فلسطينيات يكسرن القوالب التقليدية لعمل المرأة في الضفّة الغربية

00 : 51

تتجه الأنظار إلى شاحنة ضخمة في شوارع مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المزدحمة، إذ تجلس داليا الدراويش خلف المقود استعداداً لامتحان قيادة الشحن الثقيل... في خطوة لا تزال محصورة في عدد قليل جداً من النساء الفلسطينيات.

تستعد داليا الدراويش (21 عاماً) للخضوع لامتحان قيادة الشحن الثقيل لتنضم إلى نساء فلسطينيات قليلات يقدن هذا النوع من الشاحنات وهو أمر بالنسبة لها يتعدى قيادة شاحنة. تقول: "الأمر رمزي للإناث وجديد(...) هذا يشي بأننا نستطيع عمل كل شيء، كامرأة يمكنك العمل أو قيادة شاحنة أو أي شيء آخر طالما تتمتعين بالصحة".

وتضيف: "أنا واثقة من نفسي، لا أخاف، أعرف كيف أقود الشاحنة".

وداليا، وهي أم لطفلين، واحدة من بين نساء فلسطينيات يزداد عددهن في مدينة الخليل يحاولن إحداث تغيير داخل مجتمعهن المحافظ والتأكيد على حقوق المرأة.

تقول درويش إنها واجهت الصعوبات وتعرضت للانتقاد من كلا الجنسين أثناء تدريبها العملي على القيادة، لكن انتقادات الرجال كانت الأقوى.

وتضيف المهندسة المعمارية "البعض ساندني لكنهم قلة (...) والبعض الآخر كان يقول بصوت عالٍ أثناء مروري في الشارع ويتساءل ما شأنك والعمل على الشاحنة؟".

وفي "المدرسة الأهلية للسياقة" كانت داليا ترتجف قليلاً قبل بدء الامتحان، فيما مدربها عصام بداوي يشرح لها تفاصيله.

وبعدما أظهرت قدرتها على فصل المقطورة وإعادة وصلها، صعد الاثنان إلى حجرة القيادة وانطلقا.

وشهدت الأشهر الأخيرة احتجاجات واسعة في الأراضي الفلسطينية بعد مقتل شابة عشرينية على يد عدد من أفراد عائلتها حين نشرت على "إنستغرام" صورة تجمعها بشاب تقدم لخطبتها. وفي حين لم يصدر بيان رسمي يؤكد أن هذا الدافع الحقيقي لقتلها، تفيد روايات مقربين منها بذلك.

ويطالب المحتجون بتوفير المزيد من الحماية للنساء داخل الأسر كما يطالبون بالمساواة في المجتمع الفلسطيني.


وكشفت دراسة أجراها البنك الدولي العام الماضي أن 58% من النساء المؤهلات اللواتي تراوح أعمارهن بين 25 و34 عاماً عاطلات عن العمل، تقابلها نسبة 23% في صفوف الرجال.

وأظهر مسح القوى العاملة للربع الثاني من العام 2019 الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أنّ معدل البطالة يصل إلى 44% في صفوف النساء في مقابل 22% عند الرجال.

كانت وفاء الأدهمي في طفولتها تحلم بأن تكون فنانة تشكيلية، لكن لم تسنح لها الفرصة لاستكمال دراستها. وأرجأت وفاء (46 عاماً) التي تزوجت وأنجبت ستة أولاد، مشاريعها. وقبل خمس سنوات وبعدما كبر أولادها، عادت وفاء لممارسة شغفها، فدرست الفن التشكيلي من خلال مقاطع فيديو عكفت على مشاهدتها على موقع "يوتيوب".

تقول وفاء: "دورات الفن والرسم مكلفة ولم يكن عندي الوقت (...) لذلك قررت أن أتعلم بمفردي"، وفكرت بأن ترسم لوحات ثلاثية الأبعاد، فابتكرت معجوناً خاصاً يمكن أن ترسم عليه لاحقاً، بعد تجارب استمرت ثلاث سنوات.

وهكذا انطلقت وفاء في عالم الفن التشكيلي من غرفة الجلوس في منزلها ومن حولها أطفالها. وتصب الفنانة التشكيلية المعجون على قماش اللوحة ومن ثم تقوم بتوزيعه والرسم عليه. وتنتهي العملية بلوحة فنية ثلاثية الأبعاد تقول وفاء إنها تنفرد بهذا الأسلوب من الفن التشكيلي بين الفنانين الفلسطينيين.

وتستوحي الفنانة الفلسطينية التي اكتسبت شهرة محلية، أفكارها من معالم فلسطينية شهيرة مثل مسجد قبة الصخرة في القدس الشرقية المحتلة وصولاً إلى أعمال سريالية مستوحاة من لوحات الرسام الأميركي جاكسون بولوك. وحقق معرضها الفني الأخير الذي عرضت خلاله 40 لوحة، نجاحاً باهراً. 


MISS 3