العنف الأسري موضع احتجاج شعبي في روسيا

00 : 12

350

يزداد الاحتجاج الشعبي في روسيا لافتقارها إلى قوانين محددة بشأن العنف المنزلي الذي ترتفع وتيرته يوماً بعد يوم وعادة ما تكون ضحيته النساء اللواتي يعاقبن لمحاولتهن الدفاع عن أنفسهن.

دفع شريك ناتاليا تونيكوفا هذه الأخيرة نحو الشرفة في شقتهما الواقعة على ارتفاع شاهق في موسكو قبل طرحها أرضاً وضربها. وخوفاً من أن تفقد حياتها، استطاعت أن تصل إلى طاولة المطبخ و"الامساك بأقرب أداة" وكانت سكيناً. وروت تونيكوفا أنه رغم تعرّضها للضرب بشكل منتظم، أمضت ليلة في زنزانة تواجه عقوبة قاسية لطعنها صديقها. وفي وقت لاحق، قضت محكمة في موسكو أن استخدامها العنف لم يكن مبرراً، وحكم عليها بالسجن لكنها لم تنفذ العقوبة بفضل عفو عام. ويبلّغ بشكل متزايد عن حالات مماثلة لحالة تونيكوفا ما أدى إلى احتجاج شعبي في هذه البلاد التي لا يوجد فيها قانون محدد بشأن العنف المنزلي حيث لا تأثير يذكر لحركات نسائية مثل حركة #مي تو.

وخلال هذا الصيف، تصدرت قضية ثلاث مراهقات أقدمن على قتل والدهن بعد تعرضهن لسنوات من الاعتداءات الجسدية والجنسية وفق المحامين، عناوين الصحف المحلية والعالمية.

يقول ناشطون إن حالات كهذه أدت إلى زيادة الوعي لدى الروس الذين يتوقعون من الدولة أن تبذل المزيد من الجهود في سبيل حماية الضحايا. وروت تونيكوفا لوكالة فرانس برس أن شريكها السابق كان يتصل في بعض الأحيان بخدمة الاسعاف بعد ضربها، مضيفة "كان الفريق الطبي يوبخه لكنه لم يتصل بالشرطة يوما رغم رؤيته إصاباتي".

ومنذ ذلك الحين، تقوم بحملات لحض روسيا على تبني قانون للعنف المنزلي وهي واحدة بين عدد متزايد من النساء اللواتي يرفعن الشكاوى أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان من أجل تحقيق العدالة.

وفي قرار تاريخي في تموز، أمرت المحكمة الأوروبية روسيا بتعويض لصالح فاليريا فولودينا التي هربت من البلاد خوفاً من شريكها السابق، لعدم ملاحقته والتحقيق معه. كذلك قضت بأن القوانين الروسية فشلت في حماية المرأة ودعت إلى تغييرات. ويقول آخرون إن الفساد هو عامل لعدم وجود محاكمات ضد المعتدين. لاحقت كاتيا التي رفضت الكشف عن اسمها الكامل، شريكها السابق قانونياً لمدة سنتين بعدما ضربها وأساء جنسياً إلى ابنها الصغير.

وبعد إلقاء القبض عليه واحتجازه لمدة سنة تحضيراً لمحاكمته فوجئت كاتيا عندما أفرجت عنه الشرطة بحجة عدم توافر أدلة. وهي قالت: "يعرف الفاعلون أنهم سيفلتون من العقاب".

وأشارت المحامية المتخصصة في حقوق المرأة ماري دافتيان إلى أن النساء الروسيات يتقدمن بشكاوى كثيرة إلى المحكمة الأوروبية لجعل "الدولة تفعل أي شيء حيال ذلك الأمر". وأوضحت أن عدداً متزايداً من الروس أصبح يعلم أن مسألة العنف المنزلي "كارثية".

وكلف مجلس الشيوخ الروسي لجنة خاصة للعمل على هذه المسألة. وقالت الناطقة باسمه فالنتينا ماتفيينكو المقربة من بوتين إن قضية التصدي للعنف الأسري ستكون "أولوية" لأعضاء المجلس هذا الخريف. 


MISS 3