جاد حداد

Restless... نهاية غير متوقعة لجريمة شائكة

3 آذار 2022

02 : 00

حين يتورط شرطي فاسد بقضية تجعله عرضة للمطاردة، سرعان ما يكتشف أسرار الضحية وتفاصيل جريمة أكثر خطورة. يحمل هذا الفيلم الدرامي الفرنسي عنوان Restless (مضطرب)، ويمتد على 96 دقيقة، وينجح في تقديم أحداث مشوقة ومثيرة للاهتمام على مر مدة العرض. في النصف الأول من الفيلم، سنتابع قصة مجرم يحاول تغطية جرائمه بأي ثمن، لكن سرعان ما تتخذ القصة منحىً مفاجئاً وتُعفيه من أي ذنب، فيظهر شرير جديد. في هذا العالم "المضطرب"، لا يستطيع أحد أن يختار شخصاً صالحاً لأن جميع الناس متورطون في أعمال شائكة، وقد يكون غياب الشخصيات السيئة أو الطيبة بدرجة مفرطة أفضل ميزة في هذا العمل.

حين تزور قوى الأمن الداخلي مركز الشرطة بداعي التفتيش، يجري الضابط "توماس" (فرانك غاستامبيد) مكالمات هاتفية متواصلة لمعرفة كل ما يحصل. في الوقت نفسه، تنتظره عائلته لرؤية والدته المتوفاة للمرة الأخيرة قبل إغلاق التابوت. ينشغل "توماس" بالمسألتَين معاً ويقود سيارته بطريقة متهورة. وحين يشاهد كلباً في وسط الطريق التي يسلكها، يحاول إنقاذه لكنه يفقد السيطرة على السيارة لبضع ثوانٍ.

حين ينزل من سيارته، يشاهد رجلاً مغمى عليه على الطريق. ثم يدرك بعد التحقق من الوضع أن الرجل لا يتنفس. خوفاً من اعتقاله، يقرر "توماس" التستر على الخطأ الذي ارتكبه، فيحمل الجثة ويضعها في صندوق سيارته. لكن لن يكون الحظ حليفه. حين يحاول مغادرة المكان، توقفه الشرطة وتطلب أوراقه. وبما أنه لا يحمل أي رخصة أو شارة الشرطة، يشتبه به الشرطيون بسهولة. لكنهم يعرفون لاحقاً أن "توماس" ملازم ويسمحون له بالمغادرة. حين يصل هذا الأخير إلى المشرحة، يستنتج أنه مضطر للتخلص من الجثة ويضع خطة دقيقة لتحقيق هدفه.



في غضون ذلك، ينشغل فريق الأمن بالبحث عن شرطيين فاسدين ويستعدون لتفتيش مركز الشرطة. كان "توماس" معروفاً بأساليبه المخادعة ويخشى زملاؤه دوماً أن يتورط في المشاكل. يتدبّر رفاقه أمره حين يتأخر في المجيء في يوم التفتيش، فيكسرون خزانته ويجدون كومة من الأموال النقدية فيها ويتخلصون من المال في المرحاض. يشكرهم "توماس" لاحقاً على مساعدته في ذلك الموقف، لكنه يواجه مشكلة أخرى: ثمة جثة في صندوق سيارته. يتابع الفيلم في المرحلة اللاحقة صراع "توماس" للتخلص من الجثة وتجاوز مشاعر الندم بعد قتله شخصاً بريئاً.

حين يظن "توماس" أنه تخلص من المشكلة، يبدأ بتلقي مكالمات هاتفية من رقم مجهول. يعرف الشخص الذي يكلّمه بالجريمة ويهدده بكشف ما حصل. ثم يكتشف "توماس" أن الرجل الذي يتصل به هو رئيس قسم مكافحة المخدرات "ماريلي" (سايمون أبكاريان). يريد هذا الأخير أن يتخلص "توماس" من الجثة، لكنه يتورط في مؤامرة أكثر خطورة من دون علمه. هو يخشى تعريض عائلته للخطر، لذا يقرر تنفيذ كل ما يُطلَب منه.

حين تبدأ الشرطة التحقيق بقضية شخص مفقود اسمه "بارسيلو"، يحاول "توماس" استكشاف حياة الضحية ويريد أن يعرف السبب الذي يدفع "ماريلي" إلى البحث عن جثة "بارسيلو". وعندما يسترجع الجثة من المقبرة التي وضعها فيها، يدرك أنها مليئة بإصابات تنجم عن طلقات نارية، ما يعني أن "بارسيلو" قُتِل قبل أن تصدمه سيارة "توماس". يحتفظ "بارسيلو" بمفتاح قبو سري داخل جسمه، ولهذا السبب يسعى "ماريلي" إلى إيجاد الجثة. يشمل ذلك القبو جميع الأموال التي كسبها "بارسيلو" بعد بيع المخدرات إلى تجار في ألبانيا. ينجح "توماس" في تحديد موقع المفتاح في جسم "بارسيلو" ويحتفظ به، ثم يحاول تفسير الوضع لزميله "مارك". حتى أنه يعرض مفتاح القبو أمامه، لكن يتعرض "مارك" للقتل أيضاً في نهاية المطاف. سرعان ما يدرك "توماس" أنه يتعامل مع شخص يصعب التخلص منه.

ثم يضع "توماس" خطة لتدمير "ماريلي"، فيعطيه الجثة كي يخبئها. لكنه يخفي قنبلة مع الجثة، وسرعان ما يبدأ العد التنازلي الذي يسبق الانفجار بكبسة زر. حين يقود "ماريلي" السيارة، تنفجر القنبلة لكنه لا يموت بل يحترق وجهه، فيقرر تدمير "توماس" لأنه غدر به. عندما يتعارك الرجلان، يضغط "توماس" على زناد مسدسه ويُقتَل "ماريلي". ثم يُعتقل "توماس" ويخضع للاستجواب، لكن تقرر الشرطة دفن القضية لأنها قد تعطي انطباعاً سيئاً عن سلك الشرطة كله. في المرحلة اللاحقة، يترك "توماس" الشرطة ويقدّم تعويض نهاية خدمته إلى زوجة "مارك". كانت "نعومي" متدربة وأصبحت ملازِمة الآن، وهي تعطي "توماس" مفتاح القبو الذي وجدته حين كانت تحقق بمقتل "مارك".

تنتهي هذه القضية بهدوء ويملك "توماس" الآن مفتاح القبو السري، فيجد نفسه في غرفة مليئة بأموال المخدرات التي خبأها "بارسيلو". رغم غرابة الوضع، تجلب هذه القضية الحظ لـ"توماس"، فيُحقق رغبته في كسب أموال إضافية أخيراً، لكنه يحصل هذه المرة على الملايين! تكمن المفارقة في بلوغ "توماس" نهاية سعيدة بعد سلسلة من الأحداث المؤسفة.

في النهاية، يحمل الفيلم توقيع المخرج ريجيه بلوندو ويقدم قصة مشوقة وبسيطة، وهي كافية لتمضية وقت ممتع في نهاية الأسبوع!


MISS 3