لأوّل مرّة في تاريخها... الـAUB تفتح حرمها الجامعي في قبرص

16 : 33

وقعت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) وبلدية بافوس، اتفاقية تاريخية لإنشاء حرم الجامعة الأميركية في بيروت - ميديترانيو، خلال حفل أقيم في مدينة بافوس في قبرص.

وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الجامعة الأميركية في بيروت التي تنشئ فيها الجامعة حرما لها خارج لبنان، بعدما دأبت على تعليم الطلاب والعناية بصحة الناس في مجتمعها على مدى أكثر من 155 عاما.

ومع افتتاح حرمها الجامعي في بافوس، وما يرافق ذلك من مبادرات أخرى كفيلة بإكسابها المزيد من العالمية والتنوع والقدرة على التأثير، تسعى الجامعة إلى خدمة جمهور أوسع، مع الحفاظ على جذورها الراسخة في لبنان. كما تهدف إلى إثراء تجربة طلابها وأعضاء هيئة التدريس في بيروت من خلال التفاعل المكثف بين الحرمين الجامعيين، بما يشمل فرص التبادل، ومشاريع البحث التعاونية، فضلا عن توسيع فرص التعلم عبر الإنترنت والتعلم الهجين.

ومن المقرر أن يبدأ استقبال الدفعة الأولى من الطلاب في حرم الجامعة الأميركية في بيروت - ميديترانيو في خريف العام 2023، حيث سيمكنهم الالتحاق بمجموعة متنوعة من برامج البكالوريوس والدراسات العليا. وتشمل برامج البكالوريوس اختصاصات مثل علم السياسة والفلسفة والاقتصاد، وعلم النفس، وعلوم الكومبيوتر، والهندسة الصناعية، وإدارة الأعمال - علم الإدارة، فيما تشمل برامج درجة الماجستير الإدارة الهندسية وتحليل الأعمال.

ولطالما تمثلت مهمة الجامعة الأميركية في بيروت في عدم الاكتفاء بتقديم المعرفة والإبداع والعلم والرعاية الصحية، بل العمل على تعزيز الخطاب الحر ودعم الحرية الأكاديمية في كل مكان. وتعتبر الجامعة مبعثا للأمل ومساحة للتقدم والتسامح من خلال برامجها ومبادراتها، كما أنها تسعى باستمرار لضمان أيام أفضل لشعب لبنان والمنطقة على حد سواء. ومن خلال التوسع خارج لبنان للوصول إلى طلاب جدد يمكنهم الاستفادة من اسم الجامعة الأميركية في بيروت المتميز في عالم التعليم، تقترب الجامعة خطوة إضافية من تحقيق رسالتها.

حفل التوقيع

وقد حضر حفل التوقيع رئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسيادس، مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون التعليم والثقافة لي ساترفيلد، عضو مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت ورئيس المجلس الاستشاري الدولي في الجامعة السفير فرانك ج. ويزنر، عمدة بلدية بافوس فيدوناس فيدونوس، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري، بالإضافة إلى حشد من السفراء والمسؤولين وأعضاء مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت.

فيدونوس

وفي كلمته الترحيبية، قال عمدة بافوس فيدوناس فيدونوس: "ما يهمنا الآن هو أن قدوم الجامعة الأميركية في بيروت إلى بافوس يضعنا على خريطة العالم على صعيد التعليم الجامعي. فقلة قليلة من الجامعات حول العالم تملك ما تتمتع به هذه الجامعة من عراقة وتاريخ وتأثير".

ولفت إلى أن "الجامعة الأميركية في بيروت - ميديترانيو ستستفيد من التجربة الطويلة والناجحة التي راكمتها الجامعة الأميركية في بيروت في مجال إدارة قضايا التعايش والتعاون بين المجموعات ذات الأديان والخلفيات الثقافية المختلفة"، مشيرا الى أن "الجامعة في موقع يمكنها من نقل رسائل الأخوة والتضامن والاحترام المتبادل والمساواة التي تشكل أساس أي حل نزيه، لا بل أيضا لتأسيس مجتمع ديمقراطي ومزدهر وضمان نموه. وقد لا يكون ذلك ذات أهمية بالغة بالنسبة إلى المؤسسات الجامعية في الغرب ولكنه يكتسب أهمية كبيرة في منطقتنا الأوسع".


خوري

ثم ألقى فضلو خوري كلمة قال فيها: "من أجل خدمة جمهور أوسع، تحولنا في الجامعة الأميركية في بيروت نحو المزيد من العالمية والتنوع والشمولية، مع بقائنا راسخين بقوة في موطننا الأزلي بيروت".

