زار عنّايا بعد دار الفتوى والمجلس الشيعي ودار الطائفة الدرزية

غالاغر مختتماً زيارته: التغيير آتٍ إلى لبنان وباسم البابا نحن معكم

02 : 00

في السراي الحكومي

يختتم أمين سر الكرسي الرسولي للعلاقات بين الدول في الفاتيكان المونسنيور ريتشارد بول غالاغر زيارته الى لبنان اليوم ويغادر عائداً الى الفاتيكان، بعد مروحة لقاءات اجراها مع مسؤولين سياسيين وروحيين، وقد اعتبر امس ان قرار نهوض لبنان هو لبناني بحت يجب أن تتضافر الجهود بشأنه»، مؤكداً ان التغيير آتٍ الى لبنان، و»نحن نصلّي لكي يكون لخير هذا الوطن».



في السراي

وقد عبّر عن موقفه هذا من السراي الحكومي بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، واصفاً هذا اللقاء بالمشجع والمطمئن، وقال: «تباحثنا في كل القضايا المتعلقة بوضع لبنان الحالي، وأخبرته عن زيارتي الى لبنان ولقائي مع مختلف القادة اللبنانيين، الروحيين والسياسيين، كما التقينا مع نخبة من الشباب اللبناني الذين نفتخر بهم وبتطلعاتهم لوطن مشرق. كما استمعنا الى هواجسهم بسبب الاوضاع الاقتصادية الحادة التي يمر بها لبنان، ولكننا أتينا برسالة قداسة البابا وهي رسالة أمل بوطن يعني له الكثير، ونحن هنا لنقوّي اللبنانيين ونقول لهم إننا معكم لمواجهة التحديات، وقرار نهوض لبنان هو قرار لبناني بحت يجب أن تتضافر الجهود بشأنه.

التغيير آتٍ الى لبنان ونحن نصلّي لكي يكون لخير هذا الوطن، وباسم قداسة البابا والكنيسة الكاثوليكية الجامعة سنقف دائما الى جانب لبنان».

وثمن ميقاتي دعوة غالاغر «لأن يبقى لبنان مشروع سلام ووطناً للتسامح والتعددية حيث تلتقي كل الطوائف والاديان»، وأمل في «ان يكون اللبنانيون قد استمعوا اليكم واستخلصوا العبر من رسالة قداسة البابا التي نقلتموها اليهم».

واضاف: «لقد تسنى لي خلال مقابلتكم قبل شهرين في الفاتيكان أن اشرح لكم تفاصيل الورشة الاصلاحية وبرنامج الحكومة التي ارأسها، واننا ماضون ومصممون على تنفيذ برنامج الحكومة الاصلاحي رغم كل العراقيل والصعوبات، وكلنا مقتنعون، كما صرحتم بالامس، بأن الاصلاحات هي التي ستساعد لبنان، الى جانب دعم المجتمع الدولي في المحافظة على هويته الخاصة وإعادة الثقة لدى اللبنانيين بمستقبل وطنهم». واعتبر» أن الزيارة المرتقبة والموعودة للبابا الى لبنان هي فرصة لتجديد الأمل والرجاء في نفوس اللبنانيين».

في دار الفتوى

وكان غالاغر زار دار الفتوى واصفاً نقاشه مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بالايجابي «خصوصاً حول حوار الأديان بين المسلمين والمسيحيين»، وأوضح ان البحث تم أيضاً في الوضع في لبنان، وأهمية دور المسلمين والمسيحيين في المساهمة في مستقبل البلد ودور سماحته في لبنان والأزمة الحالية».

في المجلس الشيعي

كذلك زار غالاغر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان العلامة الشيخ علي الخطيب، وسلمه هدية تذكارية، واصفاً اجتماعه به بالايجابي والمنتج والودي، وقال: «استمعت الى نظرته وفكرته في التعايش بين المسيحيين والمسلمين وكيفية الحفاظ على هذا التعايش والتنوع في لبنان. وتحدثنا عن مواجهة التحديات التي تهدد لبنان وأكدنا ضرورة العمل معاً لمواجهة هذه التحديات ونأمل أن تثمر الجهود والمساعي واستمرار العمل معاً لمصلحة لبنان وشعبه».من جهته، رحب الخطيب بالمطران غالاغر والوفد المرافق، «في بيت من بيوت اللبنانيين (مسلمين ومسيحيين) يحملون فكرين ورسالتين سماويتين يسهم تعاونهما في نشر القيم الأخلاقية والإنسانية في العالم»، شاكراً «اهتمام حضرة البابا والفاتيكان بلبنان»، ومنوهاً بـ»الدور الريادي الذي يلعبه الفاتيكان في دعم لبنان والتقريب بين اللبنانيين». وأكد «أن العلاقات المسيحية ـ الاسلامية جيدة ولا سيما ان اصحاب الديانتين يعيشون متحابين مع بعضهم البعض، ولكن الخلاف السياسي يضرّ بهذه العلاقات ليلبسها ثوب الاختلاف الطائفي، وقد تصدى الامام السيد موسى الصدر للفتنة ومنع التقاتل بين اللبنانيين باعتبارهم إخوة متعايشين متحابين في وطن نهائي لجميع بنيه».

