جورج بوعبدو

جورج شلهوب: هدفي إعادة الثقة بالنقابة

13 نيسان 2022

02 : 00

مع المجلس النقابي الجديد خلال لقاء يوم الأربعاء
ولد في مدينة طرابلس- الميناء العام 1948. عشق السينما منذ صغره. تخرّج من معهد الفنون في العام 1972 وتزوج من الممثلة ألسي فرنيني في نيسان العام 1974 مدنياً في قبرص ورزق منها بولدين الممثل يورغو شلهوب ونديم شلهوب.هاجر في العام 1974 إلى كاليفورنيا حيث درس وتعلّم الإنتاج التلفزيوني وعمل في حقلي التصوير والإخراج، لينتقل بعدها الى أحد أهم معاهد هوليوود الذي قدم له منحاً وفرصاً كثيرة. بدأت مسيرته الفنية عبر تقديم دور صغير في عمل فني للمخرجة لطيفة ملتقى بدور "أنا ناخب"، وفي دور كبير مع المخرج شكيب خوري في مسرحية "جمهورية الحيوانات". وعمل أيضاً في حقل الإخراج والإنتاج، وسعى لرفعِ مستوى الصناعة الدرامية اللبنانية. كانت بدايته الفنية في العام 1972 في مسلسل «المشوار الطويل»، كما شارك في كثير من المسلسلات أهمها: «مذكرات ممرضة» العام 1973 و»ليالي شهرزاد» العام 1980 وغيرها الكثير. لمع وتألق في أدوار عدة، مؤدياً دور البطولة في أكثر من عمل منها مسلسل «رجل من الماضي» في العام 2004، وجسد فيه شخصية المعلم صابر، كما شارك في برنامج رقص النجوم في العام 2013، وانتخب أخيراً نقيباً للفنانين المحترفين في العام الحالي. «نداء الوطن» التقت الممثل والنقيب جورج شلهوب فدار نقاشٌ مشوّق تناول الأمور النقابية والمشاكل التي يتخبط فيها الحقل الفني في الظروف الحالية العصيبة.



عايشتَ نقابة الفنانين المحترفين عقوداً وخرجت منها لأسباب مهنية ومالية، وها انت اليوم تعود نقيباً لها. أخبرنا عن هذه التجربة والمشاكل التي مرّت بها النقابة منذ تأسيسها.

تأسست نقابة الفنانين المحترفين في العام 1993 وكنت انا وأنطوان ملتقى وأنطوان كرباج وسمير شمص وابراهيم مرعشلي وألسي فرنيني من مؤسسيها.

منذ العام 1994 وأنا أتابع كل التفاصيل ومجريات الأحداث فيها، وبحلول العام 2001 بعثت كتاباً يشرح سبب التردّي المهني وكيفية الخروج منه لإنقاذ النقابة وجعلها فعالة، عبر إنشاء ورش عمل بالتنسيق مع وزارة الثقافة والتقدم بطلب لإنشاء ثلاثة استديوات تصوير عصرية وتفعيل استوديو بعلبك لتأمين فرص عمل للأعضاء المنتسبين وحمايتهم. طبعاً وكما العادة في لبنان لم أجد آذاناً صاغية ولا رداً أو تعاوناً، مع العلم أنّ ثمّة مبالغ كبيرة مرصودة للدولة من البنك الدولي وأوروبا ولكنها مجمدة لأن الوزارات آنذاك لم تتقدم بمشاريع، وكان هدفي تفعيل ما تقدم من وزارة الثقافة.