وتحدث عن الرؤية العالمية للجامعة الأميركية في بيروت التي تشمل التوسع في المنطقة، واستطلاع إمكانية إنشاء مراكز في أفريقيا، والتخطيط من أجل حضور أكبر في أميركا الشمالية، وتوسيع نطاق برامج الجامعة عبر الإنترنت. ورأى أن "إنشاء هذا الحرم الجامعي الجديد في قبرص كفيل بإثراء تبادل الأفكار والمعارف والهدف، وهو ما يحصل أصلا في حرمنا الجامعي في بيروت، ونشر الثقافة الفريدة لجامعتنا الرائعة، مما يعزز تنوع الجامعة الأميركية في بيروت وتميزها في آن معا".

وقال: "من خلال التوسع خارج لبنان للوصول إلى الكثيرين الذين يستحقون نوعية التعليم الفريدة التي تقدمها الجامعة الأميركية في بيروت، ترانا نخطو خطوة أخرى نحو تحقيق رسالتنا. فمن خلال تقديم ما هو أكثر أهمية واستمرارية في الثقافة الفريدة لهذه الجامعة العظيمة التي تعتمد على البحث العلمي المكثف والفنون الحرة والتي هي نفسها متجذرة بعمق ومندمجة ثقافيا في بيروت، لبقية العالم على نطاق أوسع، تروننا نحافظ على الكثير من الجوانب الجديرة بالاهتمام في لبنان، من خلال توسيع نفوذه وهويته إلى خارج نطاق حدوده".

ويزنر

وكانت كلمة للسفير ويزنر، أشار فيها إلى أن "صفحة جديدة تضاف إلى تاريخ الجامعة ومساهمة الولايات المتحدة في التعليم العالي في المنطقة"، لافتا إلى أن "الحرم الجامعي الجديد للجامعة الأميركية في بيروت سيسمح بإعطاء زخم أكبر لرسالتها ولما تقدمه، إذ يشكل إضافة على قاعدتنا المؤسسية الأساسية ويتيح الوصول إلى باحثي المستقبل في هذه المنطقة". وقال : "نحن ندرك أن شرق البحر الأبيض المتوسط يستعيد أهميته الاستراتيجية والجيوسياسية والاقتصادية ونريد أن نكون جزءا منه".


ساترفيلد

ثم تحدثت لي ساترفيلد معبرة عن فخرها بالشراكة الطويلة مع الجامعة الأميركية في بيروت التي وصفتها بأنها "نموذج للقيم ومعايير التعليم الأميركية ومنارة للمنطقة والعالم". وقالت: "لأكثر من 150 عاما، وفرت الجامعة الأميركية في بيروت أعلى مستويات الجودة في التعليم على الطريقة الأميركية للطلاب من جميع أنحاء العالم. وقد أصبح خريجو الجامعة الأميركية في بيروت عبر تاريخها مواطنين عالميين، حيث عملوا كقادة في الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والعلوم".

وأضافت: "اليوم هو يوم تاريخي للجامعة الأميركية في بيروت ولشعب جمهورية قبرص وللتعليم العالي العالمي. إن الولايات المتحدة ملتزمة كل الالتزام بالتعليم العالمي وتدعم هدف قبرص بأن تصبح مركزا تعليميا في أوروبا وهدف الجامعة الأميركية في بيروت بأن تصبح مؤسسة دولية بكل ما للكلمة من معنى".

رئيس جمهورية قبرص

من جهته، قال أناستاسيادس: "مما لا شك فيه أن إنشاء الجامعة الأميركية في بيروت، إلى جانب ما سبقها من مبادرات ناجحة أخرى ذات الصلة قام بها المجلس البلدي، يعزز موقع بافوس على خريطة التعليم الأكاديمي العالي، ويوفر فيه الوقت عينه بعدا ومحتوى جوهريين لرؤية الدولة وسياستها من أجل ترقية بلدنا إلى مركز تعليمي وبحثي إقليمي."

وأضاف: "ليس لدي شك في أن الجامعة الأميركية في بيروت ستصبح الصرح الثقافي الجديد، المركز الجديد لتبادل الأفكار والمعرفة في بلدنا".

وتخلل الحفل عرض فيلم قصير عن الجامعة الأميركية في بيروت وعرض تقديمي للخطة الرئيسية لحرم الجامعة الأميركية في بيروت - ميديترانيو من إعداد دار الهندسة للتصميم والاستشارات الفنية (شاعر ومشاركوه)، وهي تمزج بين الحضارات الغنية للبنان وقبرص بأسلوب قوي ومستدام. كما جرى تبادل هدايا رمزية، حيث قدم خوري لفيدونوس مجموعة من القطع المعدنية التذكارية التي تم إصدارها لمناسبة الذكرى الخمسين بعد المئة لإنشاء الجامعة الأميركية في بيروت، وتسلم من فيدونوس تمثالا نصفيا ل "أفروديت"، رمز مدينة بافوس. وتلا ذلك حفل استقبال مفتوح وعشاء رسمي في فندق إليسيوم.