إتفاق أمني مثير للجدل بين الصين وجزر سليمان

16 : 05

أعلنت الصين الثلاثاء أنها وقعت اتفاقًا أمنيًا واسعًا مع جزر سليمان بينما تشعر دول غربية عدة على رأسها الولايات المتحدة بالقلق من الطموحات العسكرية لبكين في المحيط الهادئ.

شهدت جزر سليمان في نهاية 2021 أعمال شغب سقط فيها قتلى غذاها استياء جزء من السكان من النفوذ المتزايد للصين. وتعرضت شركات مملوكة لصينيين للتخريب والحرق في هونيارا عاصمة هذا الأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ على بعد حوالى 1500 كيلومتر عن أستراليا.

وكانت أستراليا من الأطراف الفاعلة في المنطقة لنشر قوات لحفظ السلام في جزر سليمان بطلب من حكومة الأرخبيل.

منذ ذلك الحين، سعت بكين التي أرسلت مدربين للشرطة ومعدات لمكافحة الشغب، إلى تعزيز وسائل حفظ الأمن في الجزيرة.

سُرّبت الشهر الماضي مسودة للإتفاق أثارت صدى لدى استراليا لأنه يتضمن مقترحات تجيز نشر قوات من الشرطة والبحرية الصينية في الأرخبيل.

وتشعر كانبيرا منذ فترة طويلة بالقلق من إمكانية بناء الصين قاعدة بحرية في جنوب المحيط الهادئ من شأنها أن تسمح لها بنشر قوتها البحرية خارج حدودها.

- "تعاون عادي" - أكد ماناسيه سوغافاري رئيس وزراء جزر سليمان الشهر الماضي أن الاتفاق الأمني مع بكين يجري إعداده لكنه نفى وجود خطط لبناء قاعدة بحرية.

وصرح وزير الخارجية الصيني وانغ وينبين لصحافيين الثلاثاء أن "وزيري خارجية الصين وجزر سليمان وقعا مؤخرا اتفاق إطار للتعاون في مجال الأمن". وأضاف مدافعا عن النص أنه "تعاون طبيعي بين دولتين مستقلتين وتتمتعان بالسيادة".

وتابع أن الاتفاق سيدعم "الاستقرار على الأمد الطويل" في جزر سليمان.

في الأسابيع الأخيرة كثفت أستراليا والولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية لثني جزر سليمان عن التقرب من بكين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الإثنين "نعتقد أن توقيع اتفاق كهذا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار داخل جزر سليمان وأن يشكل سابقة مقلقة لمنطقة جزر المحيط الهادئ برمتها".

في الوقت نفسه أعلنت الولايات المتحدة إرسال وفد دبلوماسي رفيع المستوى في جولة في المحيط الهادئ، على أن تُعطى لجزر سليمان أولوية لمواجهة طموحات بكين.

والأسبوع الماضي، أرسلت كانبيرا وعلى نحو غير معهود وزير منطقة المحيط الهادئ زيد سيسيليا إلى هونيارا لعقد اجتماع مع رئيس وزراء الجزيرة.

- الهدف تايوان - هزت أعمال شغب استمرت ثلاثة أيام في تشرين الثاني الماضي هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 800 ألف نسمة. وكانت أسباب هذا العنف متعددة.

فبالإضافة إلى الغضب من الحكومة والصعوبات الاقتصادية التي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد، كان وراء الاضطرابات التنافس التاريخي بين سكان مالايتا الجزيرة التي تضم أكبر من عدد السكان، وغوادالكانال حيث تقع العاصمة الإدارية للبلاد.

وواجه رئيس الوزراء أيضًا انتقادات لرغبته في إقامة علاقات أقوى مع بكين بعد أن قطع فجأة العلاقات التي أقيمت منذ فترة طويلة مع تايوان في 2019.

وتعارض الصين أي اعتراف دبلوماسي بتايوان التي تعتبرها جزءا من أراضيها. وهي تعتبر ذلك شرطا أساسيا مسبقا لإقامة علاقات دبلوماسية مع أي دولة.

وبينما تسعى واشنطن إلى تعزيز وجودها في المنطقة لمواجهة النفوذ الصيني، أعلنت الولايات المتحدة في شباط أنها ستعيد فتح سفارتها في جزر سليمان، بعد 29 عاما على إغلاقها.

MISS 3