سيلين سلوم

الحكمُ المخطئ يجبُ أن يُعاقب أسوة باللاعبين والمدرّبين والإداريين

2 نيسان 2022

10 : 30

سأبدأ كلمتي اليوم بسؤالٍ قد يكون غريباً نوعاً ما، من هو الحكم؟ والغرابة أنّه سؤالٌ ساخر، فمن لا يعلمُ من هو الحكم؟ أو من منا لا يعلم ما هي وظيفته وما هو دوره على أرض الملعب؟ إجابتي ستكون واضحة ومختصرة: بعض حكامنا في كرة السلة لا يعلمون ما هي وظيفتهم ...

أعرفُ أنّ قانون كرة السلة هو من أصعب قوانين الألعاب الرياضية، فالحكم عليه إتخاذ قراره بأقلّ من ثانية، ومهما كان قرار الحكم تجاه فريقٍ معيّن، فالفريق الآخر سيعترض، وهو أمرٌ بديهيّ لأنها لعبة يتنافس خلالها خصمان، ولكنّ الأخطاء التحكيمية التي تحصل مؤخراً باتت تسمّى بـ "المجازر".

لن أتكلّم عن مباراة معيّنة لأنّ الأخطاء تحصلُ تجاه جميع الفرق، وهو أمرٌ مؤسف ومحزن معاً لأنّ كرة السلة اللبنانية وصلت إلى مستوى عالٍ جداً، لذا فعلى الحكم أن يطوّر نفسه من فترةٍ إلى أخرى ويخضع لدورات تأهيلية بالتنسيق مع الإتحاد لكي يبقى على جهوزيته الفنية والبدنية ويتمتّع بالتركيز التامّ، فمن غير المقبول مثلاً أن يتمّ إطلاق صافرتين مختلفتين من حكمَين إثنين على لاعب واحد في الثانية نفسها، وإذا لم يتفقا معاً، ألا يعني ذلك أنّ واحداً منهما مخطئ؟

هذه اللعبة هي لعبة المواقف الصعبة والسريعة، وخاصة في المباريات التنافسية والحسّاسة التي يمكن ان تنقلب نتيجتها بأيّ وقت بصافرةٍ واحدة لا يمكن التنبؤ بنتيجتها، لذا فالخلافات بين الحكام واللاعبين والمدربين خلال المباراة يجب حلّها وليس تجنّبها، بغض النظر عن أنّ الحكم إنسان، وكلّ انسان يخطئ، والأخطاء هي جزءٌ من اللعبة، ولكن من قال أنه علينا التأقلم معها وألا نلوم أحداً على ارتكابها؟

على الحكم أن يُراقَب من قبل لجانٍ خاصة، وأن يعاقَب تماماً كأي لاعب أومدرّب أو إداريّ آخر، كما كان يحصل في الماضي مع الحكم ستيليوس.

نعيشُ في بلد لم يبقَ لنا به سوى الرياضة بمثابة "فشة خلق"، فأصلحوا ما يخربها وأبعدوا أياديكم عنها، لأنّ كل من يستثمر ماله فيها سينسحب إذا بقي المستوى على حاله، وإذا كنّا كلبنانيين نحاول إصلاح الخراب في بلدنا وإسقاط حكامه ومحاسبتهم، فلنبدأ إذاً برياضة كرة السلة!

MISS 3