في مقابل التعنّت الاسرائيلي الواضح الذي لا يحتاج الى تفسير بشأن ترسيم الحدود البحرية، بعدما قطع خطوات وأكثر من المعقول والمطلوب في طريق تسهيل الوصول الى حل يعمل عليه الوسيط الاميركي السفير اموس هوكشتاين المتوقع وصوله الى بيروت في الساعات الثماني والاربعين القادمة، لم يجد لبنان بدّاً من خطوة فيها ما يحفظ له المبادرة لاحقاً، في حال وصلت المفاوضات الى الفشل.
مصدر معني يشرح ما هو المقصود بـ»الخطوة التي تحفظ للبنان المبادرة»، ويقول لـ»نداء الوطن»: «تعمّد لبنان التمهّل في الردّ على الرسالة الاسرائيلية المعترضة على فتح لبنان دورة التراخيص الثانية، وصاغ الردّ بدقّة كبيرة حتى تكون رسالة الردّ بمضمونها اكثر من رسالة وأقلّ من تعديل المرسوم 6433، على قاعدة ان تعديل المرسوم يعني اعتبار المنطقة المتنازع عليها هي منطقة لبنانية، بينما الرسالة التي أودعتها سفيرة لبنان لدى الامم المتحدة امل مدللي يوم الجمعة تعتبر المنطقة متنازعاً عليها، وتحذّر من انه في حال فشلت المفاوضات ستتم العودة الى تعديل المرسوم واعتبار المنطقة المتنازع عليها منطقة لبنانية».
ويوضح المصدر ان «الرسالة اللبنانية التي اودعت الامانة العامة لمجلس الامن ونشرت على موقع الامم المتحدة الرسمي حققت ثلاثة أمور:
1- أشارت الى ما سبق وطرحه الوفد اللبناني في جولات التفاوض في الناقورة والذي يستند الى القانون الدولي، ما يعني اشارة واضحة الى الخط (29).
2- الرسالة اذ تشير الى الخط (29) كمنطلق للمفاوضات وان حقل «كاريش» متنازع عليه، وبعدما نشرت على الموقع الرسمي للامم المتحدة، فهذا يعني ان لبنان جعل من المنطقة الممتدّة على مساحة 1430 كلم² محمية ومتنازعاً عليها، ولحين تعديل المرسوم 6433 فإن الرسالة بمضمونها حمت الحق اللبناني، وهي موقتة وليست بديلاً عن المرسوم، وبالتالي هي تحذير للشركات من القيام بأي عمليات تنقيب في هذه المنطقة.
3- رغم «الكونترول» الداخلي من خلال اشخاص في مواقع مختلفة، شغلهم الشاغل عدم تزويد الامم المتحدة بأي امر يناقض التفاوض على مساحة 860 كلم²، الا ان الرسالة وصلت الى الامم المتحدة، مما يفتح الباب امام تعديل المرسوم 6433 لاحقاً».
ويشير المصدر الى ان «مضمون الرسالة جعل الموقف اللبناني الرسمي يقوم على ان المنطقة المتنازع عليها تمتدّ من الخط (1) الى الخط (29)، وهي تتضمن ايضاً اشارة واضحة الى تعديل المرسوم 6433 في حال فشلت المفاوضات وأصرّ الجانب الاسرائيلي على موقفه الذي لا يقبل بغير خط هوف، هذا اذا بقي على موقفه».
وعن خلاصة ما سيسمعه هوكشتاين اذا تبين انه لا يحمل جديداً، قال المصدر: «لبنان مع المفاوضات والوصول الى نتائج سريعة لأن في ذلك مصلحة للجميع، واستمرار المماطلة والتحايل على الحق اللبناني ستكون نهايته تعديل المرسوم 6433، ما يعني نقل القضية الى مسارات اكثر تعقيداً، تدخل من ضمنها معادلات ليست حاضرة الآن في آلية التفاوض وأطره».
