تاليا القاعي

أزمة اللبناني وجواز السفر... مكانك راوح!

12 نيسان 2022

15 : 29

يومًا بعد يوم يستيقظ اللبناني على "نغمة" جديدة. فالمشاكل والمصاعب تحيط به من مختلف الأماكن وعلى الأصعدة كافة.

وكأن الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تطاله من كل حدبٍ وصوب، لا تكفيه، فدخلت المشاكل والتعقيدات على خط جواز سفره.

ففي بداية العام أطلقت المديرية العامة للأمن العام منصةً للتقدم بطلبات الحصول على جواز السفر اللبناني، وذلك بعدما كان المواطن يذهب منذ ساعات الصباح الأولى وينتظر من أجل إتمام هذه المعاملة.

وما ان أُطلقت المنصة في أواخر شهر كانون الاول، حتى بدأت المواعيد تنهال، ظنًا من المواطن أنه بهذه الطريقة يستطيع إنجاز معاملته بنظام من دون ساعات الانتظار الطويلة.

ولكن تبيّن أنه من هذه المنصة تبدأ رحلة المعاناة للحصول على جواز السفر.

في 27 كانون الاول تمكّن عمر م. من الحصول على موعد لتقديم طلب جواز السفر في 2 آذار، أي بعد شهر. خلال هذا الوقت جهّز كل المستندات المطلوبة، ولكن المفاجأة كانت أنه قبل أيام قليلة من موعده، أصدرت مديرية الامن العام سلسلة تدابير وشروط جديدة تحدّد الأشخاص الذين بإمكانهم الحصول على موعد لتقديم طلب جواز السفر.

لم يتمكن عمر من تأمين المستندات المطلوبة نظرًا لضيق الوقت، ولكنه أمّن مستندًا يفيد بأنه يستعد للسفر لقضاء "شهر العسل" في فصل الصيف، إذ قيل له أن هذا المستند بإمكانه تسهيل معاملته.

من مركز الى آخر، فشل عمر في تقديم طلبه، وكان جواب الموظفين في المراكز "بدك تتواصل على 1717."

أيام وأسابيع مرت وعمر يتنقل بين الـ 1717 وقسم الشكاوى ولكن بدون جدوى، اذ يجب الحصول على موعد عبر المنصة ولكنها "Full" حتى شهري تشرين الاول للموعد العادي وكانون الاول للموعد المستعجل.

المنصة "Full"، "الوساطة" لم تنفع، ولكن اذا كنت تملك 150$ فريش فجأة يصبح الموعد متوفرًا.

هذا ما عُرض على عمر... حيث تأكد ان حال المديرية العامة للأمن العام كما الحال في كل الادارات العامة، على طريقة "ادفع تحصل".

قصة عمر ليست الاولى والاخيرة، اذ واجهت هبة ا. المشكلة نفسها، المواعيد كلها محجوزة والموعد المتوفر بعيد، وهي تحتاج الى موعد سريع، بعد أن حصلت على عرض عمل في الخارج وتريد السفر خلال شهر كحدٍ أقصى.

مع العلم أنها قصدت مركز الأمن العام مقدمةً كل المستندات، ولكن أيضًا بدون أي جدوى.

الضغط هو أساس المشكلة، بحسب مصدر مطّلع على ملف جوازات السفر، إذ كمية الطلبات والجوازات كبيرة ولم تعد المديرية قادرة على تلبية طلبات جميع المواطنين.

وأضاف في حديث لموقع "نداء الوطن" الالكتروني: "ان كمية الجوازات الكثيرة التي صدرت في العام الماضي أدّت الى الحالة التي نحن فيها اليوم".

وعن احتمال وجود أي حلحلة لهذه الازمة أشار الى أنه "في الوقت الحالي ليست هناك أي تدابير جديدة، والوضع باقٍ كما هو إلى حين وجود الحلول المناسبة، ولا يُعرف متى".

قصص جواز السفر لا تنتهي اليوم، ولن تنتهي غدًا، سُررنا لإطلاق منصة المواعيد باعتبار أنها تحدّ من الفوضى التي كانت قائمة، ولكنها أدت الى مشكلة أكبر، فهي عرقلت حصول المواطن على جواز سفر.

لكن ألم يحن وقت إيجاد الحلول لهذه المشكلة وأطر تساعد على تسهيل حركة ومعاملات المواطنين؟ أم ان هذا الملف كغيره من الملفات المهملة والمنسية، لا حل له؟ 

MISS 3