جاد حداد

The Fame Game... عالم مشاهير بوليوود

يبدأ المسلسل الجديد The Fame Game (لعبة الشهرة) على شبكة "نتفلكس" بظهور عشرات مصوري الباباراتزي وهم يصورون أهم ممثلة في بوليوود، "أناميكا" (مادهوري ديكسيت)، أثناء خروجها من سيارتها لحضور حدث مهم على السجادة الحمراء، حيث ترتدي ثوباً مدهشاً وأحمر اللون وترتسم على وجهها ابتسامة مبهرة. تصدح في خلفية المكان ألحان تبث الحنين في النفوس وتتكلم "أناميكا" في تلك اللحظة عن شعورها بالامتنان لأنها مشهورة لهذه الدرجة ولديها عائلة مُحبّة. في الليلة نفسها، تختفي الممثلة ويكشف تحقيق الشرطة أسراراً عن عائلة تعيسة ومعقدة تواجه مشاكل متواصلة لأنها تبقى تحت الأضواء.

ماذا حصل لـ"أناميكا"؟ هل تعرضت للخطف أو القتل؟ أم أنها هربت من تلقاء نفسها؟ منذ اللحظات الأولى، من الواضح أن العمل يتكل بشكلٍ أساسي على كاريزما الممثلة مادهوري ديكسيت لتطوير الأحداث، ولا تخيّب هذه النجمة الكبيرة الآمال، علماً أنها تشارك للمرة الأولى في عمل يُعرَض على المنصات. لكن مع تقدم القصة، يتحمل النجمان الأصغر سناً بدور ولدَيها مسؤولية كبرى ويحافظان على تماسك العمل وجاذبيته. يؤدي لاكشفير سينغ ساران وموسكان جعفري دور ولدَيها "أفيناش" و"أمارا" ويقدمان أداءً قوياً. تتضح موهبتهما في عدد من أقوى المشاهد العاطفية التي تطرح صعوبة على النجوم الجدد في العادة.

على صعيد آخر، يقدّم سانجاي كابور شخصية غير محببة بدور زوج ديكسيت على الشاشة، فهو الرجل الذي يحصل على فرصة الزواج من نجمة مشهورة ويصرف أموالها. يستحق الممثل الإشادة لأنه يعكس الجوانب السيئة من شخصيته بأفضل الطرق. أما سوهاسيني مولاي، فهي تجسّد دور ربة الأسرة الصارمة التي تجبر ابنتها على دخول عالم الاستعراض، فتتفوه بعبارات مشينة بأسلوب بغيض. في المقابل، يبدو ماناف كول بدور النجم المشهور "مانيش خانا" الحلقة الأضعف في المسلسل. قد يكون ممثلاً جيداً، لكنه ليس مقنعاً في أدائه كواحد من أشهر الأسماء في القطاع الترفيهي. يقدم العمل "أناميكا" و"مانيش" كثنائي أسطوري على الشاشة، بما يشبه شاروخان وكاجول اليوم: إنه الثنائي الذي يدفع الجمهور أموالاً طائلة لرؤيته رغم مرور عشرين سنة على ظهوره، لكن لا يحمل كول للأسف الهالة التي تسمح له بتقديم هذا الدور.




القصة ليست قديمة، لكنها تجمع خليطاً غريباً من قصص التسعينات وتجسّد في الوقت نفسه نسخة مختلفة من المشاكل والمواضيع المعاصرة. يختار صانعو العمل مثلاً شرطياً يتفاخر بمثليته الجنسية لقيادة التحقيق باختفاء الممثلة. في المقابل، يتفوه شرطي عادي آخر بعبارات رجعية، فيقول في أحد المشاهد: "لو كنتُ رجلاً يتكل على مكاسب زوجته، لقتلتُ نفسي حتماً". توحي هذه العبارة السلبية بأن المرأة التي تتكل على مقتنيات زوجها يجب أن تقتل نفسها أيضاً. تتعلق حبكة فرعية أخرى باعتبار أي نجمة مشهورة مجرّد دمية بيد والدتها وزوجها اللذين لا يكفان عن التلاعب بها نفسياً والاستخفاف بقيمتها. تصبح الأحداث مزعجة في مرحلة معينة، لا سيما حين نشاهد امرأة ناجحة ومشهورة وهي تختنق ببطء داخل منزلها.

بشكل عام، يمكن مشاهدة المسلسل لمرة واحدة، وكل من يحب مادهوري سيقع في غرامها مجدداً. على غرار شخصيتها "أناميكا"، تضيء هذه الممثلة الشاشة بابتسامتها، مع أن أداءها يتعثر قليلاً في بعض المشاهد، لا سيما تلك التي تجمعها مع ابنتها، فلا نشعر بوجود علاقة حقيقية بين الأم والابنة بل تبدو وكأنها مدرّبة مُلهِمة تتكلم مع طالبتها. يصعب أن نؤكد على غياب التواصل بين الممثلتَين أو ننسب هذا الضعف إلى الحوارات الباردة التي تبدو أقرب إلى الوعظ. لكن نظراً إلى أداء مادهوري المقنع في المشاهد المكتوبة بإتقان، تتعلق المشكلة على الأرجح بضعف السيناريو في مشاهد معينة. في المقابل، يسهل أن نصدّق علاقة الأم وابنها على الشاشة بين مادهوري ولاكشفير سينغ ساران، إذ تفيض مشاعر الحنان والقلق في اللحظات التي تحاول فيها "أناميكا" تشجيع ابنها على التكلم عن مشاكله.

يتألف المسلسل من ثماني حلقات وتبلغ الأحداث ذروتها في الحلقة السابعة التي تشمل تحولاً مفاجئاً جداً. لكن في الحلقة الأخيرة، يقدّم كاتب السيناريو سري راو مفاجأة غير متوقعة، فتتغير الأحداث كلها مجدداً. قد لا يحبذ الكثيرون النهاية كونها لا تتماشى مع مواصفات بطلة القصة، لكنها تعكس عنوان المسلسل وتفسّر معنى "لعبة الشهرة" على أكمل وجه.