غبت عن النقابة لأعوام وفي العام 2005 تلقيت اتصالاً هاتفياً من النقيب الأسبق إحسان صادق يلومني على عدم تواجدي ومتابعتي للأمور النقابي، فدعاني الى لقاء في النقابة. وحين التقينا بادرني بالسؤال: «لماذا لا تأتي الى الجمعيات العمومية وغيرها؟». أخبرته بأنني أرسلت له كتاباً في العام2001 ذكرت فيه أنني- واذا لم يتم اتخاذ قرار يفضي الى تحسين أمور النقابة والأعضاء- سأستقيل من النقابة أنا وزوجتي ألسي ولم أجد حينها أيّ رد منه. قال انه لا يعلم بأمر المكتوب وبعد التفتيش عنه في الأرشيف دعاني الى جلسة مع المجلس النقابي لمناقشته. استهليت الحديث بسؤال للأعضاء المنتسبين: «يلّي عم يعيش من مهنتو يرفع ايدو». لم يجب أحد فعاجلت الى التعليق: «ان النقابة ليست للواجبات والتعازي فقط بل هي كذلك لتأمين فرص العمل وحماية الأعضاء المنتسبين. وهذا ما اتفقنا عليه يوم تأسيسنا للنقابة». بعد هذا اللقاء أرسلوا لي كتاباً رافضين استقالتي من المجلس مع العلم انه مضى على تقديمي للاستقالة أربعة أعوام. وبعد حين التقيت بتوفيق الباشا الذي انتخب نقيباً لشهرين فقط. وعندما سألته لماذا استقال أجابني: «يا جورج الكباية متلانة، مطفّحة، وفهمك كفاية». أذكر هنا انني ما تعاطيت في شؤون النقابة لحين طلب مني الزملاء العودة في العام 2019.

استمرت الأمور على هذا النحو لحين انقلاب الطاولة وظهور قضايا الاختلاس واساءة الامانة واحتكار اموال هبة الامير الوليد بن طلال والتي كانت مخصصة اصلا لصندوق تعاضد النقابة وليس للنقابة مباشرة فتم هدرها هنا وهناك من قبل السيدة سميرة بارودي وبالاضافة الى اعطاء قروض للاعضاء عشوائياً، وخلط الامور والتصرف مالياً دون الرجوع للمجلس. كلّ ذلك ظهر الى العلن عند تولّي احسان رئاسة النقابة في العام 2018 وغيرها من القضايا التي لا تمّت الى العمل النقابي بصلة، فبدأت المسيرة التصحيحية من الزملاء المؤمنين بقداسة العمل النقابي: شكري فاخوري، جهاد الاطرش، شادية زيتون دوغان، طوني كيوان، فادي سعد، لبنان خليل، وصبحي توفيق، وطوني حداد، وعبده منذر. وقامت النقابة بالادعاء الجزائي على بارودي بجرم الاختلاس واساءة الامانة والتزوير وما زالت القضية امام القضاء، الى ان قررت مديرة عام التعاونيات غلوريا ابو زيد وبصورة غير قانونية - للانتقام والنيل من صندوق تعاضد نقابة الفنانين الذي سهر على رعاية صحة النقابيين منذ العام 1999- تجميد مجلس ادارته وتسمية احسان صادق رئيسا له.

تصوّر أن صندوق التعاضد كان في عهدة شخص يتجاوز التسعين عاماً وذلك من دون إخضاعه لفحصٍ طبّي يؤكّد أهليته. واستمرّت الامور كذلك الى حين استطاع المجلس السابق تحصيل قرار مجلس شورى الدولة ليلغي بذلك كلّ قرارات مديريّة التعاونيات المتّخذة سابقاً وعاد الصندوق كما النقابة الى اصحاب الحق وقام الصندوق بالادعاء الجزائي على السيدة غلوريا ابو زيد ومعاونيها والمجلس الموقت الذي عاث فساداً بمصلحة الاعضاء.