وأعلن أن «الاصلاحات مطلب جميع اللبنانيين»، مشددا على «ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها الدستورية ودعمه للاصلاحات بدءا من استكمال تطبيق اتفاق الطائف بتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية ومجلس الشيوخ وإقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي».

في دار الطائفة الدرزية

وزار غالاغر شيخ عقل طائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى في دار الطائفة ناقلاً تطلّع قداسة بابا الفاتيكان فرنسيس لزيارة لبنان وعقد لقاءات دينية اسلامية ومسيحية، ومدى أثر الزيارة على توجيه الشعب اللبناني نحو الأفضل.

ورحّب شيخ العقل بأمين سر الكرسي الرسولي في «هذه الدار الجامعة وفي وطن الرسالة والوحدة الوطنية والعيش المشترك والغنى في التنوّع ورسالة السلام الى العالم، وهو يحتاج الى مساعدة كل المخلصين ودعمهم من اجل الحفاظ عليه وصون مقوّماته، خصوصاً في المرحلة الصعبة الراهنة التي يمر بها وتحتاج الى تضافر جهود جميع القوى وايمانهم العميق بانقاذ لبنان مما يتخبّط فيه». وأشار الى «التفاعل الإيجابي بين مكوّنات منطقة الجبل خصوصاً بعد المصالحة الوطنية عام 2001 وتأثيرها على الواقع اللبناني»، مشيراً الى «العلاقة التاريخية مع الفاتيكان».

ثم سلّم المونسنيور غالاغر الشيخ ابي المنى ميدالية تقديرية، واصفاً لقاءه بالودي والصريح والمنير للغاية، «تعلّمنا خلاله الكثير من أصول هذه الطائفة والتفاعل لسنوات عديدة بين الدروز والمسيحيين ومدى دعمهم لبعضهم البعض». واضاف:»أقول وانا أغادر الآن اني احمل بشجاعة املاً بمستقبل التعاون بين الدروز والمسيحيين وكافة اللبنانيين لما فيه صالح لبنان وخير شعبه».

في "الخارجية"

وزار غالاغر وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الذي اكد «ان لبنان والفاتيكان تربطهما علاقة تعاون متجذرة في التاريخ بشأن المسائل الكثيرة التي تخص لبنان، ونحتفل بمرور 75 عاماً على انشاء العلاقات الديبلوماسية بيننا».

بدوره قال غالاغر: «كما قلتم انها الطريقة الامثل لأختتم بها الجزء الرسمي من زيارتي الى لبنان عبر احياء ذكرى إنشاء العلاقات الديبلوماسية ولكن ايضا لإحياء العلاقة الحيوية والدينامية التي تجمعنا والتي تتناول التحديات الكثيرة التي يواجهها بلدكم اليوم. لقد كانت محادثات مثمرة حول العلاقات اللبنانية مع المجتمع الدولي ولكننا تطرقنا تحديداً الى ما يتعلق بالمنطقة وعلاقة لبنان مع الدول العربية. وسررت عندما سمعت ان ثمة تقدماً في التفاوض مع صندوق النقد الدولي والفوائد التي ستعود على لبنان في المستقبل القريب. وسنواصل الحوار الذي بدأناه في الفاتيكان مع الوزير بوحبيب، ما ان تسلّم مهامه، سواء كان ذلك في لبنان او في روما، وعبر الاجتماعات الدولية اذا دعت الحاجة».

وأكد غالاغر التزام الكرسي الرسولي بالتعاون وتعزيز العلاقات الثنائية من اجل مصلحة لبنان.

مار شربل

وزار غالاغر ضريح القديس شربل في دير مار مارون - عنايا يرافقه السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتيري والوفد المرافق، حيث كان في استقبالهم الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم ورئيس الدير الاباتي طنوس نعمة وامين سر الرهبانية الاب ميشال ابو طقة ووكيل الرهبانية في روما الاب ميلاد طربيه ورهبان الدير.

وقام المونسنيور غالاغر بجولة في ارجاء الدير واحتفل بالقداس الالهي على نية لبنان وشعبه.


MISS 3