جاد حداد

مواد التحلية الاصطناعية تزيد خطر إصابتك بالسرطان

13 نيسان 2022

02 : 00

اكتشفت دراسة جديدة رابطاً بين استهلاك مواد التحلية الاصطناعية، لا سيما الأسبرتام وأسيسلفام البوتاسيوم، والسرطان.

رصدت هذه الدراسة ارتفاعاً بنسبة 13% في مخاطر السرطان عموماً، وزاد احتمال الإصابة بسرطان الثدي والأمراض السرطانية المرتبطة بالبدانة تحديداً لدى مستهلكي كميات كبيرة من تلك المواد.

تشير التقديرات إلى بلوغ قيمة سوق هذه المنتجات 22.2 مليار دولار وهي في طور التصاعد، وقد زادت قيمتها بمعدل 3 مليارات دولار تقريباً في آخر سنتين فقط. تُسمى هذه المواد "المُحليات عالية الكثافة"، وقد صادقت "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية على ستة منتجات آمنة للاستهلاك البشري عند تناول مستويات نموذجية منها يومياً.

اليوم، يعتبر عدد من الهيئات الطبية والمنظمات المرموقة مواد التحلية الاصطناعية آمنة بعد إجراء أبحاث وبائية مكثفة على البشر.

لم يشارك الدكتور فيليب لاندريغان في الدراسة الأخيرة، لكنه يؤكد أهميتها بصفته مدير برنامج الصحة العامة العالمية ومرصد التلوث العالمي، وأستاذ في علم الأحياء في معهد "شيلر" للعلوم المتكاملة والمجتمع في كلية بوسطن. يوضح لاندريغان: "تكثر الأدلة القوية التي تشير إلى قدرة الأسبرتام على التسبب بالسرطان في الدراسات الحيوانية، لكن ما من إثبات وبائي صلب على هذه الفرضية حتى الآن. لهذا السبب، تُعتبر هذه الدراسة بالغة الأهمية وستكون انعكاساتها بارزة على قطاع الصحة العامة. أكثر ما يهمّني، بصفتي طبيب أطفال، هو حجم الأثر السرطاني لدى صغار الحيوانات في الدراسات الحيوانية رغم تلقي الأنثى الحامل جرعات منخفضة من الأسبرتام في حميتها".

حلل الباحثون تاريخ 102865 شخصاً راشداً كانوا يشاركون في دراسة NutriNet-Santé التي بدأت تجمع البيانات في العام 2009. راقب العلماء المشاركين لفترة بلغ متوسطها 7.8 سنوات.

تقول المشرفة الرئيسة على الدراسة، شارلوت ديبراس: "يمكن اعتبار نتائج هذا البحث مميزة نظراً إلى غياب أي دراسة سابقة حلل فيها الباحثون مباشرةً الرابط بين مخاطر الإصابة بالسرطان واستهلاك مواد تحلية اصطناعية من جميع المصادر الغذائية، ما يعني التمييز بين مختلف أصناف المُحليات.

حصل هذا البحث لأن دراسات سابقة ومبنية على المراقبة كانت قد حللت الروابط بين خطر السرطان واستهلاك مشروبات غنية بمواد التحلية واكتشفت زيادة في مخاطر السرطان، ما يعني أن مواد التحلية الموجودة في هذه الأنواع من المشروبات قد تؤثر على نشوء السرطان. كذلك، تشير النتائج السابقة في التجارب الحيوانية والدراسات الحاصلة في المختبر أو في الجسم الحي إلى أثرها المسرطن".

الأسبرتام وأسيسلفام البوتاسيوم

تقول ماتيلد توفييه، مديرة "فريق أبحاث الوبائيات الغذائية" وكبيرة الباحثين فيه: "لقد أجرينا تحليلات لمجموع المُحليات الاصطناعية، أي أسيسلفام البوتاسيوم، والأسبرتام، والسكرالوز، والسيكلامات، والسكارين، وغليكوسيدات الستيفيول، وملح الأسبرتام والأسيسلفام، ثم حللنا أكثر المُحليات شيوعاً وسط المشاركين بشكلٍ منفصل (أسيسلفام البوتاسيوم، والأسبرتام، والسكرالوز). يجب أن نتوخى الحذر عند تفسير النتائج لأن الروابط ظهرت مع أول عنصرَين (لا مع السكرالوز مثلاً)، لكن قد تتعلق هذه النتيجة باستهلاك أسيسلفام البوتاسيوم والأسبرتام على نطاق أوسع. ربما لم تكن القوة الإحصائية كافية لرصد الروابط نفسها مع السكرالوز، ولم يسمح لنا عدد مستهلكي مواد التحلية الأخرى بتحليلها بالقدر نفسه، وبالتالي لم نتمكن من استخلاص استنتاج بشأنها".

توضح ديبراس: "استناداً إلى هذه الدراسة وحدها، لا يمكن إقامة رابط سببي بين العاملَين، بل يجب أن تتكرر النتيجة نفسها في دراسات أخرى وفي دول وبيئات مختلفة، ولا يمكن تحديد جرعة معينة يتضح فيها خطر الإصابة بالمرض. لكن يمكننا أن نقول إن خطر الإصابة بالسرطان ارتفع بدرجة ملحوظة لدى مستهلكي أكبر كميات من مواد التحلية الاصطناعية، أي فوق الكمية الوسطية التي تبلغ 18 ملغ في اليوم، وقد بلغ متوسط الاستهلاك لديهم 79.43 ملغ في اليوم، مقارنةً بمن لا يستهلكون هذه المواد".

في النهاية، تستنتج توفييه: "لا يمكن استبعاد تأثير عوامل أخرى بالكامل. أخذ تحليل هذه النماذج بالاعتبار مجموعة من العوامل المؤثرة، بما في ذلك نسبة التعرّض للأغذية (أي الكميات الأساسية من السعرات الحرارية، والكحول، والصوديوم، والأحماض الدهنية المشبعة، والألياف، والسكر، والحبوب الكاملة، ومشتقات الحليب)، ما يسمح لنا بالحد من تأثير أي انحياز محتمل".


MISS 3