ماذا عن إنتخابات الصندوق للعام 2019؟ هل كانت مفصلية؟

خضنا انتخابات جديدة في شهر أيلول من العام 2019 لتغيير مجريات الأمور لأنه قد طفح الكيل. فكنا الأكثرية الساحقة وربحنا الإنتخابات وكان هناك إعتراض من خمسة أعضاء بادرونا بالصريخ والشتيمة فقامت السيدة غلوريا أبو زيد مديرة التعاونيات بإلغاء الانتخابات بشكل فجائي. ثم كان مجلسها الموقت وغير القانوني فتشتت المشتركون وذهب حوالي 600 مشترك الى صناديق أخرى. كذلك غيّروا مكان الصندوق الى شقة أخرى لحين استرداده بعد صدور قرار مجلس شورى الدولة وكان ناقصاً حوالى المئة ألف دولار. وبقيت الخزنة الحديد بدون مفتاح ولا نعلم ما في داخلها والدعاوى مستمرة.

هل تستطيع أن تذكر لنا بعض إنجازات النقابة السابقة التي كان يرأسها إحسان صادق وسميرة بارودي؟

بكل صراحة لم ينجزوا شيئاً. وفي احدى اجتماعات الجمعية العمومية للصندوق سخر إحسان صادق من حفلة «الموريكس دور» واصفاً إياها بالـ «دوريكس دور»، كونها أجريت من دون أخذ رأيهم فيها. عدا عن الأحداث المتراكمة في البلاد والوضع غير المستقرّ. ما كانت هناك خطّة عمل ورؤية واضحة لمستقبل النقابة. كانت دكانة، والذي زاد في الطين بلّة هو تعاقب النقيبين إحسان صادق وسميرة بارودي لفتراتٍ طويلة وتفرّدهما بالقرارات. وتبيّن أخيراً أن ثمة مبالغ مأخوذة من صندوق النقابة من دون توقيع أمين الصندوق على الايصالات والفواتير. وهذا يدلّ على استهتار كبير بالعمل النقابي فضلاً عن العشوائية والاحتكار.

وهل مِن خطة لديك حالياً لمعالجة الأخطاء التي حدثت في السابق؟

نعمل اليوم بجهد حثيث وبعد كلّ المشاكل التي واجهتنا على توحيد الصفوف ووضع اليد باليد واتباع مبدأ الشفافــيــة بين أعضــــاء المجلس كافةً كما يمنع منعاً باتاً الإستئثار بالسلطة.

كيف تخطّط لجعل الفنان يشعر بأن نقابته ستكفل حقوقه؟

نعمل اليوم على تحديث القانون الداخلي للنقابة بالتعاون مع وزارة الثقافة لتصبح قادرة على إنتاج الأعمال الفنية سواء كانت منفردة أو بالتعاون من منتجين. كذلك نسعى الى إنشاء جو من التعارف بين الأعضاء وإنشاء حلقات حوار لمناقشة الأعمال وبهذا نكون قد قرّبنا المسافة بين الممثل والمخرج والفنان والكاتب ومدير التصوير لتوفير فرص عمل تطال جميع المنتسبين. والأهم في الأمر أنّه علينا توحيد الكلمة بين النقابات لنصبح أكثر فعالية من حيث تنظيم أمور المهنة لعلنا نصل يوماً ما الى نقابة واحدة جامعة.

في حال تعرّض فنان غير منتسب للنقابة لمشكلة قانونية في مجال عمله. هل تكون نقابة الفنانين مسؤولة عنه؟

لا يمكننا مساعدة الفنان غير المنتسب، ولكن في حال كان منتسباً يترتب علينا تعيين محام له ومساعدته في جميع مراحل القضية.

في Dancing with the Stars



أنت النقيب اليوم. ماذا تريد أن تغيّر وما هو هدفك الفعليّ من تسلّمك زمام النقابة؟

هدفي خلق فرص عمل للأعضاء المنتسبين وإعادة الثقة بالنقابة وخاصة عند الجيل الجديد من الفنانين. فبالتعاون والحوار وعدم التفرّد بالرأي والقرار تستطيع النقابة أن تنهض من جديد لتكون حاميةً لحقوق الفنانين.


MISS 3