مايز عبيد

مساعٍ لإعادة جمع البعريني وحبيش وسليمان والوصول إلى تفاهم مشترك

"أهل الوفاء" في عكار: قنص وكمائن واتهامات بالخيانة

17 آذار 2022

02 : 00

تواجه لائحة «أهل الوفاء» في عكار مطبات كبيرة قد تطيحها بالكامل، وقد سماها البعض «السفينة»، لأن من ركب فيها إلى جانب وليد البعريني - صاحب الحظ الأوفر بحاصل او أكثر بحسب الإستطلاعات - نجا ودخل ساحة النجمة من بابها الواسع. وقد ضمت الأوفياء لسعد الحريري وتياره كما يعتبر عرابوها، بالرغم من عزوف الأخير ونصيحته لنوابه بالخطوة نفسها، الا ان الخلافات ضمنها طفت على السطح مرة واحدة بعدما كان يتم حجبها عن الإعلام، رغم الحديث فيها همساً أو مواربة، علّ الأيام تمحو ما كان.

هي أول لائحة بدت بوادر تشكيلها حتى قبل إعلان إقفال باب الترشيح بأسبوعين، وترنّحت قبيل ساعتين على إقفاله. تمتلك كل عوامل تفجيرها من داخلها، علماً أن كل مرشح تمنّى أن يكون على متنها إلى جانب البعريني الأقوى، وانتظر الجميع تشكلها ليبنوا على الشيء مقتضاه.

وفي المعلومات المتداولة فإن الخلاف في جوهره منذ البداية هو بين النائبين هادي حبيش ووليد البعريني بشكل أساسي والنائب محمد سليمان الأقرب في اللائحة إلى رأي حبيش منه إلى رأي البعريني. ففي موضوع تشكيل اللائحة وقد بدأ العمل عليه حتى قبل عزوف الحريري، بادر البعريني بعدما استُبعد طارق المرعبي - لأنه منظّم في تيار «المستقبل» ولم يحظ بإجماع «المراعبة» ثم عزف لاحقاً تماشياً مع قرار الحريري - إلى ضم حبيش وسليمان إلى جانبه ومرشح أرثوذكسي هو سجيع عطية وبقي 3 أسماء قيد المتابعة. مآخذ حبيش وسليمان أن البعريني استفرد برئاسة اللائحة وبتسمية باقي المرشحين الثلاثة من دون الرجوع إليهما. أما البعريني فكان اختار ابراهيم المصومعي للمقعد السني، جولي حنا (أرثوذكس) وأحمد رستم (علوي). لم ير حبيش وسليمان في توجّه البعريني هذا أي التزام بالشراكة، فأجرى حبيش أكثر من مناورة واتصال على خط التحالف بما فيها مع مقربين من تيار «العزم» بينما كان سليمان ينتظر ويهدد بالإنسحاب من كل الإنتخابات إذا لم تسوَّ الأمور، واعتراضه في الأصل على المبدأ المتفق عليه بالشراكة وعلى ضم المصومعي لكونه سيزاحمه إنتخابياً في منطقة السهل، بينما حبيش يعترض على عدم تمثيل منطقة وسط وساحل القيطع لا سيما بلدتي ببنين وبرقايل اللتين تضمان آلاف الأصوات ما سيقلل من حواصل اللائحة ومن فرصه في النجاح. وربما اراد البعريني من خطوته تكريس زعامته على منطقة القيطع بأكملها من ساحلها إلى جردها. ولكن كيف طفت الخلافات بهذا الشكل؟

لم تنجح الإجتماعات التي عقدها أطراف اللائحة النواب في بيروت في ثني البعريني وتراجعه. بالمقابل كان حبيش يجري مشاورات تحالفية في أكثر من اتجاه لا سيما مع مرشحين سنّة من منطقة وسط وساحل القيطع ويطلب من مرشحين آخرين (واحد علوي، وآخر ارثوذكسي) الترشح.

في غضون ذلك رمى البعريني عبر وسائل التواصل الإجتماعي خبراً عن نيته الإنسحاب من الإنتخابات، وتحدث جمهوره عن خيانات وطعن في الظهر، فيما تحدث جمهور حبيش وسليمان عن استفراد وتكبّر. مصادر مطّلعة وصفت خطوة البعريني هذه بمثابة هزّ العصا لكل من سليمان وحبيش بأنه مستعد للتخلي عن الإنتخابات برمتها ولن يتخلى عن المرشحين الثلاثة المختلف عليهم، او يساوم عليهم.

محاولات تجرى لإعادة رأب الصدع بينهم، لكن لكل من أعضاء لائحة الوفاء مشاكله الخاصة خارج دائرة اللائحة. فالبعريني صاحب أعلى رقم تفضيلي في 2018، يدرك أن تخطي عتبة الـ 20 ألف صوت تفضيلي هذه المرة شبه مستحيل لاعتبارات عدة، إلى جانب بروز عدد من المرشحين في منطقته بخلاف العام 2018. وسليمان يواجه منافسة شرسة في وادي خالد والسهل إذا ما استمرّ المصومعي، فيما حبيش أمام معضلة استعادة آلاف الأصوات السنية التي صبت له في 2018، بالإضافة إلى عقدة الصوت التفضيلي في عكار العتيقة والجومة التي قد تُحجب عنه إذا استمر على لائحة البعريني، في حين يواجه المرشح سجيع عطية الذي يعتمد على علاقاته في المحيط السني مشكلتين أساسيتين. الأولى عدم حصوله على الدعم الصريح والواضح من نائب رئيس الحكومة الأسبق عصام فارس، والثانية وجود 3 مرشحين آخرين منافسين من بلدته رحبة، علماً أنه غير معني كثيراً بخلاف النواب لأن شرطه ضمن اللائحة بمرشح أرثوذكسي دون حيثية قد تحقق.

ويجري الحديث عن عدم رضى مستقبلي على الطريقة التي تدار بها اللائحة. إنها باختصار مشكلة قانون الإنتخاب الحالي، الذي يجمع الأصدقاء في نفس اللائحة ثم يجعلهم أعداءً يتقاتلون على نفس الطبق.