جاد حداد

The Royal Treatment... قصة رومانسية يسهل نسيانها

24 كانون الثاني 2022

02 : 00

تقدّم شبكة "نتفلكس" منذ نشوئها مجموعة كبيرة من الأفلام الرومانسية بغض النظر عن نوعيتها. يسهل إنتاج هذه الأعمال التي تتبع النمط نفسه دوماً وتجذب شريحة واسعة من المشاهدين. بعبارة أخرى، لا شيء يمنع الشبكة من متابعة تقديم هذه المادة الترفيهية. يدخل فيلم The Royal Treatment (معاملة ملكية) في هذه الخانة تحديداً. يجب ألا يتوقع المشاهدون أي محتوى مختلف، وقد لا يكون هذا الجانب المألوف أسوأ ما في العمل. سيجد محبو هذه الفئة الفرعية من الأعمال السينمائية ما يبحثون عنه في هذا الفيلم، لا سيما الشخصيات التي تتمتع بمظهر جميل، فيعيش بعضها حياته على أكمل وجه بينما يُصِرّ البعض الآخر على التمسك برأيه. أفضل ما تقدّمه منصات مثل "نتفلكس" هو خيار مشاهدة الأعمال التي يفضّلها الناس وتجنّب ما لا يحبذونه. قد يقرر الكثيرون الامتناع عن مشاهدة هذا الفيلم، لكن لا مفر من أن يجد من يتابعه. قد لا يكون هذا العمل الأفضل من نوعه، لكنّ الكيمياء التي تجمع البطلَين تبقى كافية بنظر الكثيرين.

لا يمكن رصد أي أفكار مبتكرة في هذا العمل، لكنه ليس أمراً مفاجئاً لكل من يتابع هذا النوع من الأفلام بسبب جمال بطلَي القصة اللذين يحملان شخصيتَين متناقضتَين في البداية قبل أن تتلاشى جميع الاختلافات بينهما في نهاية المطاف. يقتصر الفيلم إذاً على مجموعة من المشاهد المألوفة، ويطرح حبكة مفتعلة، ويقدّم شخصيات نموذجية على نحو مزعج تزامناً مع أفكار سطحية قد تجعلنا نشعر بأنه أطول من مدة عرضه التي تصل إلى 97 دقيقة. تتمحور القصة حول امرأة اسمها "إيزابيلا" (لورا مارانو)، وهي مصففة شعر قوية في مدينة نيويورك تلفت نظر رجلٍ اسمه "توماس" (مينا مسعود)، وهو أمير في بلد خيالي من شرق أوروبا يصادف أنه يستعد للزواج من امرأة اسمها "ديستيني" (تشيلسي بريستون كريفورد) مع أنه لا يحبها. بعد هذه المرحلة، تزداد علاقتهما تعقيداً حين يُطلَب من "إيزابيلا" وصديقاتها البغيضات تصفيف شعر المدعوين إلى الزفاف الملكي المنتظر.



يصعب أن نتابع مشاهدة العمل حتى النهاية لأن أحداثه متوقعة جداً. حتى أننا قد نكتشف النهاية بالنظر إلى ملصق الفيلم بكل بساطة. في الوقت نفسه، يصعب أن نهتم بمسار الأحداث منذ البداية حتى النهاية التي تجمع بين "إيزابيلا" و"توماس". لكن يواجه هذا الثنائي تقلبات كثيرة في علاقتهما على مر التطورات التي تهدف إلى تسليط الضوء على الاختلافات الكبرى بين الشخصيتَين. قد يبدو هذا الاختلاف كبيراً على الورق، لكن سرعان ما يتّضح أنهما متشابهان أكثر مما يظنان. كان "توماس" يحتاج إلى "إيزابيلا" وبساطتها لتذكيره بذلك التشابه وتعليمه أفضل طريقة لعيش الحياة. عاش "توماس" حياة بعيدة عن الصخب داخل العائلة المالكة، فاستعد طوال حياته كي يصبح قائد بلده المقبل. لهذا السبب، لم يعش هذا الرجل يوماً بمعنى الكلمة ولم يكتشف العالم الحقيقي أو يُركّز على المحيطين به.

قد تكون مشاهدة "إيزابيلا" و"توماس" في مواقف ممتعة خارج ظروفهما الاعتيادية من أفضل جوانب الفيلم، إذ تُعلّم "إيزابيلا" الأمير كيفية الاستمتاع بالحياة وتحسين الذات عبر شخصيتها الحيوية. لكن كانت تلك اللحظات الإيجابية مصدر إلهاء قصير وموقت في فيلمٍ لا يرقى إلى المستوى المطلوب. تبقى مشاهدة مارانو ومسعود ممتعة في معظم الأوقات، لكنّ اللقطات التي تجمعهما أفضل من مشاهدهما الفردية. تتفاقم المشكلة أيضاً بسبب رداءة السيناريو والإخراج. يمكن تصديق الشخصية الإيطالية النموذجية التي تقيم في مدينة نيويورك بالطريقة التي قدّمتها مارانو، لكن من الأصعب تقبّل صديقاتها المزعجات اللواتي يشارِكْنَها العمل. في المقابل، يعجز مسعود عن تجسيد الثقل العاطفي الذي تحمله شخصيته.

من الواضح إذاً أن هذا الفيلم لا يحمل أي ميزة، بل إنه يضاف بكل بساطة إلى مكتبة أعمال "نتفلكس" المتنوعة.


MISS 3