كريستابيل نجم

باسم مغنية: لا أساوم على أدواري التمثيليّة

16 شباط 2022

02 : 00

نضحك ومن ثّم نبكي بهجةً، بعدها نرى تفاصيل بسيطةً فتاكةً من خلال مشهد بصريّ يُدخلنا عالم الفن، الدراما والكوميديا. وقد يذكر التاريخ في مراحله السابقة والآنية على أنّ فنّ التمثيل له شأنٌ بمحاكاة الواقع النّاتج عن الأحداث اليوميّة، متطلّبات الحياة الرّاهنة وكيفية الدّمج ما بين الوجه الحقيقيّ للشخص ووجه آخر لا يشبهه مطلقاً. فما بين "العاصفة تهبّ مرتَين"، "إمرأة من زمن الحبّ"، "خطايا صغيرة"، "ياسمينا"، "تانغو" وغيرها، عشرون سنة من رحلة الممثّل باسم مغنية الفنيّة التي تحمل بطيّاتها نجاحاته المتتالية عبر مرّ السنين. ولم تقتصر تلك الإنتصارات بذيولها عليه كمؤدٍ عازب فحسب، إنّما بعد زواجه من شيرين منسي عام 2012، شرّع بتألّقه المتزايد مبدأ "وراء كلّ رجل عظيم إمرأة". وقد جسّدت عبارة "الأسوَد يليق بكَ"، إطلالاته الأخيرة التي توثّق أدواره التمثيليّة الفنيّة الشاملة ولباقته كلاماً، ثقافةً ومضموناً. "نداء الوطن" بحوارٍ بسيط وشفّاف يُلقي الضوء على هذه الشخصيّة وتتطوّرها خلال رمضان المقبل في الجزء الثانيّ من مسلسل "للموت".

معظم أعمالك تصور في لبنان. هل يعود ذلك لإصرارك على البقاء أم أنَّك تخطّط للهجرة لاحقاً؟

لا شعور أفضل من أن يقوم الإنسان بأعمال ناجحة داخل وطنه، فينشر ثقافة الفن إلى الشعب اللبنانيّ على الرغم من اضطراري في بعض الأحيان للسفر إلى الدول العربيّة لتسجيل أعمالي. كذلك، أنا لا أفكّر بالهجرة على الإطلاق، على الرغم من أنَّ دولة الإمارات منحتني الإقامة الذهبيّة. وإنّي على يقين بأنَّ لبنان بلدي الحبيب الذي أعشقه بكلّ مراحله الصعبة، سيعود بأحسن حال. وأتمنّى من اللبنانيّين الصبر والتأني وعدم التخلي عنه.

هل يخاف باسم مغنية من أن تطغى الدراما العربيّة المشتركة على الدراما اللبنانيّة؟

أنا فخور جدّاً بالدراما اللبنانيّة والتي أثبتت نجاحها في مسلسل "للموت" و"عشرين عشرين"، كونها كانت مزيجاً من جنسيات مختلفة، كتابةً، إنتاجاً وتمثيلاً. وقد أثبت المنتجون اللبنانيون جدارتهم على الرغم من الوضع الإقتصاديّ السيئ. لذا، الدراما اللبنانيّة ليست على الهامش وبإمكانها الإنتشار والوصول إلى كافة أنحاء الوطن العربيّ.

ما هي ركائز النجاح عند الممثّل؟

يجب التكامل ما بين القدرة التمثيليّة، الكاريزما، القبول والحضور. ولكن في بعض الأحيان يعشق الجمهور من لا يملك الموهبة ويتناسون ممثّلين آخرين يملكون الخبرة، لذا يستحقون الفرص وتبقى العبرة في الإستمراريّة.


من مسلسل "أسود"


هل من الممكن أن تقبل دوراً فقط من أجل المردود الماديّ؟

قد أساوم على كلّ شيء إلّا بأدواري التمثيليّة. فأنا معروف منذ البداية أنّني شخصٌ إنتقائيّ وغالباً ما أرفض أعمالاً لا تعجبني. من جهة أخرى، لا أتردّد بقبول أدوار خارج لبنان وعروض مادية فوق الخيال. كذلك، فكلّما زاد الإقبال على أعمالنا داخل الوطن العربيّ والفضائيات، يزيد تلقائيّاً راتب الممثّل.

ما الّذي يكسر قلبك ويجرحه؟

في الشقّ الدراميّ، لا شيء يجرحني وبما أنّني شخصٌ عنيدٌ، لا أستسلم ولا أقبل التحديّ ولكنّني حساسٌ وعاطفيّ، ومن الممكن أن يجرحني المقرّبون منيّ لشدّة حبيّ وتعلّقي بهم.

المسلسل الكوميديّ "مش ظابطة" يجسّد واقع الشباب اللبنانيّ. هل تتقمّص بحياتك اليوميّة شخصية "سمير" الذي يأخذ حقّه بيده، أم نبيل المسالم الذي يلجأ للقانون من دون أيّ جدوى؟

بالطبع ألجأ للقانون، لكنّني وفي بعض الأحيان أمزج ما بين عقل سمير "الحربوق" والتوازن الموجود لدى نبيل، حتى يكتمل النصاب. وفي حال كانت الجهة التي أتعامل معها غير محقّة وتعتمد القوّة، أحبّذ عندها دور "سمير" بكلّ مزاياه.

هل صنعت نفسك بنفسك أم هناك من يملك فضلاً عليك؟

النجاح لا يكتمل مع الشخص غير المؤهّل، ولكن، وخلال مسيرتي الفنيّة دعمني كثيرون، منهم الكاتب مراون نجار من خلال "طالبين القرب"، إضافةً إلى المنتج جمال سنان أخيراً.

من مسلسل "كل الحب كل الغرام"



لماذا تلتزم بالأدوار المركّبة؟

أردت كسر ذاك الحاجز ما بين أدوار الحبّ والغرام، فأقوم بما يلفت نظر الجمهور إليّ كباسم مغنية الممثّل، بشيء جديد حتى ولو بعد غيابٍ طويل.

هل سيلقى الجزء الثانيّ من مسلسل "للموت" نجاحاً مبهراً بقدر الجزء الأوّل؟ وهل كنت موافقاً على القيام بجزء ثانٍ؟

كنت أفضل عدم القيام بجزء ثانٍ من" للموت" وذلك لفسح المجال أمام مسلسلات وشخصيات جديدة. بيدَ أَّن إصرار المحطة على تصويره جعلنا متحمّسين للغاية. ولكنّني وبكلّ صدق أتوقّع أن ينجح هذا الجزء أقلّه بنجاح الأوّل، حيث قامت الكاتبة "نادين جابر" بكتابة الجزء الثانيّ الذي يحمل مفاجآت كثيرة وصدمة للمتابعين على صعيد شخصيّة "عمر" التي أقوم بها. وفي ما خصّ الممثّلين الذين شاركوا في الجزء الأوّل، ستنضم إلى جانبهم شخصيات جديدة بارزة ستكون لها إطلالات سريعة.

بعد النجاحات التي توالت علـــــــى مرّ السنوات، ما الجديد الذي تخطّط له؟

أُحضّر حاليّاً لمسلسل "هروب" بشخصية المحقّق، وسنصوّر قريباً الجزء الثانيّ من مسلسل "سرّ" بطلب من "MBC"، بعد نجاح الجزء الأوّل منه. وأَعِدُ الجمهور بشخصية النقيب جاد حرب التي سيعشقونها بالتأكيد.


MISS 3