إجبار رئيسة سلطات هونغ كونغ على مغادرة البرلمان

واشنطن تُثير غضب بكّين

01 : 49

لام تُغادر البرلمان المحلّي في هونغ كونغ أمس (أ ف ب)

تبنّى مجلس النوّاب الأميركي نصّ قانون حول حقوق الإنسان والديموقراطيّة في هونغ كونغ، يُهدّد بتعليق الوضع الاقتصادي الخاص الذي تمنحه واشنطن لهذه المستعمرة البريطانيّة السابقة، ما أثار غضب بكين، في حين أجبرت المعارضة رئيسة السلطة التنفيذيّة في هونغ كونغ كاري لام أمس، على التوقف عن إلقاء خطابها حول السياسة العامة في البرلمان المحلّي ومغادرته.

ويشترط مشروع القانون، الذي تبنّاه مجلس النوّاب من أجل الإبقاء على الوضع الخاص الممنوح لهونغ كونغ، الحصول على تقييم سنوي من وزارة الخارجيّة الأميركية يؤكّد أن الوضع مناسب في مجال احترام سلطات هونغ كونغ للحقوق المدنيّة. كما ينصّ على فرض عقوبات على أيّ مسؤول يُلغي "الحرّيات الأساسيّة" في هذه المنطقة التي تتمتّع بحكم شبه ذاتي. وقال النائب الجمهوري كريس شميث، الذي كان أوّل من طرح النصّ: "ندعو الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيسة السلطة التنفيذيّة في هونغ كونغ كاري لام، إلى احترام وعود الحكومة بحماية حقوق هونغ كونغ واستقلاليّتها".

كذلك أعلن النائب الديموقراطي بن راي لوجان أن "المجلس وجّه للتوّ رسالة قويّة إلى شعب هونغ كونغ: نحن معكم في الكفاح من أجل الديموقراطيّة والعدالة". أمّا النائب الجمهوري ماريو دياز بالارت، فقد أشار إلى أن النصّ يُشدّد على أن "العلاقة الخاصة مع هونغ كونع لا تستمرّ ما لم تحتفظ المدينة باستقلاليّتها وحرّياتها التي تُبرّر هذه العلاقة الخاصة".

ولم يتأخّر ردّ الصين، التي تُواجه منذ أربعة أشهر تحدّياً غير مسبوق من قبل متظاهري هونغ كونغ، إذ أثار تبنّي القانون الأميركي، غضب بكين، التي عبّرت عن "استيائها الشديد"، ودعت الولايات المتّحدة إلى "الكفّ فوراً عن التدخّل في شؤون هونغ كونغ والشؤون الداخليّة للصين". وقال الناطق باسم وزارة الخارجيّة الصينيّة غينغ شوانغ: "نُعبّر عن استيائنا الشديد ومعارضتنا القويّة لإصرار مجلس النوّاب الأميركي على تمرير ما يُسمّى بقانون حقوق الإنسان والديموقراطيّة في هونغ كونغ"، محذّراً من أن تصويت النوّاب الأميركي ستكون عواقبه "إجراءات قويّة" من جانب الصين، من دون أن يوضحها.

ولفت إلى أن "الولايات المتّحدة لديها مصالح مهمّة في الصين"، معتبراً أنّه "إذا أُقرّ مشروع القانون نهائيّاً، فهذا لن يضرّ بالمصالح الصينيّة والعلاقات الأميركيّة - الصينيّة فقط، بل سيضرّ بالمصالح الأميركيّة أيضاً". ويُفترض أن يُصادق مجلس الشيوخ على النصّ قبل أن يُوقّع عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليُصبح سارياً. وتبنّى مجلس النوّاب أيضاً نصّاً منفصلاً يدعو السلطة التنفيذيّة في هونغ كونغ إلى بدء مفاوضات لتلبية مطالب المتظاهرين، بينها إجراء اقتراع عام وتحقيق مستقلّ حول سلوك الشرطة خلال التظاهرات.

توازياً، أُجبرت لام على التوقف عن إلقاء خطابها حول السياسة العامة في البرلمان المحلّي، بعد اعتراضات من النوّاب، ما أرغمها على مغادرة المجلس التشريعي وسط مشهد من الفوضى. وقُدّم خطاب لام حول السياسة العامة على أنّه محاولة لاستعادة ثقة الشعب، بعد أربعة أشهر من أزمة سياسيّة غير مسبوقة في المدينة.

وأطلق نوّاب مؤيّدون للديموقراطيّة صيحات استهجان تنديداً بلام، ما أرغمها على مغادرة البرلمان. وشدّدت لام في خطابها، على الانقسام العميق داخل المجتمع في هونغ كونغ، وحاولت مرّتَيْن إلقاء خطابها السنوي أمام المجلس التشريعي، الذي افتتح أعمال دورته الجديدة منذ ثلاثة أشهر. وبالإضافة إلى الصيحات التنديديّة، قام أحد النوّاب ببثّ شعارات للحراك الديموقراطي على جدار خلف لام، التي كانت تقف على المنبر. وكان الضغط شديداً على لام، التي انخفض معدّل تأييدها إلى مستوى قياسي. إلى ذلك، نُقِلَ أحد قادة حركة الاحتجاج في هونغ كونغ إلى المستشفى، بعد تعرّضه لاعتداء نفّذه مجهولون بضربات مطارق، بحسب ما أعلنت منظّمته التي دانت هذا "الإرهاب السياسي". وأوضحت "الجبهة المدنيّة لحقوق الإنسان" أن زعيمها جيمي شام أُصيب بجروح في الرأس ونقل إلى مستشفى كوونغ واه. وكانت هذه المنظّمة اللاعنفيّة، قد دعت إلى العديد من التجمّعات الكبيرة في الأشهر الأخيرة.


MISS 3