحرة والجذابة.. مفخرة «المونديالات».
فاتن أبي فرج
صحافية وإعلامية رياضية
