تلوّث الهواء يُسبّب تساقط الشعر؟

00 : 49

يطرح بحث جديد تفسيراً محتملاً للرابط بين تلوث الهواء الخارجي وتساقط الشعر... يخسر 85% من الرجال تقريباً جزءاً كبيراً من شعرهم بعد عمر الخمسين، وتواجه المرأة مشكلة تساقط الشعر أيضاً. لكن تبقى الأسباب غير واضحة. يظن الباحثون أن الجينات لها دور مؤثر في هذا المجال، لكن تتعدد العوامل البيئية المجهولة التي تنعكس على مخاطر تساقط الشعر.

يحلل البحث الجديد ظاهرة تلوث الهواء باعتبارها سبباً محتملاً لتساقط الشعر، ويُسلط الضوء تحديداً على الآلية التي تفسّر الرابط بين العاملَين.

كان هيوك تشول كوون من "مركز أبحاث علوم المستقبل" في جمهورية كوريا المشرف الرئيس على الدراسة، وقد طرح الباحثون نتائجها خلال المؤتمر الثامن والعشرين للأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية والتناسلية.

يعقد المؤتمر هذه السنة بين 9 و13 تشرين الأول في مدريد. تجدر الإشارة إلى أن "مركز أبحاث علوم المستقبل" هو جزء من شركة مستحضرات التجميل "كوريانا كوسمتكس" في كوريا. أما "الأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية والتناسلية"، فهي منظمة غير ربحية. حمل البحث الجديد عنوان "آثار الجسيمات الدقيقة على الحليمات الجلدية البشرية".

تشير "الحليمات الدقيقة" أو "تلوث الجسيمات" إلى خليط من الجزيئات الصلبة والقطرات الصغيرة والسائلة التي تشمل موادّ كيماوية مختلفة يستطيع الناس تنشّقها. يطرح جزء من هذه الجزيئات مخاطر صحية حادة.

في البحث الجديد، عرّض كوون وزملاؤه خلايا الحليمات الجلدية البشرية لجزيئات PM10 المصنوعة من الغبار والديزل. وفق "وكالة حماية البيئة الأميركية"، تكون هذه الجزيئات قابلة للاستنشاق، ويبلغ قطرها عموماً 10 ميكرومتر كحد أقصى.

بعد مرور 24 ساعة، استعمل الباحثون تحليل اللطخة الغربي لتقييم مستويات البروتينات بعد التعرض لجسيمات دقيقة. فكشف التحليل أن جزيئات PM10 والديزل خفّضت مستويات بروتين البيتا كاتينين الذي يؤدي دوراً أساسياً في تساقط الشعر.

كذلك، ساهمت جزيئات الغبار والديزل في تخفيض مستويات بروتينات أخرى تؤثر على نمو الشعر وكبح نموه، منها السيكلين "دي 1"، والسيكلين "إي"، والكيناز المُعتمِد على السيكلين 2. وكلما زاد مستوى التعرض للتلوث، كانت تلك البروتينات تتراجع بدرجة إضافية.

تعليقاً على النتائج، يقول كوون: "أصبحت الروابط بين تلوث الهواء وأمراض خطيرة مثل السرطان ومرض الانسداد الرئوي المزمن وأمراض القلب والأوعية الدموية معروفة، لكن تَقِلّ الأبحاث المرتبطة بأثر التعرض لجسيمات دقيقة على بشرة الإنسان وشعره تحديداً. يوضح بحثنا طريقة تأثير ملوثات الهواء على خلايا الحليمات الجلدية البشرية، ويكشف أن أكثر الملوثات شيوعاً تؤدي إلى تساقط الشعر".

في أنحاء العالم، يموت حوالى 4.2 ملايين شخص سنوياً نتيجة تلوث الهواء الخارجي، وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية. تشير تقديراتها أيضاً إلى عيش أكثر من 90% من سكان العالم في مناطق ملوثة بدرجة مفرطة.

تتعدد الاضطرابات المرتبطة بالتعرض الزائد للتلوث، منها النوبات القلبية، والربو الحاد، وعدم انتظام ضربات القلب، وضعف الوظيفة الرئوية.


MISS 3