سؤال جديّ جداً وليس تهكمياً ابداً: ما قصة الالقاب التي تسبق اسم بعض الممثلين والممثلات على جنريك مسلسلاتنا؟ ما المقصود من صفات مثل قدير أو قديرة، عظيم أو عظيمة، فظيع أو فظيعة، كبير مع حبة مسك أو كبيرة مع شريطة وطنّة ورنة، نجم النجوم أو شمس الشموس، التي يتم إسقاطها قبل اسم بعض الممثلين؟ هل يظن صانعو الجنريك مثلاً أن اللقب هو صفة كل من تخطى سن الستين مثلاً، وليس بطل العمل، واسمه ليس موجوداً في الصفوف الامامية الـVIP، لذلك عيب، واحتراماً لسنه ومكانته، نقدم له جائزة ترضية اسمها "قدير" أو "عظيم" أو "عملاق" ؟؟؟ هل فكّر صانعو الجنريك أن وضع لقب قدير قبل اسم فلان الفلاني، قد يعني بالنسبة لكثير من المشاهدين، أن اسم علتان العلتاني الذي يليه على الجنريك، والمكتوب من دون لقب، ليس قديراً ولا بسمنة، بل هو ربما ركيك أو درجة ثانية ومجرد بزيت؟ غريبة فعلاً ظاهرة الالقاب على جنريك المسلسلات اللبنانية، وهي لمعلوماتكم، ميزة عربية بامتياز، ومستحيل أن نراها مثلاً على جنريكات أفلام ومسلسلات أميركية وعالمية. مستحيل أن نرى لقب "بيغ ستار" قبل اسم آل باتشينو، ولقب "the big actor" قبل اسم روبرت دي نيرو، ومستحيل أن "يشنكل" لقب queen اسم ميريل ستريب. مستحيل، لأن نجوم هوليوود الكبار والعظام والعمالقة والقديرين والرائعين والمذهلين والذين "الله خلقهم وكسر القالب"، يدركون جيداً أن اسمهم وحده كاف وواف وهو أداة التفخيم الحقيقية. بدورهم ممثلو لبنان الكبار قيمة وموهبة وعمراً، يدركون جيداً أهميتهم في ذاكرة الاعمال الفنية وفي قلب الجمهور، لذلك لا داعي لالقاب لن تزيدهم أهمية، وقد تزيد حيّز التمييز "العنصري" (اذا جاز التعبير) بينهم وبين من تبقى من ممثلين، تكتب أسماؤهم "حاف".
أخيراً، نصيحة للمنتجين والقيّمين على صناعة الجنريك: كرّموا الفنانين الكبار والقديرين والعظماء بما يستحقونه من أجر، وكونوا على ثقة في حال أخذوا كامل حقوقهم المادية، لن يأخذ على خاطرهم في حال وضعتم اسمهم وحده على الجنريك، لأنهم اكثر من يدركون قيمتهم المعنوية، وأول من يعرفون أن اسمهم بحد ذاته أعظم لقب.
