شادي عبد الساتر

"فرنسيس والسّلطان"... رسالة محبة وطنية في يوم البشارة

الأب خليل رحمه

بمناسبة عيد البشارة، تنظم "حراسة الأراضي المقدسة" و"رهبانية الفرنسيسكان" في الشرق عملاً غنائياً اوركسترالياً تحت عنوان: "فرنسيس والسلطان"، بالتعاون مع الأوركسترا الفيلهارمونيّة اللبنانية وجامعة "سيدة اللويزة" والسفارة الايطالية في لبنان وبرعاية وزارة الثقافة، على مسرح قصر الأونيسكو عند الساعة الثامنة مساءً.

يجسد "فرنسيس والسلطان" حدثاً تاريخياً بعد أكثر من 800 سنة على مجيء مار فرنسيس ولقائه سلطان مصر "الكامل" في دمياط بهدف تبشيره بإنجيل المسيح، ولكن ليس بعنف الأسلحة الصّليبيّة، بل بالاحترام الواجب لأخيه الإنسان. وقد بادره السّلطان الاحترام نفسه ومنحه الإذن، هو وإخوته، للإقامة في الأرض المقدّسة.

يعرض هذا العمل اليوم على خشبة الأونسكو، بعدما عرض سابقا للمرّة الأولى في بيروت وطرابلس في تشرين الثاني المنصرم، بموسيقى لُحّنت خصيصاً له، بحسب المؤلف الموسيقي الأب خليل رحمه مدير جوقة جامعة سيّدة اللّويزة والأستاذ في الكونسرفتوار الوطني، الذي سيقود في هذه اللوحة الغنائية 30 عازفاً من الاوركسترا الفيلهارمونية الوطنيّة و60 منشداً و6 مغنّين منفردين، منهم من سيؤدي الأذان في لوحة موسيقية شرقية.


من أجواء التحضير


ويقول الأب رحمه: "التأليف الموسيقي هو أوبرالي من أربعة فصول. وكان يمكن لهذا النشاط أن ينفذ على شكل عمل اوبرالي الّا أنّ التكاليف المادية الباهظة حولته الى امسية غنائية. أمّا النص فهو للبروفيسور بارتولوميو بيروني، أستاذ اللّغة العربية وآدابها في كلية الدراسات العربية الاسلامية وللشرق الاوسط في جامعة "نابولي الشّرقيّة".

وعن أهمية عرض هذه الأمسية في عيد البشارة، يجيبنا الأب خليل "تعتبر هذه المناسبة عيداً وطنياً جامعاً للبنان الواحد، وتحمل معها تالياً رسالة محبة اخوية تربطنا ببعضنا البعض في زمن الحروب. كما أنّ هذا العمل بمثابة استمرارية للموسيقى في لبنان ولدور الثقافة الموسيقية بالرغم من كل التحديات والظروف الصعبة، وهو أيضاً رسالة للشرق والغرب في وجه كلّ التّطرّف، وقد استغرقت كتابته وتلحينه سنة ونيفاً".

يتضمن العمل أدواراً لشخصيات مختلفة؛ يلعب بشارة مفرج دور فرنسيس وتجسد غرايس مدوّر دور "كيارا" صديقة فرنسيس، أمّا سيزار ناعسي فيؤدي دور السلطان بينما تجسد لارا جوخدار دور فاطمة إبنة السلطان، فيما يؤدي طوني صفير دور الأخ إليا. وقد وزّعت الألحان على المغنين بحسب ما يناسب طبقة صوت كلّ واحد منهم.


ملصق الحفلة


وتقول غرايس مدوّر، وهي مغنّية "ميديو- سوبرانو" إنّ: "هذا العمل هو صورة عن الحوار الاسلامي-المسيحي للسعي من اجل السلام. وفي ظل التعددية الطائفية في لبنان والعيش المشترك، أصبح عيد البشارة عيداً وطنياً مشتركاً إسلامياً مسيحياً"، مضيفةً: "يعلمنا هذا العمل اهمية السعي للسّلام على مثال القديس فرنسيس والسلطان".

أمّا مغنّيّة السوبرانو لارا جوخدار، فترى أنّ "البشارة لا تترجم بالضرورة من خلال الكلام والعظة، بل من خلال الاعمال". وتضيف أنّ: "مناداة القديس فرنسيس والسلطان ببعضهما البعض بعبارة "يا أخي" هي تجسيد للأخوّة بين المسيحيين والمسلمين".