امشوا أسرع في منتصف العمر لتفادي الشيخوخة!

00 : 57

اكتشف بحث جديد مؤشرات على تسارع الشيخوخة المبكرة، جسدياً ومعرفياً، لدى من يتباطأ إيقاع مشيتهم في عمر الخامسة والأربعين! قد تكون سرعة المشي مؤشراً قوياً الى مدة الحياة والوضع الصحي.

كشفت دراسة جديدة أن متوسط العمر يطول كلما تسارع إيقاع المشي، ويستفيد كبار السن تحديداً من الحفاظ على حركة سريعة.

لطالما استعمل أطباء الصحة العامة سرعة المشي كمؤشر الى صحة كبار السن ورشاقتهم. لكن يطرح البحث الجديد سؤالاً مختلفاً بعض الشيء: هل ينذر تباطؤ المشي في منتصف العمر بتسارع الشيخوخة؟

حاولت لين راسموسين، باحثة في قسم الطب النفسي وعلم الأعصاب في جامعة "ديوك"، "دورهام"، وزملاؤها الإجابة على هذا السؤال عبر تحليل بيانات 904 مشاركين في دراسة جديدة. نُشِرت النتائج في شبكة "جاما" المفتوحة.

قيّم الباحثون بيانات المشاركين المشتقة من "دراسة دوندين متعددة الاختصاصات للصحة والتنمية". تشمل هذه الدراسة الطولية أفراداً مقيمين في "دوندين"، نيوزيلندا.

خضع المشاركون لاختبارات دورية في معظم مراحل حياتهم. كان الباحثون يتعقبون وضعهم الصحي العام وسلوكياتهم منذ أن كانوا في الثالثة من عمرهم.

في تلك الفترة، استعمل طبيب أعصاب للأطفال اختبارات نموذجية للــذكاء لتقييم الأداء العصبـــي المعرفي لدى الأولاد، بما في ذلك اللغة الاستقباليـة، والمهارات الحركية، والتنظيم العاطفي والسلوكي.

اسـتند الباحثون إلى بيانـات متنوعة، منها حاصل الذكاء الذي يشمل سرعة المعالجة، والذاكرة العاملة، والتفكير المنطقي والإدراكي، والفهم اللفظي.

ثم قيّم العلماء سرعة مشي المشاركين في سن الرشد في ثلاثة ظروف: سرعة المشي الاعتيادية، وسرعة المشي عند أداء مهمة مزدوجة (يضطر المشاركون للمشي تزامناً مع تعداد الأبجدية)، وسرعة المشي القصوى.

كذلك، قيّم الباحثون الوظيفة الجسدية للراشدين وطلبوا منهم أن يقدموا تقارير ذاتية ضمن استطلاع من إعدادهم ويستكملوا سلسلة من المهام الجسدية التي تختبر قوة قبضتهم، وتوازنهم، ومستوى التنسيق بين اليد والعين، وعوامل أخرى.

لتقييم مسار الشيخوخة المتسارعة، راقب فريق البحث مجموعة متنوعة من المؤشرات الحيوية، منها مؤشر كتلة الجسم، وحجم الخصر نسبةً إلى الـورك، وضغط الدم، واللياقة القلبية التنفسيـة، ومجموع الكولستـــــــرول، ومستـــوى الشحوم الثلاثية والبروتين الدهني عالي الكثافة (الكولسترول الجيد)، وكرياتينين الدم، واليوريا في الدم، ومعدّل البروتين التفاعلي "سـي"، وعدد خلايا الدم البيضاء، وصحة اللثة والأسنان. قيّم الباحثون أيضاً صحة دماغ الراشدين عبر التصوير بالرنين المغناطيسي.

على صعيد آخر، شكّل العلماء لجنة مستقلة من 8 أشخاص لتقييم أعمار المشاركين عبر صور نموذجية لوجوههم في عمر الخامسة والأربعين.

كشفت نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي أن من يمشون ببطء في هذا العمر يسجلون المؤشرات التالية: صغر حجم الدماغ، تراجع سماكة القشرة الدماغية بدرجة إضافية، انحسار المناطق القشرية، زيادة الإصابات في المادة البيضاء. بعبارة أخرى، بدت أدمغة هذه المجموعة أكبر سناً من عمرها البيولوجي.

كذلك، نسبت اللجنة المستقلة عمراً أكبر لهؤلاء المشاركين، بناءً على ملامح وجوههـــم في الصـــــور. في المُحصّلة، كانت نتائج صحة القلب والجهاز التنفسي والمناعة واللثة والأسنان لدى من يمشون ببطء أسوأ من المجموعة التي تمشي بوتيرة أسرع. تأكّد هذا الرابط بشكل خاص في اختبار سرعة المشي القصوى.

توضح راسموسين: "كان مفاجئاً أن نتوصل إلى هذه النتائج لدى أشخاص في عمر الخامسة والأربعين، لا المرضى المتقدمين في السن الذين يخضعون لهذا النوع من التقييمات في العادة". وكان لافتاً أيضاً أن تسمح عوامل حاصل الذكاء، واللغة الاستقبالية، والمهارات الحركية، والتنظيم العاطفي والسلوكي لدى الأولاد في عمر الثالثة، بتوقع سرعة المشي. تدهورت نتائج من تباطأت مشيتهم في سن الرشد في هذه التقييمات.

تضيف تيري موفيت، إحدى المشرفات على الدراسة وأستاذة في علم النفس في جامعة "ديوك": "يعرف الأطباء أن من يمشون ببطء في عمر السبعينات والثمانينات يميلون إلى الوفاة قبل من يمشون سريعاً في العمر نفسه. لكن امتدت هذه الدراسة بين سنوات ما قبل المدرسة ومنتصف العمر، واكتشفت أن المشي البطيء يشير إلى وجود مشكلة قبل التقدم في السن".


MISS 3